حواء الجديدة
تاريخ النشر: 07/03/14 | 0:30المساواة كلمة جميلة تحمل في طياتها العدالة والإنصاف والشعور مع الغير. وقد قرأت لحكيم قديم قوله :" من ساواك بنفسه فما ظلمك ". ولعل أعتى إجحاف تجذّر في تربة التاريخ كان ظلم الرجل للمرأة، والشرقي على وجه الخصوص، فقد نصَّب نفسه وليًّا عليها ووصيًّا، تأتمر بأمره وتسير خلفه مسلوبة الارادة والوجدان. كانت في نظره متاعًا يقتنى يزين به البيت ويزركش المحضر، ويمتع الانظار والحواس، انها حكر عليه وحده أما هو فالحرية الحمراء دينه وديدنه، والقيد ينكسر حالما يصل الى معصميه. ودارت الايام وبتنا نسمع في شرقنا هنا وهناك النساء يتغنين بالحرية والمساواة، ولا اقل من المساواة، وهذا حقهن يعود بعد قرون، يعود على رجل واحدة، يتأرجح فالمنطق الرجولي ما زال عنيدا يأبى ان يعترف بهزيمته.
اننا نرحب بهذه المساواة، وخاصة بعد ان دخلت المرأة ميدان العمل والصناعة وبزته في كثير منها، واضحت تعود مساء كما الرجل متعبة مرهقة تحمل في جزدانها راتبًا في اول كل شهر… الا تستحق ان يعاونها في الاعمال المنزلية ؟ كيف ومتى هذا سؤال يستدعي البحث والتنقيب.
اننا معها.. ونحن كثر ولكننا نريد مساواة تلائم تكوينها الجسدي والنفسي والحسّي، نريدها مساواة ارادتها الطبيعة لها، فتكون الرأس الثاني لعائلة مقدسة يعيش في كنفها جيل المستقبل لا تحديًا وعنفوانًا أجوف وبالقلم العريض… لا أريدها ان تحكم البيت لوحدها فقد قيل : " ويل لقن تحكمه دجاجة ". عذرا ما قصدت الانتقاص ولكن الواقع هو كذا، وأنا لا استسيغ ان أرى امرأة تصارع على حلبة المصارعة، أو تلاكم، أو تمارس رياضة كمال الاجسام أو حتى تقود شاحنة، ألا ترون أنها بذلك تفقد عنصر الانوثة وتبعدنا نحن الرجال عن متعة الغزال والنسيب والتشبب، وكم ارتاح وأطرب لرقصة الباليه تؤديها حسناء بغنج يشد النفس والروح، أو بالرقص تحت الماء او التزلج على الجليد، هذه الرياضات تسلب الالباب وتجعل من لا يعرف الحرف شاعرًا.
أريدها كذا تقاسم الرجل المسؤولية، كل في اختصاصه وميله وتركيبته، حتى يظل عش الزوجية سامقًا صامدًا امام تحديات الزمن ونائبات الايام !!
اريدها حواء الجديدة
اريدها ركنًا وحجر زاوية
وأريدها ايضا ليلى العامرية، وبلقيس وكيليوباترا وجولييت.
نريدها حواء الجديدة
وكل عام وانتن في عيدكن – عيد المرأة العالمي –بألف خير