حكم سب الذات الإلهية
تاريخ النشر: 27/05/17 | 17:00فتاة تسأل وتقول:إنّني فتاة معقود عليّ وفي لحظة غضب سبّ العاقد عليّ الذّات الالهية والدّين مراراً، وهو الآن تندّم وعاهدني على عدم الرّجوع لمثل ذلك فما حكم العلاقة بيننا من النّاحية الشرعية، وهل هنالك فرق بين أن يسبّ الذّات الالهية أو الدّين أمامي أو من ورائي أي دون علمي بذلك، نرجو التوضيح والافادة؟
الجواب: أولاً : نشكر لهذه السائلة هذا التحري والوقوف عند حدود الشرع بالرجوع إلى أهل العلم للاستبيان والاستيضاح حرصاً على اقامة حياة زوجية على أعمدة الشّرع المتنية الخالية من المحرمات والشبهات وهذا أساس البركة والتوفيق.
ونعود إلى المسألة الشائكة التّي عرضتها الأخت السّائلة والتّي استهان بها كثير من النّاس، ونقول: إنّ سبّ الذّات الالهية أو الدّين أو الربّ أو القرآن الكريم أو نبيّ من الأنبياء ردة عن الاسلام بإجماع العلماء وبناءً عليه يفسخ عقد الزّواج وتصبح الزوجة بحكم الأجنبية عن زوجها بمعنى أنّ حياتها معه تصبح بالحرام وإن أتاها فإنّه يأتيها بالحرام وإن أنجب منها فإنّه ينجب منها بالحرام، ولعلّ هذا السّبب الخفيّ الباطن وراء ما نلمسه من الشجار والخصومات والكراهية بين أبناء الرّحم والصّلب الواحد ؛ ولعلّ هذا سبب العقوق وسبب انتزاع البركة والاستقرار في حياتنا الاجتماعية بشكل عام والحياة الزوجية بشكل أخص.
وعوداً لما سبق نقول للأخت السّائلة: يطلب من هذا العاقد عليك سواءً أكان العقد رسمياً أم غير رسمي ما يلي:
أولا: التوبة الصّادقة والمعاهدة الربانية الصّادقة ألاّ يعود لهذا القول.
ثانياً: أن يتلفظ بالشهادتين بنية الرّجوع للاسلام.
ثالثا: أن يعقد عليك عقداً جديداً وذلك لأنّه لا يوجد دخول بينكما وهذا باتفاق الفقهاء .
وأمّا الزوجة التّي تمّ الدخول بها فإنّه بمجرد التوبة والعودة إلى الاسلام ترجع لزوجها طالما أنّ التّوبة قد تمّت قبل انتهاء العدة وهذا أسهل الأقوال في المسألة وهو مذهب الشّافعية فإن انتهت العدة قبل التوبة لزم عقد بالاتفاق ولعدة هي عبارة عن ثلاث حيضات لغير الحامل وأمّا الحامل فحتى تضع حملها، واليائس من المحيض عدتها ثلاثة أشهر.
فائدة مهمة: لو كانت الفتاة مخطوبة أي غير معقود عليها لا بعقد رسمي ولا بعقد غير رسمي فإنّها تحرم أيضاً على الخاطب حتى يتوب توبة صادقة ويعاهد الله تعالى على عدم الرّجوع لمثل هذا الفعل ويتلفظ بالشهادتين بنية الرجوع إلى الاسلام.
المجلس الإسلامي للإفتاء