إفتتاح فرع الجامعة الأمريكية في رام الله
تاريخ النشر: 25/04/17 | 15:51احتفلت الجامعة العربية الامريكية بافتتاح موقعها الجديد في محافظة رام الله والبيرة تحت رعاية رئيس دولة فلسطين فخامة الرئيس محمود عباس ابو مازن.
ومثل فخامة الرئيس في حفل الافتتاح، امين عام الرئاسة معالي الاخ الطيب عبد الرحيم، بحضور ضيف الشرف مارتن لوثر كنج الابن، ورئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور محمد اشتية، ورئيس مجلس ادارة الجامعة الدكتور يوسف عصفور، ورئيس الجامعة الاستاذ الدكتور علي زيدان ابو زهري، والمستشار الاكاديمي لمجلس الإدارة، الرئيس المؤسس للجامعة الاستاذ الدكتور وليد ديب، ونائب رئيس الوزراء الدكتور زياد ابو عمرو، ومحافظ محافظة رام الله والبيرة الدكتورة ليلى غنام، ووزير الحكم المحلي الدكتور حسين الاعرج، ووزير الثقافة الدكتور ايهاب بسيسو، وامين سر اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية اللواء جبريل الرجوب، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء محمد المدني، ووكيل وزارة التربية والتعليم العالي الدكتور بصري صالح، ورئيس الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة الاستاذ الدكتور محمد السبوع، والسفراء والقناصل وممثلي الهيئات الدبلوماسية المعتمدة لدى دولة فلسطين، واعضاء مجلسي الادارة والامناء، والمستشار القانوني للجامعة، ورؤساء الجامعة السابقين، وممثلين عن الهيئات الدولية والمؤسسات الرسمية والشعبية، ومجلسي العمداء والمدراء، واعضاء الهيئتين التدريسية والادارية في الجامعة.
وبدأت مراسم الحفل بقص شريط الافتتاح، وازاحة الستارة عن اللوحة التذكارية للافتتاح، تلا ذلك جولة في مرافق الموقع الجديد للجامعة، ثم التوجه لقاعة المؤتمرات لإكمال مراسم الحفل، حيث عزف السلام الوطني الفلسطيني، والوقوف دقيقة تضامن مع الاسرى في اضرابهم عن الطعام، وقراءة الفاتحة على ارواح الشهداء.
كلمة مجلس ادارة الجامعة
وافتتح رئيس مجلس ادارة الجامعة الدكتور يوسف عصفور الحفل بكلمة حيا فيها ممثل الرئيس محمود عباس “ابو مازن”، والحضور، وقال: “أقف اليوم بينكم، ولهذا اليوم رمزية خاصة لحدثين مهمين في تاريخ الجامعة العربية الأمريكية، تذكرت نشأت الجامعة قبل حوالي 17 عام، حينما شرفنا أخي الطيب عبد الرحيم بافتتاح حرم الجامعة في جنين بتاريخ 28/9/2000م، ممثلاً عن سيادة الرئيس الرمز ياسر عرفات رحمه الله، وها هو اليوم يشرفنا بافتتاح موقع الجامعة العربية الأمريكية في رام الله ممثلاً عن فخامة الرئيس محمود عباس حفظه الله، وكما أُذكر أخي الطيب أن أخانا مروان البرغوثي شارك معنا في الافتتاح عام 2000م، وكنت أتمنى أن يكون حاضراً اليوم معنا، ولكنه معنا ومع الشعب الفلسطيني، وهو يخوض مع اخوانه في الحركة الأسيرة أكبر اضراب عن الطعام في تاريخ الحركة، من أجل كرامتهم وكرامة الشعب الفلسطيني، فاسمحوا لي باسمكم وباسم الجامعة العربية الأمريكية ان نرسل تحياتنا له، ولكافة اخواننا الأسرى في السجون الاسرائيلية، ونتمنى لهم الحرية في القريب العاجل”.
واضاف، قبل حوالي 54 عاماً، وبالتحديد في 28/8/1963، وقف رجل أمام ضريح الرئيس الأمريكي السابق ابراهام لينكولين والقى كلمة قال فيها “I HAVE A DREAM” أنا عندي حلم، والحلم كان أن يحصل السود في أمريكا على كافة حقوقهم المدنية، وأن يعاملوا بالتساوي مع باقي مواطني أمريكا، هذا الخطاب وهذه الكلمات غيرت وجه التاريخ، حلم هذا الرجل لم يبدأ عام 1963 ، بل قبل ذلك بعقود، عمل خلالها بشتى الوسائل السلمية على تحقيق العدل والمساواة لهؤلاء المواطنين، وتم اغتيال هذا البطل في 4/4/1968، لكن لم يستطع أحد اغتيال الحلم، هذا الرجل هو “مارتن لوثر كينج الثاني” والحاصل على جائزة نوبل للسلام، والد ضيفنا وصديقنا الموجود اليوم بيننا “مارتن لوثر كينج الثالث”، تحقق الكثير من الحلم ولكن لم يتحقق الحلم كله، وكان على الابن أن يستمر على خطى والده في المطالبة بالحقوق المدنية للسود في أمريكا، ساهم ضيفنا بجد وجهد في حملة ترشيح باراك أوباما كأول رئيس أسود للولايات المتحدة، وقال أثناء الحملة “حتى لو تم انتخاب أوباما، لن يكون الحلم قد تحقق بعد”، واصبحت عبارة “انا عندي حلم” شعلة تضيء الطريق أمام كل انسان أو مجموعة تطمح في تحقيق ما يبدو صعبا أو مستحيلا.
واوضح الدكتور عصفور قائلا: “عندما فكرنا بإنشاء الجامعة العربية الامريكية في مدينة جنين، قيل لنا “إن هذا الحلم صعب التحقيق” ومع ذلك لم يقتل الحلم في نفوسنا، وأصبح اليوم في جنين جامعة شامخة تعتز بها فلسطين، جامعة جمعت أبناء وبنات فلسطين من كل مدينة وقرية، مع أن هذا حلما كان مستحيلا بنظر العديد، ولكننا لم نشعر أن الحلم تحقق بكامله، بل أن الطريق ما زال طويلاً، فكان أن بدأنا بإنشاء هذا الموقع التعليمي الجديد في رام الله، مخصص للدراسات العليا، يقدم برامج نوعية غير موجودة في فلسطين، وبشراكات مع جامعات عالمية، لم يكن هذا يكفي حتى نقول تحقق الحلم في خدمة فلسطين، وشعرنا أن هناك العديد من المجالات التي يمكن أن نساهم فيها.
واضاف، أنتم تشهدون اليوم انطلاقة انشاء “مركز دراسة السياسات وحل النزاع” برعاية صديقنا “مارتن لوثر كينج الثالث” وهو المركز الأول من نوعه في فلسطين، ونوشك ايضا على انجاز مركز الاختصاص في طب الاسنان، ومختبر للجينات والتحاليل الطبية، وهي أيضا الأولى في فلسطين، ان طموحنا كبير أن يكون هناك تخصص “الدكتوراه في البصريات” والدكتوراه في إدارة الأعمال في القريب العاجل.
وبين الدكتور عصفور ان هذه الانجازات لم تكن لتتحقق لولا الدعم المتواصل من فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء ومعالي وزير التربية والتعليم العالي وهيئة الاعتماد والجودة، ورئيس مجلس أمناء الجامعة معالي الأخ الدكتور محمد اشتية “المايسترو” لنمو الجامعة وتطورها، وكذلك طواقم الجامعة الاكاديمية والإدارية، فالشكر لهم جميعاً، وشكر الحضور قائلا: “أهلا بكم في الجامعة العربية الامريكية، وأتمنى أن تشاركونا انجازاتنا القادمة”.
كلمة مجلس الامناء
وفي كلمته هنأ رئيس مجلس امناء الجامعة الدكتور محمد اشتية الحضور بمناسبة ذكرى الاسراء والمعراج، والذي ربطت فيه فلسطين بالسماء، وتوحدت الأرض المقدسة بالأرض المقدسة “المملكة العربية السعودية وفلسطين”، لتتزامن هذه الذكرى مع انجاز جديد في مسيرة الجامعة العربية الامريكية الذي نحتفل به اليوم وهو افتتاح هذا المبنى الاستثنائي الرائع ليس فقط من ناحية الهندسة، بل من ناحية ما يقدمه من تسهيلات للطالب والمعلم والاداريين، واليوم هو يوم المسرى ويوم الأسرى، الذي فيه تغسل الاحزان، والذي فيه يصر اسرانا الابطال على نيل الحرية لتصبح الزنازين ليست بدون اسماء، ولتسجل على الزنازين اسماء اسرانا الابطال، واليوم في معركة الامعاء الخاوية يصبح في المرايا وجوه، ونحن مرايا السجناء، يرون انفسهم فينا ونراهم، ونقاتل من اجلهم، وان اي حل سياسي قادم ومستقبلي دون ان تبيض فيه السجون كاملة لن يكون حلا كاملا، ولذلك من هذا المنبر نقول، ان من الثوابت الوطنية الفلسطينية اليوم، القدس عاصمة، الدولة على حدود 67، وحق العودة للاجئين، وتبييض السجون من الاسرى جميعا ليصبح ثابت من الثوابت الوطنية الفلسطينية.
وقال: هذا العام 100 عام على وعد بلفور، و50 سنة على الاحتلال، و69 سنة على النكبة، 100 عام ونحن نصارع من اجل دفع الظلم عن شعبنا، وان الطمع في ان تكون فلسطين مستعمرة كان ذلك قبل المؤتمر الصهيوني الأول، وهذا الاستعمار لم يكن ديني او سياسي، بل كان بالدرجة الأولى استعمار استراتيجي واقتصادي، وأقيمت دولة اسرائيل في أخصب اراضي فلسطين”.
وأضاف الدكتور اشتية في كلمته، “نحن في وضع يعيش العالم فيه بظروف استثنائية، هذا العالم يتجه يمينا كما حصل في انتخابات فرنسا، وكما يحصل في مناطق مختلفة من العالم وليس فقط يتجه يمينا، بل يحكمه نظام شعبوي ديماغوجي، يزرع الخوف في نفوس المنتخبين والناس، ويزرع الكراهية والظلم والعدوان على الاخر، والشعبوي اناني ونرجسي لا يمكن التنبؤ بما سيقول وضد المؤسسة، وعلينا ان نعرف كيف نتعامل مع هؤلاء الشعبويين”.
وقال، نحن كنا عنصر شغب في المنطقة منذ العام 65، والعالم كان يعطينا ثمنا للشغب، واليوم، نحن عنصر استقرار في المنطقة كلها، ونريد ثمنا لهذا الاستقرار، وهو انهاء الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس، وحق العودة للاجئين”، واليوم امامنا مجموعة محطات، وهي الانتخابات الجامعية وربحناها جميعها بهمة الشباب والشبيبة، وانتخابات البلديات في الثالث عشر من الشهر القادم، وامامنا ايضا، تجديد الشرعيات في المجلس الوطني الفلسطيني القادم، لأن منظمة التحرير هذه، المظلة التي نعيش تحتها جميعا والتي بالنسبة لي واخواني في اللجنة المركزية تمثل حق العودة للاجئين وتمثل الشتات الفلسطيني، علينا ان نرفع منها ومن شأنها لتبقى المظلة الحاضنة للشعب الفلسطيني”.
وحول الوضع في قطاع غزة قال: “نحن ارسلنا لحركة حماس، وقلنا لهم، ان المصالحة بالحوار يبدو انها لا تسير، واذا لم تسير بالحوار ستسير بشيء غير الحوار، لان همنا الرئيسي ان نقول، دع الف زهرة تتفتح ولكن في بستاننا، ونحن ما يهمنا ان لا نكون ضحايا للعبة الإقليمية، وفلسطين اولا وثانيا واخيرا، فقلبنا مفتوح للمصالحة، وعلينا ان نحتكم لشعبنا بالتوجه الى الانتخابات البرلمانية والرئاسية والوطنية، ويجب ان ننهي الفصل الاسود من تاريخنا، وهو فصل الانشقاق”.
وحول زيارة الرئيس محمود عباس المرتقبة الى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي ترامب قال “نحن على ثقة تامة بالرئيس، الذي يمثل الشرعية الفلسطينية وحاميها، والذي يمثلنا جميعا حيثما ذهب وحيثما حل، حامل القضية معه ونحن معه ايضا في مواجهة متطلبات المرحلة، ونحن لا نضع شروطا على احد، ولكن نقول: ان أي حل سياسي يحتاج الى وصفة نجاح، تكون مستندة على عوامل أهمها، وجود مرجعية واضحة متفق عليها لأي عملية تفاوضية واضحة، ضمن اطار زمني، ويجب ان يكون هناك حسن نوايا من الطرف الاخر، وهذا غير موجود في الحكومة الإسرائيلية الحالية”، ويجب ان يكون هناك وسيط نزيه، وأشار الى ان الجانب الإسرائيلي يريد حل إقليمي، أي اقتصاد بلا سياسة، ويريد التطبيع مع العرب دون دفع فاتورة الاحتلال، وهذا الشيء لا نقبل به، ولا نقبل باي حل يطبع مع العرب دون انهاء الاحتلال، وهذا موقف كل الدول العربية وليس موقف فلسطين فقط.
ووجه الدكتور اشتيه التحية الى رئيس مجلس إدارة الجامعة العربية الامريكية الدكتور يوسف عصفور والمستثمرين، الذين عملوا قصة نجاح حقيقية في فلسطين، وجعلوا راية التعليم مرفوعة على أجمل المباني في فلسطين، وجعلوها عنوان استراتيجية البقاء وهو التعليم، مشيرا الى ان مقياس الثروة في فلسطين هي الشهادات الجامعية العليا عند كل اسرة فلسطينية.
وأوضح، ان الألم الحقيقي الذي يعيشه المجتمع الفلسطيني هو البطالة في صفوف الشباب من سن 19 الى 29 حيث وصلت النسبة الى 56 % من العاطلين عن العمل، وهؤلاء مسلحين بالعلم لكن سوق العمل مغلق امامهم، داعيا الجامعة الى تأهيل الطلبة بشهادة جامعية قادر من خلالها الحصول على فرصة عمل، متمنيا من الجامعة التي تعتبر مركز للتميز والابداع ان تكون راعية لكل ما هو الأفضل والاهتمام بالنوعية والجودة كما هو معمول فيها تخصصاتها، مشيرا الى ان الجامعة وحدت الشعب الفلسطيني، فهناك أكثر من 50% من طلبة الجامعة من الداخل الفلسطيني.
كلمة ممثل الرئيس محمود عباس ابو مازن
وألقى معالي الاخ الطيب عبد الرحيم كلمة نيابة عن الرئيس محمود عباس ابو مازن قال فيها: “يأتي هذا الحدث العظيم، وهو افتتاح مبنى الجامعة في رام الله، واضراب اسرانا البواسل عن الطعام يدخل يومه الثامن وجباههم تعانق السحاب عزة وانفة واصرارا، لن يلين على مواجهة جبروت السجان الظالم وانتهاكاته لحقوق الانسان التي كفلتها كل الشرائع والقوانين الدولية، يريد الاحتلال ان ينال من عزيمة هذا الشعب ومن ثباته وجذوره ومقاومته المشروعة، لكن اخوتنا رفاق مروان البرغوثي، وكريم يونس، واحمد سعدات، ومحمود أبو سرور، وانس جرادات، يسطرون بمعركة الحرية والكرامة ملاحم بطولة سيسجلها التاريخ بأحرف من نور ونار تضاف الى سفر خلودنا وانتصارنا ولنؤكد لكل مناصري الحرية يا سيد مارتن لوثر كينج، ولكل العالم، ان سلاسل السجان وزنازينه الانفرادية لم ولن تقوى على فرض إرادة الطغيان وكسر الرغبة في الحياة بشرف وكبرياء، وها هو شعبنا كله في السجن الكبير، وكل محبي السلام في هذا العالم يتضامنون مع اخوتهم ومع أبنائنا ليقولوا كلنا واحد، وكلنا ثقة بالنصر وان لا حل سياسي دون تبييض السجون، نقبل كل جبهة اسير، ونحتضن بقلوبنا كل الاحبة خلف القضبان، وندعو الله من نبض عروقنا ان يثبت قلوبكم وارادتكم، حتى تنالوا الحرية التي حققتها كل الشعوب المناضلة من قبلنا.
واضاف، ونيابة عن السيد الرئيس محمود عباس، اشارككم اليوم بافتتاح الموقع الجديد لكلية الدراسات العليا في الجامعة العربية الامريكية هنا في محافظة رام الله، بعد ان شاركت بافتتاح الجامعة في مقرها الرئيسي في محافظة جنين قبل ما يقرب من 17 عاماً، اننا نفتخر بهذه الجامعة وبإنجازاتها ونموها الدائم، وبالبصمات التي اضافتها لمسيرة التعليم والعلم في بلادنا بالرغم من عمرها القصير واختلاف تجربتها كونها اول جامعة خاصة في فلسطين، حيث استطاعت هذه الجامعة النوعية ان تكون في المقدمة بحكمة مجلس امنائها، والإدارة المبدعة لمجلس ادارتها، وجدية اساتذتها وتفانيهم، مما حبب طلابها بالانتماء لها والزهو بحمل شهادتها بلا غرور او استعلاء، ولهذا نرى الاقبال على كل التخصصات الجديدة التي وضعتها الجامعة منذ البداية لتلبيه حاجات المجتمع، اضافة الى اقبال مئات الطلبة من داخل الخط الأخضر للدراسة والانتساب لهذه القلعة الوطنية التعليمية الرائدة.
واكد معالي عبد الرحيم، ان شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات آمن بان العلم هو احد الاعمدة الرئيسية لبناء الأمم وتقدمها، واصبح شعبنا مثالا ونموذجا ومحل اشادة من الجميع لإسهاماته في بناء دول عربية شقيقة، ومحل اعجاب من دول العالم لما قدمه من علماء وأطباء ومهندسين ومثقفين وتربويين، اكدوا جميعهم ان الشعب الفلسطيني يستحق ان يكون له المكان اللائق به تحت الشمس في دولة مستقلة تكون منارة للإبداع والابتكار وخدمة البشرية.
وقال معالي الاخ عبد الرحيم: “اليوم اهنئكم بذكرى الاسراء والمعراج التي تزيد من ثبات القلب على الحق، حقنا في هذه البلاد المقدسة، وتعمق ايماننا بان القدس ستظل حاضرة في الذهن والوجدان والعقيدة عاصمة دولتنا الأبدية مهما ادعو من خرافات واختلقوا الاباطيل وزوروا التاريخ ولفقوا وقائع لم يثبت لها من صحة بالرغم من الهدم والحفر والشعوذة وحتى غربلة التراب”.
واضاف، يسرني ان ارحب بالسيد “مارتن لوثر كنج” ابن القمة والقامة في التاريخ الإنساني الذي ناضل من اجل الحرية والمساواة والتعايش والمواطنة ليعيش الانسان في كنف الحرية والعدل، وتظل ذكرى والده المجيدة خالدة في قلوبنا، بحضوره بيننا تملؤنا بالمناعة، وتشد من العزائم وتعمق ثقتنا بحتمية الانتصار على الظلم والاضطهاد والغطرسة.
واوضح قائلا :”تسمعون في هذه الأيام كلاما كثيرا عن المصالحة، هل هناك إمكانية لان تتحقق على الأسس الواضحة والمعروفة هي الاحتكام الى الشعب ام ان حماس كعادتها تريد إدارة محادثات المصالحة تماما كما يريد الاحتلال الإسرائيلي إدارة المفاوضات دون الوصول الى حل، عشر سنوات استغلت حماس فيها حرصنا على توحيد الوطن بتعميق الانقسام من جانبها حتى بدأ البعض من قياداتها يتحدث عن الاتحاد الفيدرالي بين الضفة وغزة دون ان يرجف له جفن، والبعض الاخر يتحدث عن ان المجلس التشريعي هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، مما يعني إلغاء منظمة التحرير، وهو ما يعني تنفيذ المخطط الإسرائيلي بإقامة دولة مسخ في قطاع غزة، وهنا نقول لهم بكل صراحة ووضوح ان اردتم المصالحة، فعليكم تسليم المحافظات الجنوبية لحكومة الوفاق الوطني دون قيد او شرط لتبسط الحكومة سلطتها الكاملة على غزة كما هو الحال في المحافظات الشمالية وفق القانون، دون تدخل حماس بأي عذر أو ذريعة بعمل وأداء الحكومة، وهو ما يعني إلغاء اللجنة التي شكلتها حماس لإدارة المحافظات الجنوبية، ثم بعد ذلك الذهاب لانتخابات عامة ورئاسية وتشريعية ومجلس وطني خلال مدة لا تتجاوز الستة اشهر، واضاف، لقد أبلغت حماس بذلك وننتظر الجواب خلال اليومين القادمين، فان قبلت فتحنا صفحة جديدة والا فلكل حادث حديث، لم يعد شعبنا يقبل بالمراوغة او اللف والدوران ولا بالطرق الالتفافية، نريد وضوحاً قاطعاً مانعاً وإجراءات جازمة دون انتظار لوهم متغيرات إقليمية او لتلقي أوامر من الخارج، وفي هذا المجال نقول كذلك اننا ذاهبون لانتخابات البلدية ولانتخابات طلابية في الجامعات لإعادة النبض للحياة والديمقراطية في فلسطين، لنؤكد أن صوت الشعب سيكون أعلى وأقوى من صوت الانقلاب والتقسيم طال الزمن أم قصر.
واكد معالي الاخ عبد الرحيم ان الرئيس محمود عباس وبعد أيام سيلبي دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيارة واشطن وسيكون اللقاء بداية علاقة جديدة بين الرئيسين، وهنا اقول، اننا نذهب الى البيت الأبيض بعد ثلاث سنوات بمواقف واضحة لم تتغير ولم تتبدل، وأولها هو أن مبادرة السلام العربية وحل الدولتين على أساس حدود عام 67 بما فيها القدس الشرقية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام، وكل ما نستطيع قوله ودون استباق للأمور أن هذا اللقاء هو فرصة فريدة، سبقته زيارة الملك عبد الله الثاني، والرئيس عبد الفتاح السيسي، لإنجاح حل الدولتين وأن مبادرة السلام العربية التي أكدت على ذلك هي المدخل الصحيح لإرساء سلام وتعايش شامل في المنطقة وبدون ذلك سيظل الجمر تحت الرماد واحتمال تطاير الشرر قائم في أي وقت وكل حين.
وختم حديثة بالقول: “مرة أخرى اهنئكم من كل القلب وأتمنى للجامعة العربية الامريكية كما عودتنا دائماً التقدم والابداع والمساهمة في بناء لبنات الدولة بالكفاءات الخلاقة والمبدعة، كما اقدم شكري لأخي وصديقي الدكتور محمد اشتية رئيس مجلس الأمناء، وللأخ الدكتور يوسف عصفور رئيس مجلس الإدارة، وكل التحية للأخوة والأخوات أساتذة الجامعة والعاملين فيها”.
وفي نهاية الحفل، قام رئيس مجلس الامناء الدكتور محمد اشتية، ورئيس مجلس الادارة الدكتور يوسف عصفور، ورئيس الجامعة الاستاذ الدكتور علي زيدان ابو زهري، بتكريم فخامة الرئيس محمود عباس ابو مازن بتقديم درع الجامعة لممثله في الحفل امين عام الرئاسة معالي الاخ الطيب عبد الرحيم، لتفضله برعاية افتتاح موقع الجامعة الجديد، كما قاموا بتكريم السيد مارتن لوثر كنج الابن لحضوره كضيف شرف خلال الافتتاح.