الطيبي يلقي محاضرة في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس
تاريخ النشر: 10/03/14 | 2:00ألقى النائب أحمد الطيبي، رئيس كتلة القائمة الموحدة والعربية للتغيير، رئيس الحركة العربية للتغيير، محاضرة في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس، كان موضوعها " الدولة اليهودية من منظور دولي وفلسطيني"، وأدار الندوة د. صقر الجبالي – رئيس قسم العلوم السياسية، وكان في استقبال الطيبي كلٌ من د. ماهر النتشة القائم بأعمال رئيس الجامعة، د. محمد حنون نائب رئيس الشؤون الإدارية، د. طارق الحاج عميد كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، الأستاذ خالد مفلح مدير العلاقات العامة، وحضرها طلاب من كلية العلوم السياسية وكلية الاقتصاد والعلوم الاجتماعية ومختلف الأقسام الجامعية.
واستعرض د. النتشة أمام الطيبي وضع الجامعة وأقسامها وما طرأ عليها من تطور أكاديمي رغم ظروف الاحتلال ، والصعوبات التي تواجهها من الناحية المادية لكونها جامعة غير ربحية مع الأخذ بعين الاعتبار الوضع الاقتصادي الصعب لدى الطلاب والرسالة التي تحملها الجامعة من أجل المجتمع الفلسطيني. ورغم الصعوبات فإن التصنيف العالمي يضع جامعة النجاح في تصنيف عالٍ جداً ينافس اكبر جامعات الدول العربية، رغم ميزانيتها المتواضعة. كما حصلت الجامعة على اعتماد رسمي في الهندسة والتكنولوجيا، مما يعكس صورة عن ان مستوى الجامعة عال جداً، ومن بين اقسامها الطب والتمريض والعلوم البشرية. ودار الحوار بين الطيبي وإدارة الجامعة حول المواضيع التي يُقبل عليها الطلاب العرب وشروط قبولها، واندماج طلاب من الفلسطينيين المواطنين في إسرائيل في جامعة النجاح حيث يبلغ عددهم حوالي 300 طالب، ويتم قبولهم وفقاً لشهادتهم الثانوية، كما ان خريجي الجامعة يجتازون امتحانات الترخيص بنجاح، وعليه فإن الجامعة معنية بزيادة عددهم.
وأثنى الطيبي على مستوى الجامعة وتوقع زيادة في عدد طلاب الداخل في جامعة النجاح حيث ان النسيج الاجتماعي والقومي واحد، والقرب الجغرافي يسهّل على الأهالي وأبنائهم، وأوضح انه شخصياً يسعى لزيادة عدد الأكاديميين العرب لكون العلم سلاح هام ، ولكن توجد حاجة لمحفّزات من بينها فتح مساقات دراسية عليها إقبال ورغبة لدراستها.
ثم ألقى النائب أحمد الطيبي محاضرة تطرق فيها إلى قضايا سياسية محلية واقليمية، كما استعرض أوضاع المواطنين العرب الفلسطينيين داخل إسرائيل وما يعانون منه من تمييز وانعدام للمساواة، واستوقف عند آخر التشريعات القانونية التي يقترحها اليمين في الكنيست والتي سيتم التصويت عليها هذا الأسبوع في محاولة لرفع نسبة الحسم ولإقصاء التمثيل العربي من الكنيست وتضييق الخناق على الأحزاب والعمل السياسي. وقال ان موقف الحركة العربية للتغيير يؤيد توحيد الأحزاب العربية وهذا ما سيكون في ظل هذا القانون، في قائمة واحدة أو قائمتين، وقد يؤدي ذلك الى رفع نسبة التصويت لدى المواطنين العرب. نحن كغيرنا من المجتمعات لدينا تعددية فكرية وحزبية ولكن هذا القانون يلزمنا بإيجاد صيغة لترشحنا ضمن اطار موحّد.
وتطرق الطيبي في محاضرته لما يتعرض له المسجد الأقصى والجلسات المستمرة في الكنيست التي يبادر لها نواب اليمين مدفوعين بمنظمات يهودية متطرفة، في محاولة لتقسيم أوقات الصلاة في الأقصى المبارك اسوة بالحرم الإبراهيمي الشريف، وهذا ما نتصدى له.
وبيّن د. الطيبي أبرز وأهم القضايا الوطنية والمدنية لأوضاع عرب الداخل، الذين يجدون أنفسهم في وضع لا بد من الدمج فيه بين العمل الوطني القومي من جهة، وبين المطالبة بالحقوق المدنية من جهة أخرى.
وفي رد عن سؤال أحد الطلاب حول قضايا المواطنين العرب في النقب توقف الطيبي عند أوضاع البدو في النقب ولا سيما القرى غير المعترف بها، وأوضح مخطط برافر الذي نجح النضال السياسي والبرلماني والجماهيري في إيقافه ولكن ما زالت الجهود مستمرة للتأكد من عدم وضع بديل شبيه له، وإنما المضي نحو حل يضمن حق البدو على أراضيهم.
كما تطرق الى المفاوضات حيث قال: نحن أمام محاولة لطرح إتفاقية إطار، لكن نتنياهو يضع عقبات أمام جهود الوصول لحل حول القضية الفلسطينية، ويريد فرض طرح إيديولوجي وفكري.
وأشار الطيبي إلى أن المطروح حاليا هو إتفاقية إطار لاستمرار المفاوضات، أي مفاوضات لاستمرار المفاوضات.وردا على سؤال لدكتور عبد الستار قاسم قال د الطيبي انه فعلا توجد محاولة لإلغاء الكيانية الفلسطينية وحثّ الفلسطيني للهجرة بمحفزات مادية، ولكن مثل هذه المحاولات باءت بالفشل ولا يمكن إلغاء شعب.وعبر الطيبي عن امنيته في الا يطرح كيري ورقته ابدا لانها لا تلبي ادنى طموحات الشعب الفلسطيني.
كما تطرق للعمل البرلماني فقال الطيبي: نحن في البرلمان نناضل ونرفع الصوت عالياً، ونطالب بحقوق شعبنا، ولم أتردد في اقتباس محمود درويش في خطابي السياسي للتأكيد على هويتنا الوطنية والرواية التاريخية، الى جانب المطالبة بالحقوق المسلوبة والمهضومة.
وفيما يتعلق بمقاطعة المستوطنات تطرق الطيبي الى قانون المقاطعة الذي توجهت الحركة العربية للتغيير الى المحكمة العليا بشأنه، وأضاف: لم اتردد في المطالبة بمقاطعة المستوطنات حتى يوم اقرار هذا القانون، لأن من يشتري سلة تين او عنب من عائلة مستوطنة فهو يسلب حق عائلة فلسطينية ويمنعها من العيش بكرامة.
وبالنسبة للشرط الذي تضعه إسرائيل امام الفلسطينيين بالاعتراف بها دولة يهودية، أوضح الطيبي ان هذا شرط غير مقبول، فهو يمسّ بحق العودة من جهة، ويمسّ بالفلسطينيين الذين يعيشون داخل اسرائيل، الصامدون على أراضيهم منذ عام 48. وأضاف: الاعتراف بين الدول يتم وفقاً للحدود والسيادة والاستقلال. وهدف هذا المطلب هو الغاء الرواية الفلسطينية وتكريس الرواية الصهيونية.
ومقترحات جون كيري لا تلبي الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، وهو يعمل من أجل عدم سقوط ائتلاف نتنياهو، والمقترحات بشأن القدس واللاجئين والحدود لم يتم التوصل فيها لأي اتفاق، بالإضافة إلى قضية الغور والانقضاض عليه من قبل إسرائيل، فالمزارع الفلسطيني محروم من كل شيء، بينما يتم تمكين المزارع المستوطن الاسرائيلي، والغور يجلب مدخولاً يقارب مليارد دولار سنوياً، مما يجعل الاحتلال مُربحاً، بينما يجب ان يكون الاحتلال مُكلفاً وليس مُربحاً
ودار حوار بين النائب الطيبي وبين طلاب الجامعة حيث رد على عشرات الأسئلة، ورأى الجميع في هذه الندوة لفتة هامة في إطار التواصل بين الفلسطينيين أبناء الشعب الواحد.
كما التقى النائب الطيبي بعد انتهاء المحاضرة مع طلاب 48 الدارسين في النجاح واستمع الى قضاياهم والمشاكل التي طرحوها.