أُعَادِيكُم
تاريخ النشر: 30/04/17 | 12:55أُنَا الشَّاميُّ مَنْ دَوَّى بِمعقلِكُم :
أعاديكم أُعاديكُم .
ألَمْ تُصغوا ؟
أنين البحر أبكى الصخرَ
من مَوجٍ يَجُرُّ الطفلَ للموتِ ,
يَصيحُ شَاهِقاً غّصَّ أَيُرضيكُم ؟؟.
ألم تكفي مذابحُنَا لتَروِيكُم ؟؟
فهل أشلاء تَنفَضُّ علَى طُولِ معاصيكُم ,
فَمِن إِدلِب الى درعا , ومن حمصٍ لدير الزور,
دمشقٌ والسوَيداء حماة المجد ,
لم تكفي لتُشبِعكُم ؟؟
دعُونِي أَعْبُرُ المَوتَ إِلى دَرعَا,
على أَقدامِ شَهوتِهَا ,
إِلى حِضنٍ يُداوِي الشوقَ سلوَتُهَا,
فهلْ جُرْماً إِذا فُزتُ بنكهَتِها ,
كمَا فزتُم بحَسرتِها ؟؟
أَم الأُمُّ مُحرَّمَة بمذهبِكُم ؟؟
وقطفُ الرَّأسِ أَضْحَى بابَ جَنَّتكُم ,
تَسَابَقتُمُ وُلوج البابِ بالسَّيفِ,
الَّذي ابْتَسَمَ بِسُخْرِيةٍ يُسائِلِكُمْ :
أدينُ الحَقِّ مِسكينٌ لهذا الحدِّ يعفيكم؟
فكَم من دينِ أَنزَلتُم ؟
وكَم من خَلقِ كَفَّرتُم ؟
وكَم مِن روحِ أزْهَقتُم ؟
وأَشعَلتُم مُنازعَةً علَى دينٍ ,
كَبدرِ الليل سَاطِعاً فينَا ,
وخَلفَ البدرِ ابليسٌ يُنَبِّهُكُمْ .
أُعَادي اللحيةَ السَّوداء ,
مأوَى البؤسِ والإفلاسِ ,
والدِّينَ الّذي سَوَّغَ قَطْفَ الرأسِ,
للطِفلِ الَّذِي إِنْ بَالَ ,
في افواهكُم حَتماً يُنَقِّيكُم.
أُعَادِي الشَّمْسَ إن بَشَّ الضُحَى فيكُمْ .
عَبيرُ الزَّهْرِ أمقُتهُ إذا نَدَّى أَيَادِيكمْ .,
تَضِيقُ الأَرضُ إِنْ رُمتُ بهَا دَرعَا ,
وأُبقيتُ شَريك الرِّيحِ ,
بالعِنوَانِ والمَثوَى,
أَمُرُّ صَامتاً أَبغِي عُبورَ الَّليلِ,
تَنْهاني مدافِعُكُم
أصِيحُ بينَ نَارِ النَّارِ,
والأحْرارُ في الدُّنيَا أُعَاديكُم .
مِنَ الصَّخْرِ تَجَلَّيْتُ !!!
أَنا والصَّخرِ سوريَّان,
منهُ القُوتَ أعتَصِرُ ,
سِلاحِي منه اقطعه بحَرِّ الغيظ ينكسِرُ ,
وفيه الصَّبر مُدَّخَرُ وينفجِرُ,
لِصَيْحَاتٍ تُعاديكُم .
هَلُمّ يا رسولَ الله أَرجُوكَ !!!
أَحِنُّ لِجَوْلةً أخرَى :
أَنَا أُسْقِطتُ في الجُبِّ ,
بأَحْقَادٍ مِن الإخْوَة.
أَنا يوسُفَ مَفجوعٌ !!!
بعُمقِ الجُبُّ مَنسِيَّاً ,
فكمْ مَرَّتْ قوافلُهُم وزادُونِي كَراهيّة ,
ونحن الامّةُ الأجْدَى,
التِي قد أُخرِجَتْ للنَّاسِ !!!
أُبلغُك :
هَجَرنا ما تَرَكتَ فينَا يومَاً ,
وأَصبحنا على دينٍ ,
قَسَمنَاهُ الى أديَانِ ترضِينا.
ودين الحَقِّ قد مَلَّ تعامينا,
ودَوَّى صَيْحَةً الغيظ امام الله :
أعاديكم أعاديكم أعاديكم
أحمد طه