الشيوعي ينظم مسيرة أول أيار في الناصرة
تاريخ النشر: 01/05/17 | 13:42بحر بشري من المتظاهرين الذين توافدوا من جميع أنحاء البلاد من النقب والمثلث والساحل والجليل، انطلقوا صباح أمس الأول السبت من شارع توفيق زياد في الناصرة الحمراء عاصمة الجماهير العربية بمسيرة الأول من أيار التقليدية السنوية، لتشق طريقها بألوفها المؤلّفة في الشارع الرئيسي ولترد الصاع صاعين لممارسات حكومة نتنياهو وتحريضها الأرعن على الجماهير العربية وقياداتها ولتوصل رسالة هامة، بأنه مهما تمادى في طغيانه وعنجهيته، ومهما شرّع من القوانين العنصرية سيكون الحزب الشيوعي وستكون الجبهة له بالمرصاد وسيكون مصيره هو وقوانينه العنصرية إلى مزبلة التاريخ.
بهذه الأجواء الحماسية وبمشاركة ألوف المتظاهرين الذين رفعوا رايات اول ايار الحمراء الخفاقة في طول المظاهرة وعرضها، وما يثلج الصدر وينعش الروح هو الحضور الشبابي اللافت الواسع والجناح الخاص في المسيرة لطلائع الشبيبة (أبناء الكادحين)، فقد قيّم المراقبون المسيرة هذا العام بأنها من أنجح مسيرات الأول من أيار في السنين الأخيرة من حيث الكمّ والنوع والحماس الكبير لدى المشاركين وخاصة أعضاء الشبيبة الشيوعية الذين صبغوا المسيرة بالأبيض والأحمر وصدحت حناجرهم في سماء الناصرة وبحرارة “تحيا الشبيبة الشيوعية”.
هذا وتصدرت الفرقة النحاسية التابعة للشبيبة الشيوعية مقدِّمة المسيرة باستعراضها الكشفي الرائع المتجدِّد رافعين الرايات الحمراء واللافتات الضخمة كتب عليها موقف الحزب والجبهة من النضال النقابي ودور رفاقنا النقابيين، وضد سياسة الحرب والاحتلال ورأس المال. وكان لمشهد المسيرة رونق خاص لفت انتباه المشاركين وألوف المواطنين الذين تجمهروا على جانبي الشارع الرئيسي وشرفات البيوت، وتلا فرقة الشبيبة في الصف الأمامي قيادة العمل النقابي لحزبنا الشيوعي وجميع المرشحين الجبهويين في نقابة الهستدروت العامة ومجالس العمال ونعمات ونقابة المعلّمين. وفي الصف الثاني قيادة الحزب الشيوعي والجبهة وكتلة الجبهة في الكنيست ورؤساء مجالس وبلديات، وشخصيات وطنية وصديقة للحزب والجبهة.
هذا وردد المتظاهرون الشعارات المندِّدة بسياسة حكومة رأس المال المعادية للسلام، وصدحت الهتافات المساندة للأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، وهتفت الشبيبة الشيوعية الهتافات الثورية أبرزها “للحزب القائد تحية من الشبيبة الشيوعية”، ورفع المتظاهرون وجمهور الشابات والشباب الشعارات منها: “نحو تحقيق أكبر إنجاز للجبهة في الانتخابات النقابية”، “عاش حزبنا الشيوعي المدافع الأمين عن حقوق العاملين”، “لا للاحتلال .. نعم للسلام”، “الحكومة ضد الشعب .. الشعب ضد الحكومة”، الخ.
بسيوني: قوتنا وعزيمتنا النضالية غير مرهونة بموقعنا في السلطة المحلية
وانتهت المسيرة على ساحة العين التاريخية بمهرجان خطابي كبير تولّى عرافته سكرتير فرع الناصرة للحزب الشيوعي الرفيق عزيز بسيوني، افتتحته عضوة قيادة الشبيبة الشيوعية لما ابو غانم بنشيد الأممية، ثم ألقى بسيوني كلمة نقل فيها تحيات المتظاهرين في الناصرة لأسرى الحرية البواسل المضربين عن الطعام.
وبعث بسيوني بتحياته للشعب السوري الصامد ولكافة الشعوب العربية المقاومة، مؤكدا أن النصر لهذه الشعوب سيكون مجلجلا وستهزم الارهاب على رأسه أمريكا أم الإرهاب وطفلها المدلّل اسرائيل وذيولها في الخليج والمنطقة.
وأضاف بسيوني: “من الناصرة، نؤكِّد أن قوتنا وعزيمتنا النضالية ليست مرهونة وليست مشروطة بموقعنا في السلطة المحلية، فهذه المدينة الحمراء تذكر كيف وقف رفاقنا بأجسادهم أمام الحافلات أيام النكبة ليحموا الناس من التهجير، وكذلك عندما فجّر الشيوعيون في أيار 1958 احتفالات العاشوراء.
عامر: لنضال الأسرى رمزية خاصة يعبِّر عن موقفنا المبدئي، حق الشعب الفلسطيني بإنهاء كابوس الاحتلال
ثم ألقى الأمين العام للحزب الشيوعي الرفيق عادل عامر كلمة أشاد فيها بإضراب الأمعاء الخاوية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذين يقومون بدور وطني من أجل حق شعبهم بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم، مؤكدا أن لنضال الأسرى رمزية خاصة وهامة تعبِّر عن موقفنا المبدئي الذي نردِّده دائما وهو حق الشعب الفلسطيني بإنهاء كابوس الاحتلال ومواجهته وإقامة دولته المستقلة، السبيل الوحيد لإحلال السلام العادل بين الشعبين وفي المنطقة بأسرها.
ثم تطرّق عامر للعدوان الكوني على سوريا، مؤكدا حق الشعب السوري في الدفاع عن الوطن لتبقى سوريا الدولة الموحدة المستقلّة ولإفشال المؤامرة على تقسيمها التي تقودها امريكا وأدواتها في المنطقة، مؤكّدا أن الحروب الدموية التي تقودها الإمبريالية العالمية ضد الشعوب العربية هدفها أولا المسّْ بالقضية الفلسطينية والسيطرة على خيرات وثروات الشعوب العربية.
وشدّد عامر في كلمته على حق المرأة في أخذ دورها الريادي والقيادي في جميع مجالات الحياة، وقدّم تحية للقاضية هناء خطيب التي تولّت منصبها كقاضية في المحكمة الشرعية مؤخّرا، ثم دعا لشحذ الهمم من أجل إحراز النصر المظفّر للجبهة في الانتخابات النقابية القريبة، مؤكّدا على ضرورة مواجهة سياسة الإفقار ورأس المال، من أجل مجتمع رفاه، تسود فيه العدالة الاجتماعية والمساواة والاشتراكية.
ليفي: واجبنا أن لا نترك بقعة في هذه البلاد دون وجودنا
أما عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي نوعا ليفي فقالت في كلمتها، إن واجبنا الانساني والأخلاقي أن نواصل قيادة الطبقات المسحوقة في مجتمعنا مقابل حكومة نتنياهو العنصرية المعادية للسلام والمساواة، حكومة تقمع شعبها وتضع العراقيل أما العملية السلمية. واجبنا كحزب طليعي أن نأخذ دورنا الكفاحي في كل بلدة وبلدة وأن لا نترك بقعة في هذه البلاد دون وجودنا ودورنا الريادي، ولننهض بمجتمعنا كله لغد أفضل”.
حامد: الميزانية التي أقرّتها حكومة نتنياهو النيوليبرالية المتطرّفة هي مصدر الشر والفقر
وألقى رئيس قائمة الجبهة لنقابة الهستدروت العامة الرفيق دخيل حامد كلمة قال فيها، نحني هاماتنا أمام الرعيل الأول الذي مهد لنا الطريق وسلّمنا الأمانة التي من واجبنا صيانتها، وكل التقدير لرفاقنا النقابيين في الهستدروت الذين بذلوا الغالي والنفيس في خدمة الطبقة العاملة، فإن ما يميِّز قيادتنا النقابية أنها تعمل على كافة الجبهات، فكانت في الورشة والمصنع، في المكتب وفي الميدان الكفاحي، تربط بين السياسي والطبقي والاقتصادي والنقابي، ولذلك نقول أن هذه الميزانية التي أقرّتها حكومة نتنياهو النيوليبرالية المتطرّفة هي مصدر الشر والفقر، لأن جلها يذهب للاستيطان والاحتلال والعسكرة.
وأكد حامد، أن هذه الحكومة اليمينية المرتشية برئاسة بنيامين نتنياهو هي سبب الفقر وعدم الاستقرار الاقتصادي، ولا بد لها أن ترحل لينعم المجتمع الاسرائيلي بالتطور والازدهار والرفاه، وردنا نحن في الحزب والجبهة سيكون مجلجلا بمضاعفة قوتنا في انتخابات الهستدروت ونعمات ومجالس العمال ونقابة المعلمين.
جلجولي: الحزب الطبقي الوحيد في هذه البلاد الذي يدافع عن حقوقهم بكل إخلاص ومن هنا تأتي مسؤوليتنا الكبيرة
وكانت الكلمة لرئيسة قائمة نعمات عن الجبهة الرفيقة ميسم جلجولي، استهلتها قائلة: “على حزبنا الشيوعي أن يعي ضرورة تعزيز دور المرأة في المجتمع، فقضايا المجتمع تخص النساء أكثر من الرجال، لأن المرأة هي الشريحة الأكثر ضعفا في مجتمعنا، ولذلك يجب أن نكون رأس الحربة في مواجهة هذه التحديات من أجل تقدّم المرأة والحفاظ على حقوقها في أماكن العمل والبيت، وليكن شعارنا يا عمال وعاملات العالم اتحدوا، فنحن حزب العمال، الحزب الطبقي الوحيد في هذه البلاد الذي يدافع عن حقوقهم بكل إخلاص ومن هنا تأتي مسؤوليتنا الكبيرة”.
ودعت جلجولي نشطاء الحزب والجبهة أن ينزلوا إلى ميدان العمل النقابي ومساندة قوائمنا النقابية، من أجل الانتصار في معاركنا الانتخابية النقابية القريبة في أيار القادم، لأن نجاح الجبهة في الانتخابات هو نجاح للعمال.
بدارنة: تحية للشبيبة الشيوعية وطلائعها
وألقى السكرتير العام للشبيبة الشيوعية عرفات بدارنة كلمة أشاد من خلالها بالدور المميز الذي قامت به الشبيبة لإنجاح مظاهرة الأول من أيار ونشاطها الميداني في كافة الميادين النضالية. وقال، إن الشبيبة استطاعت أن تعيد بناء طلائع الشبيبة من الأطفال الذين شاركوا بكثافة في المسيرة، مؤكدا أن استمرارية الحزب الشيوعي مبنية بالأساس على هذا التواصل بين الأجيال، والذي يعتمد فكرا نيرا وبرنامجا سياسيا واضحا، يعتبر البوصلة للجماهير الواسعة.
وحيا بدارنة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام ودعا للمشاركة الواسعة في مسيرة العودة التي تنظمها جمعية المهجّرين يوم الثلاثاء القادم في الكابري.
خلايلة: تعالوا نصون قائمتنا الجبهوية وشارتها (ر ف) بوحدة صف عصية على ظلمهم واستبدادهم
وكانت الكلمة الأخيرة لرئيس قائمة الجبهة في نقابة المعلمين القطرية الرفيق موفق خلايلة الذي قال: “إن المعلمين والمعلمات يعانون من مشغِّل مستبد يستغل طاقاتنا الخلاقة والمبدعة، ونؤكد أننا أبناء المدرسة الأممية والوطنية، مدرسة الحزب الشيوعي والجبهة، الأمناء الأوفياء لرسالة المحبة والسلام والعدالة الاجتماعية فتعالوا نجدد العهد ونتحدى سياسة البطش والطغيان والظلام من أجل إنسانية وكرامة العمال والعاملين، تعالوا نصون قائمتنا الجبهوية وشارتها (ر ف) بوحدة صف عصية على ظلمهم واستبدادهم”.
وفي ختام المهرجان تجمهر أعضاء الشبيبة الشيوعية أمام المنصة منشدين الأغاني الثورية بروح شيوعية عالية، يجددون العهد للأولين بأنهم سيواصلون طريق حزبهم الشيوعي المعلّم.