مهرجان فني سياسي للحزب الشيوعي بالطيبة
تاريخ النشر: 01/05/17 | 14:35شهدت منطقة المثلث الجنوبي، بمناسبة الأول من أيار، يوم العمال العالمي، مهرجانا سياسيا فنيا حاشدا، عقدته في نهاية الأسبوع المنصرم فروع الحزب الشيوعي والجبهة والشبيبة الشيوعية في نادي عثمان أبو راس، في الطيبة، بحضور عمالي ورفاقي واسع.
وكان قد افتتح المهرجان وتولى عرافته، الرفيق أمجد شبيطة، مركز الحملة الإعلامية للانتخابات النقابية القريبة في المنطقة، وأكد شبيطة في كلمته الافتتاحية على ضرورة ربط الاجتماعي بالسياسي، والتأكيد على أن نضال الطبقة العاملة من أجل ظروف أفضل لا يمكن أن يكون بمعزل عن النضال من أجل الحرية لكافة الشعوب ورفض المخططات الامبريالية في المنطقة، ومن هنا وجه شبيطة تحية حارة إلى الأسرى السياسيين في إضرابهم البطولي عن الطعام.
كما توقف شبيطة عند الانتخابات النقابية القريبة، في 16.5.2017 لنقابة المعلمين الابتدائيين وفي 23.5.2017 للهستدروت ونعمت، وشدد على أن النهوض بالنضال العمالي يتطلب نقابات عمالية قوية، وهنا أشار إلى الدور الذي تؤديه الجبهات النقابية من أجل تعزيز العمال ومكانتهم.
ولتزامن المهرجان مع اليوم العالمي لضحايا حوادث العمل تم الوقوف دقيقة إكرام لذكراهم، إلى جانب ضحايا الاحتلال والحروب الاستعمارية على المنطقة، كما تم الخص بالذكر الرفيقين د. زهير الطيبي وأسعد بلعوم الذين رحلا عن عالمنا مؤخرا.
هذا وتخللت المهرجان فقرات غنائية ملتزمة قدمتها الرفيقة الفنانة لمى أبو غانم والفنانان عنان عواد وعنان عواد، على العود والإيقاع.
الرفيق جميل أبو راس: منحازون للعمال بالكامل!
الكلمة الأولى كانت للرفيق النقابي جميل أبو راس، رئيس مجلس العمال اللوائي في المثلث والمرشح لرئاسته لدورة أخرى، فقدم كلمة شاملة حول العمل النقابي وانجازات المجلس في السنوات الأخيرة.
وأشار أبو راس، إلى عملية بناء اللواء المضنية منذ العام 2007، حتى تم تحويله إلى عنوان نقابي حقيقي للعمال والعاملات، وفي استعراضه للنشاطات، توقف عند الأيام الدراسية والدورات الاستكمالية الهامة التي عقدت لتعزيز القيادات النقابية وتعريف العمال بحقوقهم، وإلى معالجة اللواء لمئات الشكاوى والمرافعات سنويا، والتي أدت في حالات كثيرة إلى إعادة الحقوق لأصحابها.
كما تطرق أبو راس إلى التصدي للظواهر العنصرية في سوق العمل والتي استشرست بشكل خاص في أعقاب العدوان الاحتلالي الأخير على قطاع غزة، وتحدث باسهاب حول دعم نضالات مستخدمي السلطات المحلية في اللواء، وبخاصة في وجه خطط الاشفاء المجحفة أو اللجان المعينة.
وإلى جانب العمل على مستوى اللواء، استعرض أبو راس النشاط القطري والعام لكتلة الجبهة في الهستدروت وأهمية دورها كونها القوة النقابية الوحيدة التي ترفع لواء النضال العربي اليهودي الحقيقي وتنادي بانهاء الاحتلال والتصدي للعنصرية، وأشاد بدورها بإقامة الدائرة لتعميق المساواة في الهستدروت، وخوضها للنضالات العمالية المختلفة وبخاصة إلى جانب عمال البناء ومشغلي الرافعات ضد حوادث العمل، ومساهمتها لقيادة النضالات في المصانع المختلفة وآخرها، النضال العمالي في مصنع “سودا ستريم”.
وتطرق أبو راس إلى برامج العمل المستقبلية، وعلى رأسها تعزيز التنظم النقابي للعمال والتصدي لشركات القوى العاملة وتشجيع التشغيل المباشر، والتصدي لظواهر التمييز والعنصرية في سوق العمل وتحسين ظروف وأجور العمال ليصل الحد الأدنى للأجور إلى 30 شاقلا للساعة على الأقل.
وأوضح أبو راس بأن الجبهة تخوض هذه الانتخابات ضمن قائمة ائتلافية برئاسة الرئيس الحالي للهستدروت، آفي نيسانكورن، وبأن الاتفاقية بين الجبهة وهذه القائمة “عوجانيم”، يؤكد على حفظ الخصوصية السياسية والاستقلالية التنظيمية لكتلة الجبهة في الدورة القادمة أيضا.
أبو راس، أنهى حديثه بالتأكيد على أن العمل النقابي انحياز أخلاقي، سياسي وفكري مطلق للعمال وقضاياهم وليس منصبا أو صفقة انتخابية، ودعا العمال إلى منح الثقة لمن يستحقها.
* سعيد رابي: كلنا أسرى للاحتلال والاستغلال!*
الرفيق سعيد رابي، سكرتير الشبيبة الشيوعية في منطقة المثلث الجنوبي، قدم تحية الشبيبة إلى المهرجان، مشددا على أهمية أن تعي الأجيال الشابة قيم ومفاهيم الأول من أيار، وبخاصة من أجل التعرف على حقوقها والنضال من أجلها، مشيرا إلى الانتهاكات التي تتعرض لها شريحة الشباب على وجه الخصوص، بكل ما يتعلق بالحقوق في أماكن العمل المؤقتة، واستعرض رابي نشاطات الشبيبة الشيوعية في المنطقة وقطريا إحياء للأول من أيار، وعلى رأسها حملات توزيع الورود وبطاقات التهنئة على جمهور العاملات والعمال والاستعدادات المكثفة لمظاهرة أيار المركزية في الناصرة.
ووجه رابي تحية حارة إلى الأسرى الفلسطينيين، قائلا “كلنا أسرى للاحتلال والاستغلال”، وأنهى كلمته بالتعهد باسم كوادر الشبيبة الشيوعية في المنطقة، بأن “نحمي مسيرتنا المظفرة ونحمي الحزب الذي قاد معركة البقاء والهوية ومعركة الطبقة العاملة والذي صاغ برنامج الخروج من الاحتلال الى فجر الاستقلال الوطني لشعبنا الفلسطيني. نلتزم بحماية الجبهة التي عمّدها شعبنا بتولي قيادة هيئاتنا الوطنية لجماهيرنا العربية والتي تعمل باعتزاز مشعل النضال الاممي العربي اليهودي المبني على التكافؤ والندية. نلتزم بحماية شعبنا من العنصرية والتمييز والاحتلال بشجاعة الفرسان وبمسؤولية الام التي تحنو على ابناءها وبحكمة حزبنا وجبهتنا. نلتزم بحماية مجتمعنا من آفات التعصب والعنف والطائفية والجهل واقصاء المرأة لبناء مجتمع متنور وحضاري ومكافح وتقدمي.”
* عبد الحي: حقوقنا ليست مفهومة ضمنا! *
النقابية نسرينا عبد الحي، رئيسة لجنة موظفي الطيرة، تحدثت باسم النقابات العمالية في اللواء والتي شارك عدد كبير من ممثليها في المهرجان، وفي كلمتها، قالت عبد الحي: “يوم العمال والعاملات العالمي هو يوم التضامن مع الكادحين والكادحات، في هذا اليوم علينا أن نذكر ونتذكر دور الحزب الشيوعي والجبهة بقيادة ودعم النضالات العمالية والنقابية، وانا نسرينا عبد الحي، رئيسة لجنة الموظفين في بلدية الطيرة بدأت مشواري النقابي يدا بيد مع كوادر الحزب والجبهة، وذلك من خلال النضال ضد خطة الاشفاء الظالمة في بلدية الطيرة في العام 2005. الجبهة وكوادرها هم نبض الشارع. النقلة النوعية والكبيرة، بل الثورة في حقوق الموظفين والموظفات في السلطات المحلية بدأت عند فوز الجبهة برئاسة اللواء في الهستدروت ونعمت، خلال هذه الفترة استطاع الرفاق جميل ابو راس وميسم جلجولي تحويل اللواء من صحراء قاحلة الى واحة خضراء وانا لا ابالغ في هذا الامر.”
“والنجاحات التي استطيع ذكرها هي كثيرة ولكن سأذكر بعضا منها:
* دعم لجان الموظفين وتشجيع العاملات النساء الترشح لرئاسة هذه الجان وهذا الامر اثبت نجاحه بشكل كبير.
* مقاومة ووقف تشغيل المقاولة في السلطات المحلية.
* ارجاع نسب الوظائف لمتضرري خطط الاشفاء.
* اعادة المخصصات المسلوبة مثل مخصصات التقاعد وصناديق الاستكمال.
* العمل على تنفيذ استكمالات مهنية للموظفين.”
وأنهت عبد الحي كلمتها بالدعوة إلى دعم الجبهة قائلة: “انجازتنا ليست مفهومة ضمنا وعلينا الحفاظ عليها وتوسيعها، وهنالك من يخوض هذه المعركة للأسف ليس من باب خدمة العمال إنما لمناكفة الجبهة ولو على حسابنا وحساب حقوقنا.”
* ميسم جلجولي: مع المرأة العاملة *
النقابية ميسم جلجولي، رئيسة مجلس “نعمت- حركة النساء العاملات والمتطوعات” في اللواء ورئيسة قائمة الجبهة القطرية، أشارت إلى التمييز اللاحق بالنساء العاملات في إسرائيل عموما، كنساء وكعاملات، وفي ظروف المرأة العربية، يضاف إلى هذا التمييز الطبقي والجندري، التمييز القومي. جلجولي فندت الادعاء السلطوي وكأن المرأة لا تخرج إلى العمل بسبب حواجز ثقافية واجتماعية واستشهدت بوجود عشرات الألوف من النساء الأكاديميات المعطلات عن العمل.
وحملت جلجولي السلطة مسؤولية عدم الاهتمام بتشغيل المرأة العربية، من خلال تجاهل مسؤوليتها بتوفير أماكن العمل أو بتوفير الظروف المساعدة لخروج المرأة إلى العمل ومنها توفير الحضانات والمواصلات العامة، مثلا.
وبالمقابل، حملت جلجولي المسؤولية لنسبة كبيرة من المشغلين العرب، الذين يستغلون الوضع القائم وحاجة النساء إلى العمل ليشغلونهن بظروف سيئة ومقابل أجر منخفض جدا، ودعت إلى تحمل المسؤولية الاجتماعية في هذا الصدد، وأكدت هنا بالذات على أهمية النقابات القوية القادرة على الدفاع عن حقوق النساء العاملات.
وفي تطرقها إلى عمل الجبهة النقابي في الهستدروت ونعمت، أشارت جلجولي إلى النشاطات الداعمة للمرأة في كافة التحديات، بدءا من تشجيعها للخروج إلى العمل، ليس فقط كمصدر دخل، إنما أيضا لتحقيق الذات والاستقلالية الاقتصادية، مرورا بتوفير الدعم والحماية للمرأة في مكان عملها، لضمان تطبيق قوانين العمل واحترام حقوقها، وكذلك بالعمل على تنشئة الطلاب من أجيال مبكرة، من خلال الدورات وورشات العمل، على قيم المساواة وتعزيز مكانة المرأة في العائلة، والتصدي للعنف بحقها.
كما أشارت جلجولي إلى الاهتمام الخاص الذي توليه الجبهة لدفع المرأة إلى مواقع اتخاذ القرار، وأشارت هنا إلى حقيقة أن اللواء دعم بشكل كبير النساء العملات في السلطات المحلية حتى أصبحت كافة رئيسات اللجان في العمالية في هذه السلطات من النساء.
* وائل ادريس: الجبهة عنوان المعلمين *
المربي المتقاعد وائل ادريس، مرشح الجبهة في المنطقة لعضوية فرع نقابة المعلمين في نتانيا والمرشح في قائمة الجبهة القطرية، قدم مداخلة حول الانتخابات التي ستجرى لنقابة المعلمين في الـ 16 من أيار الجاري، وأشار إلى مميزات الجبهة ككتلة ذات مقولة سياسية ووطنية واضحة، فيما يتعلق بجهاز التربية والتعليم وحقوق العمال، ودعا إلى أكبر دعم ممكن للقائمة، مؤكدا أن القائمة، بعكس غيرها، لا تنشط انتخابيا في المناطق المحتلة كالقدس والجولان، وشدد على أهمية أن يكون ممثلو المعلمين من المعلمين أنفسهم، بينما قوائم أخرى كثيرة تعمل على ترشيح المدراء لاستغلال سطوتهم على الناخبين من المعلمين.
ادريس ذكّر الحضور بأن رمز الجبهة في هذه الانتخابات هو “رف” ودعا إلى أكبر تجنيد ممكن لدعم القائمة وانتخاب مرشحيها.
* أيمن عودة: الجبهة، الأكثر شمولية وصلابة *
الرفيق والنائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، قدم كلمة واسعة تحدث فيها عن العمل النقابي وأهميته، وأهمية أن يقف برأسه أصحاب رؤية شمولية واسعة كالجبهة، قائلا: “الأشهر الأخيرة وحدها تكفي لنرى ما يميز الجبهة، فهنالك من أحيا يوم المرأة ومن تجاهله، والغالبية الساحقة أحيت يوم الأرض وذكرى النكبة، وهنالك من أحيا الأول من أيار ومن سيحيي يوم الطفل العالمي، لكن الحزب الشيوعي والجبهة وحدهما أحييا كل هذه المناسبات، وهذا وحده يختزل مدى شمولية عملنا.
عودة تطرق إلى الأجواء الفاشية في البلاد، وتحدث حول أهمية القائمة المشتركة واصفا إياها بالجبهة الوطنية لصد الهجمة الشرسة على المواطنين العرب، لكنه أكد أن هذا كله غير كاف وأن ثمة حاجة إلى بناء جبهة ديمقراطية واسعة قادرة على استقطاب شرائح واسعة من المجتمع الإسرائيلي، ضد ظواهر الفاشية الراهنة.
وفي تحيته للأسرى، قال عودة بأن الأسرى هم الأحرار خلف القضبان ما داموا يحلون بالحرية، بينما السجان هو الأسير، ما دام يحلم بمكان عمله.
* حملات لتوزيع الورود وبطاقات التهنئة على العمال والموظفين *
وحفاظا على التقليد السنوي بتهنئة العمال في يومهم النضالي، قامت كوادر الحزب الشيوعي والجبهة والشبيبة، في كل من الطيبة والطيرة وكفر قاسم وجلجولية بالمساهمة بالحملة القطرية لتوزيع الورود وبطاقات التهنئة على العمال في طريقهم إلى العمل وفي المؤسسات العامة في البلدات كالعيادات والسلطات المحلية وصناديق المرضى وكذلك في المناطق الصناعية وأماكن العمل.
هذه اللفتة قوبلت من قبل العمال بالترحاب والتقدير، علما أن المواد التي تم توزيعها لم تقتصر فقط على المضامين الاحتفائية، إنما بالأساس على المضامين الداعية إلى تعزيز النضال العمالي، كما تم توزيع النشرات الخاصة بالانتخابات النقابية الوشيكة.