النائب إبراهيم صرصور : انتصار مشروع التغيير في الناصرة امتداد لمشروع التغيير الحتمي في كل الوطن العربي
تاريخ النشر: 12/03/14 | 2:00هنأ النائب إبراهيم صرصور رئيس القائمة العربية الموحدة / الحركة الإسلامية، السيد علي سلام رئيس بلدية الناصرة بالفوز الساحق الذي حققه في انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية الناصرة، معتبرا هذا النجاح الذي حققه شعب الناصرة: "امتدادا طبيعيا لموجة التغيير القوية التي تجتاح عالمنا العربي، والتي انحازت فيها الشعوب في أغلبيتها الساحقة إلى المستقبل نافضة يدها من الماضي بكل أيدولوجياته المعلبة والمستوردة. "…
وقال : "النجاح الكاسح للسيد علي سلام في الانتخابات البلدية وبفارق كبير جدا قلب الصورة في الناصرة بشل كامل، خصوصا إذا ما قارنا بين نتائج الجولة الأولى والثانية، يدل بما لا يدع مجالا للشك على الرغبة الجارفة لشعب الناصرة في التغيير الجذري في أكبر مدينة عربية في البلاد والتي حكمها الحزب الشيوعي والجبهة لأربعة عقود تقريبا، وشهادة شرف لجماهيرنا العربية في الناصرة بما جسدوه من قدرة على التغيير، ومناعة من التدجين، وتمرد على لعنة الوصاية التي يحاول البعض ان يفرضها عليها، ووعي بحقائق الحياة، واستيعاب لتحديات العصر بعيدا عن الشعارات الرنانة، وانحياز مبدع للثقافة السياسية التي نتمناها في الداخل والمرتكزة إلى احترام الناس واحترام قرارهم، وفوق كل ذلك جرأة الإنسان العربي في معاقبة من يهين ذكاءه… هذا ما حصل في الناصرة بالضبط…
وقال : "انتقلت الناصرة بهذا الانتصار الكبير من المرحلة الأسهل وهي الانتخابات، إلى المرحلة الأصعب وهي البناء.. أهم ما في هذه المرحلة هو الاستفادة من تجربة السابقين وفي صلبها تذويت ان الشعب هو صاحب القرار، وأن فرض الوصاية عليه واعتباره ملكا خاصا لقوة سياسية هنا أوهناك، هو أكثر ما يكرهه هذا الشعب في عصر ما بعد الدكتاتوريات الفكري والسلطوي."…
وأضا: "تابعت تصريحات قيادة الجبهة المحلية والقطرية بعد الهزيمة المدوية، ولفت انتباهي ثلاثة أمور هامة تدل كلها على أن بعض القوى لا تتعلم الدرس. الأول، أن قيادة الجبهة اتهمت الجميع بالمسؤولية عن هزيمتها، بينما أعفت نفسها من أية مسؤولية، وهذه طامة كبرى.
الثانية، تأسيا بأنظمة العرب التي اعتبرت هزائمها طوال حياتها نصرا، اعتبرت قيادة الجبهة هزيمتها نصرا !!!!!.أما الأمر الثالث فهو استمرار الجبهة في تبني خطاب الوصاية والتخوين والتكفير والغمز واللمز على قاعدة عفى عليها الزمن، أن كل من يخالفها وإن كان بالأمس حليفها فهو خارج عن الصف الوطني ومتحالف مع السلطة ومتآمر على المصلحة الوطنية التي تمثلها الجبهة دون غيرها وهذه ايضا فضيحة تزكم رائحتُذ ها الأنوف..
وأضاف: "كم كنت أتمنى أن تعي الجبهة هذا الدرس… وأن تنسحب بهدوء بعد نتائج الجولة الأولى… وكم تمنيت أن تنسحب بعد قرار العليا إعادة الانتخابات، فتكسب نفسها وتكسب احترام شعبها، وفوق كل ذلك تربح الناصرة مستقرة ديمقراطية وآمنة… أقول، كانت اللحظة مناسبة، لأن قرار المحكمة بإعادة الانتخابات أعاد اللعبة إلى نقطة البداية، لا غالب ولا مغلوب… وهنالك كان يجب أن يتغلب العقل وليس الغريزة… أقول ذلك للجبهة على اعتبارها تنظيما ايدلوجيا له مكانته وله موروثه السياسي الذي لا يُنكر مهما اختلفنا أو اتفقنا معه… الجبهة محسوبة على القوى التي من المفروض أن تتحمل مع غيرها مسؤولية المساهمة في تشكيل الوعي والثقافة السياسية التي ذكرت بعض ملامحها سابقا، ومن الخطورة بمكان أن تعيش في عام 2014 بعقلية الخمسينات والستينات والسبعينات… كانت انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية الناصرة، الفرصة الأخيرة للجبهة لاتخاذ قرار شجاع يضعها في مصاف القوى الديمقراطية الحقيقية… كانت الجبهة في الناصرة في حاجة ماسة لاستراحة المقاتل بعد مكابدة أعباءِ حكمِ مدينةٍ بحجمِ الناصرة لأربعين سنة تقريبا…. علمتنا التجارب أن أي تنظيم أو حركة وليست جبهة الناصرة ومِنْ ورائها الجبهة القطرية استثناءً في هذه القضية، لن تستطيع تصحيح أخطائها وتقويم تجربتها وهي ترزح تحت ثقل استحقاقات الحكم وأعبائه.. كلنا بحاجة إلى فترة نقاهة، فكيف إذا كان الحديث عن تجربة أربعين سنة متواصلة وقف على رأس بلدية الناصرة فيها رئيسان فقط، واحد منهما وهو الصديق المهندس رامز جرايسي شغل نصفها بصفته قائما بأعمال الرئيس الراحل توفيق زياد، ونصفها الآخر رئيسا للبلدية؟؟!!!!!!!!!! "..
وأكد النائب صرصور: "أما وقد قررت الجبهة خوض انتخابات الإعادة، فتلقت ضربة موجعة جدا جعلها تخرج (بهزيمة) بدل (كبوة) كما كان في المرحلة الأولى، حسبت أن العقل سينتصر، وسيعرف قادة الجبهة والحزب هذه المرة كيف ينسحبون بشرف، تابعنا جميعا – بقلوب حزينة – ما صدر من تصريحات من قادتهما بعد صدور نتائج الانتخابات… لو كنت مكان الجبهة بعد هزيمتها المدوية في الناصرة لفعلت ما يلي: الانسحاب بهدوء دون ضجة، شكر أهل الناصرة الذي دعموا الجبهة وحملوها على الاكتاف لأربعة عقود، احترام قرار شعب الناصرة وإن اختاروا غيرهم، والابتعاد عن الخطاب الخشبي الذي سيضمن إبعاد الجبهة والحزب الشيوعي إلى الصحراء السياسية لعقود طويلة إن لم يكن للأبد، مما يضمن لها محلا مرموقا في تاريخ الناصرة وليس في مستقبلها، وهذا أمر مؤسف.