تَقَدَّسَ رَبُّ الحُسْنِ
تاريخ النشر: 03/05/17 | 12:28مَدارِجُ هذا الشِّعْرِ مُخْضَرَّةُ الأَثَرْ.. هِيَ القُدُسِيُّ الوَحْيِ ما لاحَ أَوْ سَفَرْ
أَثيرُ حُضورٍ في جَلاءِ مُقَدَّسٍ.. مِنَ الحُسْنِ، عَزَّ ٱلْـمِثْلُ، قُدِّسَ مَنْ فَطَرْ
تَقَدَّسَ رَبُّ الحُسْنِ أَنْشا مِنَ الثَّرى.. مَلاكًا يَتيمَ الحُسْنِ في أَكْمَلِ الصُّوَرْ
بِكُنْ مِنَ الرَّحْمنِ كانَ فَما لَهُ.. مِنَ الخَلْقِ مِثْلٌ في ٱلْـمَلائِكِ وَالبَشَرْ
تَفَرَّدَ خُلْقًا إِذْ تَفَرَّدَ خِلْقَةً.. وَأَعْيى بُحورَ الشِّعْرِ ما طالَ أَوْ قَصُرْ
جَهَدْتُ لِإِنْصافِ الجَمالِ بِوَجْهِهِ..وَأَظْلِمُ حُسْنَ الوَجْهِ إِنْ قُلْتُ كَالقَمَرْ
فَلِلْقَمَرِ السَّيَّارِ أَلْفُ مُشابِهٍ.. وَهذا يَتيمٌ في الجَمالِ وَفي الأَثَرْ
تَعالى عَنِ التَّشْبيهِ فَالخَلْقُ ضِدُّهُ.. وَبِالضِّدِّ يُجْلى الضِّدُّ في الحِسِّ وَالبَصَرْ
وَأَقْرَبُ ما يَحْكي الخُدودَ نُعومَةً.. خُدودُ رَضيعِ الثَّدْيِ وَرَّدَها النَّظَرْ
صَقيلَةُ كَالـمِرْآةِ تَعْكِسُ ناظِرًا.. كَماءٍ صَفا، لا نَسْمَ داعَبَ، لا كَدَرْ
وَثَغْرٌ قَرَأْتُ ٱلْـميمَ في حُسْنِ رَسْمِهِ.. وَرَأْسُ الجَمالِ ٱلْـميمُ في العَيْنِ وَالخَبَرْ
وَعَيْنانِ رامَ النَّرْجِسُ الغَضُّ وَانْبَرى.. يُحاكيهِما، وَالعَجْزُ قَيَّدَهُ انْكَسَرْ
فَأَقْسَمُ طولَ العُمْرِ يَحْيا مُنَكَّسًا.. خَفيضَ سُمُوٍّ حانِيَ السَّاقِ وَالزَّهَرْ
وَنونانِ خُطَّا فَوْقَ عَيْنٍ وَأُخْتِها.. نِقاطُهُما العَيْنانِ سُبْحانَ مَنْ حَبَرْ
وَقاما عَلى العَيْنَيْنِ سَيْفَيْنِ مُشْهَرَيْـ (م) ـنِ لَمْ يُغْمَدا مُذْ جُرِّدا، فَهُما قَدَرْ
وَتابِعْ رُقِيَّ العَيْنِ صَوْبَ جَبينِهِ.. وَسَبِّحْ إِلهًا أَسْكَنَ الحُسْنَ ما بَهَرْ
وَشَعْرٌ إِذا قُلْتُ الحَريرُ فَدونَهُ.. حَريرُ جِهاتِ العَصْرِ نَسْجًا وَما غَبَرْ
سَنابِلُ صُفْرٌ تَسْتَبي بِتَماوُجٍ.. إِذا مَرَّتِ الأَنْسامُ بَرْدًا مَعَ العَصِرْ
تَرُدُّكَ مِنْ حُسْنِ التَّماوُجِ هائِمًا.. كَأَنَّكَ مَسْحورٌ وَسَحْرُكَ مُسْتَمِرْ
أَتَيْتُ حِمى ذاكَ الجَمالِ مُحَمَّلًا.. بِعَبْقَرَ مِنْ بَدْءِ الخَليقَةِ لَمْ أَذَرْ
قَصيدًا مَضى إِلَّا جَعَلْتُ حُروفَهُ.. تُرابًا لِشِعْري فَاسْتَوى مُفْرَدَ الثَّمَرْ
وَطاوَلْتُ كُلَّ السَّالِفينَ وَفُتُّهُمْ.. بِنَسْجٍ بِهِ الإِبْداعُ قَدْ جاءَ مُبْتَكَرْ
يَليقُ بِتاجِ الحُسْنِ جَوْهَرِهِ الَّذي.. سَما بِمُسَمَّى الحُسْنِ في البيدِ وَالحَضَرْ
مَليكَةُ عَرْشِ الشِّعْرِ ما زانَ وَصْفَها.. قَصيدٌ سِوى شِعْرِ ٱلْـمَليكِ وَقَدْ شَعَرْ
فَما كُلُّ نَسَّاجِ الكَلامِ بِشاعِرٍ.. وَلا كُلُّ وَرَّادِ ٱلْـمَنابِعِ قَدْ صَدَرْ
وَما كُلُّ باكٍ- لا أَبا لَكِ- عاشِقٌ.. وَلا كُلُّ مَقْروحِ الجُفونِ مِنَ السَّهَرْ
وَما كُلُّ طَوَّافٍ لَدى البَيْتِ مُحْرِمٌ.. وَلا كُلُّ مَقْطوعِ اللِّسانِ مِنَ الحَصَرْ
وَما كُلُّ ذي بَأْسٍ في العِراكِ مُقَدَّمٌ.. وَما كُلُّ رِئْبالٍ غَضَنْفَرُ إِنْ زَأَرْ
وَما كُلُّ سَيْفٍ إِنْ ضَرَبْتَ بِقاطِعٍ.. وَلا كُلُّ سَهْمٍ في ٱلْـمَساقِطِ قَدْ عَقَرْ
تَكاثَرَتِ الأَضْدادُ حُكْمًا وَحِكْمَةً.. فَمَنْ كانَ ذا قَلْبٍ تَعَلَّمَ وَاعْتَبَرْ
وَمُنْكِرُ ضِدٍّ أَنْ يُقاسَ بِضِدِّهِ.. كَمَنْ بِجَنى الإِبْداعِ في الشِّعْرِ قَدْ كَفَرْ
شعر: محمود مرعي