مشروع ثقافي يستحق التقدير
تاريخ النشر: 09/08/11 | 4:16بقلم: شاكر فريد حسن
تعد مصمص قرية فلسطينية عزلاء وادعة من قرى وادي عارة بالمثلث الشمالي الفلسطيني. سميت بهذا الاسم نسبة للقائد والفرعون المصري (تحتمس) الثالث، الذي استراح فيها وشرب من مائها الزلال وهو في طريقه الى مجيدو لمحاربة الجيوش الاسيوية، التي هزمها .
ومن رحم هذه القرية خرج الشاعر الفلسطيني الكبير، شاعر الوطن والمقاومة راشد حسين (1936ـ 1977) وشقيقه الشاعر والكاتب والمفكر الكنعاني احمد حسين، والاديب المثقف المرحوم نواف عبد حسن، وكاتب هذه السطور، وسواهم من عشاق القلم والكلمة والابجدية.
ومنها خرج ايضاً المثقفون والاكاديميون والاطباء والمحامون والعاملون الاجتماعيون والمهندسون والمعلمون ومدراء المدارس والمفتشون والصحفيون والمحاضرون في الجامعات والمعاهد العليا.
وعلى مدار السنوات الماضية شكلت “مصمص” قلعة ومنارة ثقافية، ونشطت فيها الاحزاب والتنظيمات السياسية والجمعيات التطوعية والاهلية. وشهدت ميادينها وساحاتها نشاطات ثقافية وادبية وسياسية متنوعة، استضافت خلالها الكثير من النواب العرب والناشطين في حقول ومجالات الادب والثقافة والفكر والسياسة والاجتماع. وقبل سنوات تأسست فيها جمعية “رم” الثقافية بمبادرة مجموعة من الشباب الناهض الواعي، من الذكور والاناث، وذلك بهدف نشر وتذويت الوعي الثقافي والتربوي بين الاجيال الشبابية الجديدة والنهوض بالقرية وتقدمها . وقد نظمت العديد من الفعاليات والانشطة والندوات والامسيات الثقافية والشعرية، وقامت بتزيين الجدران باللوحات والرسومات الفنية.
وبصورة لشاعرها الراحل راشد حسين، الذي قال عنها:
هي قرية صلبت على صدر المثلث دورها
لا يستحي ان ينتمي لحقولها عصفورها
وذوائب الزيتون يرجف في الهواء حبورها
واذا اختفى شلال نور الشمس قام ينيرها
قنديل زيت من ذبالته تطل زهورها
ديوانها كالبرلمان تدار فيه امورها
ومؤخراً اقدمت الجمعية على مشروع ثقافي يستحق التقدير ، وهو تزيين جدران القرية بصور واشعار وسير عدد من الشعراء والادباء والمبدعين الفلسطينيين، وذلك بهدف التعريف بهم واطلاع الاجيال الجديدة الصاعدة على سيرتهم الذاتية واعمالهم الادبية ، واستحضار ذكرى الاعلام الذين غابوا عن الحياة وكان لهم دور فاعل في الحياة الثقافية والفكرية الفلسطينية واسهام في مسيرة شعبنا الحضارية . ومن هؤلاء الاعلام الاحياء حنا ابو حنا واحمد حسين، ومن الاموات والشهداء ابراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود ومي زيادة وغسان كنفاني وجبرا ابراهيم جبرا وفدوى طوقان ومعين بسيسو وتوفيق زياد ومحمود درويش.
ولا شك ان استحضار ذكرى هؤلاء المبدعين والتعريف بالاحياء منهم ، هو واجب وطني وانساني واخلاقي وثقافي ورسالة سامية بالدرجة الاولى ، واننا نحني هاماتنا اجلالاً لهؤلاء الفرسان من رواد الكلمة الفلسطينية المقاتلة، الذين ما عاشوا يوماً على هامش الاحداث بل كانوا في خضمها دائماً، يقاتلون بالكلمة، ويحرضون، ويزرعون الامل، ويتمترسون في الخنادق، ويعيشون وراء القضبان وفي الزنازين، لا هدف لهم سوى حرية واستقلال ومستقبل شعبهم .
وتحية حب وتقدير لجمعية “رم” الثقافية على مشروعها الثقافي وجهودها التطوعية وعملها الدؤوب في خدمة وتطور المجتمع والنهوض بالحياة الثقافية في (مصمص) والى الامام دائماً نحو غد اكثر اشراقاً وبهاءً.
حياك الباري اخي شاكر وكحل ايامك العطاء الخالد..
هذه المشاريع الثقافية تبشر بغد جميل فيه تعلو الثقافة الى منزلة سامية..وتكون المطالعة
العامة جزء من حياتنا اليومية..
الثقافة بانواعها….يجب ان تكون في راس سلم اولوياتنا. للتنمية ولصقل الشخصية
الايجابية..من خلالها نطور المهارات والقدرات للعيش الكريم وللحياة السعيدة..
تحية شكر واعتزاز لكل ادباء مصمص…لقد كان ادبكم سطور من الذهب العتيق في
تراثنا العربي..
تحية شكر وافتخار لكل القائمين على المشاريع الثقافية في قرية مصمص..جزاكم
الله كل خير.
الف تحيه الى مصمص الابيه الارض الشاعر راشيد حسين والاستاذ كمال فهم رمز القلم الحر الذي اشبهه بشجرة الزيتون العتيق لعمق تعبير الكلام المرسوم باقلامهم على جبال مصمص التي تشهدلهم الاجيال.