طرطشات
تاريخ النشر: 06/05/17 | 9:43· وطن مختلف
سألني صديقي كثير الغلبة، ماذا يقصد البعض عندما يطالبون بوطن مختلف؟ هل الوطن مستورد ام اننا من يحدد شكل ومضمون الوطن الذي نريد، السنا من يختار شكل النظام وادواته ومن يضع الدستور والقوانين، السنا نحن من نقوم على تطبيق القوانين ونلتزم بروح الدستور والتي تدعو للعدالة والمساواة وخكم القانون وحقوق الانسان وعدم التفرقة بين المواطنين على أسس اللون والجنس، لسنا بحاجة للمطالبة بوطن مختلف، علينا ان نبنيه من خلال تغيير أنماط تفكيرنا واساليب عملنا.
· تضامن
لا ادري ماذا يمكن ان نسمى وقوفنا مع الاسرى وتأييد اضرابهم عن الطعام والمطالبة باطلاق سراحهم، هل نسميه تضامن، وهن أبنائنا ومن دفعوا حريتهم ثمنا” لتحررنا، ام نسميه مشاركة ونحن مهما فعلنا فلن نصل الى درجة ان نشاركهم حجم معاناتهم وآلامهم، ورغم كل ما قد نفعله من أنشطة لن يخفف معاناتهم ولن يؤدي الى تنسمهم هواء الحرية، المطلوب موقفا” بحجم تضحيات اسرانا، المطلوب من القوى السياسية والأحزاب او ما تبقى منها ان تستنهض قوى السلام العالمي وان تتبنى استراتيجيات جديدة لدعم الحركة الاسيرة ولمواجهة الاحتلال وانهائه وبالتالي لن يبقى هناك معتقلات واسرى.
· اليأس خيانة
اليأس هو شعور يصيب الاٍنسان كدليل على فقدان الامل في تحقيق أمر ما، وقد يؤدي اليأس اٍلى تحريك مشاعر وعواطف أخرى مثل الاٍكتئاب والإحباط وقد يؤدي اليأس الى الاستسلام وقبول الامر الواقع، كل ما نخشاه اليوم اننا نسير في هذا الاتجاه في ضوء انسداد الأفق محليا” وعربيا”، هذا الامر لا بد ان يقرع ناقوس الخبر لكل القوى السياسية من اجل تبني استراتيجيات جديدة عملية وواقعية لإعادة استنهاض الجماهير وتوجيه البوصلة بالاتجاه الصحيح بعيدا” عن الشعارات الكاذبة والمضللة.
· تنمية واستدامة
السيدة مارينا ويس المديرة القطرية للبنك الدولي في الضفة الغربية وقطاع غزة تقول ان ” الاقتصاد الفلسطيني عاجز عن خلق الوظائف وإدرار الدخل. فإن ثلث الفلسطينيين عاطلون عن العمل وأكثر من نصف الشباب في غزة بلا عمل. وغزة على حافة كارثة إنسانية. وهذا الوضع الحرج ليس في مصلحة أحد. ويلزم بذل جهود مُنسَّقة من جانب كل الأطراف لإحداث تغيُّر حقيقي على أرض الواقع، وتعزيز النمو الاقتصادي، وبعْث الأمل والتطلُّع لمستقبل أفضل في نفوس الفلسطينيين، لاسيما الشباب” ، كلام جميل لكنها نسيت ان تشير الى ان الاحتلال هو السبب الرئيس للوضع الحرج في الأراضي الفلسطينية والعائق الأساسي لاي عملية تنموية حقيقية وان انهاء الاحتلال هو الشرط الرئيسي للنهوض بالوضع الاقتصادي وإنجاز تنمية مستدامة وتحقيق مستقبل افضل للشباب الفلسطيني.
· في حارتنا خيمتان
في حارتنا كما في حارات أخرى كثيرة في مختلف المدن والقرى خيمتان، واحدة للاعتصام دعما” للأسرى في معركتهم، معركة الكرامة والحرية، والثانية خيمة لمؤزرة المرشحين للانتخابات البلدية، خيمتان كل منها تحمل معاني كبيرة، تعبر عن عظمة شعبنا واصرارة على الانعتاق من قيود الاحتلال وحلمه في بناء مؤسسات حكم ديمقراطية، بدايات جديدة لاحلام لا بد ان تتحقق ما دام هناك شعب عظيم قادر على العطاء نموذجه، الأسير المحرر مازن المغربي، الذي اصر رغم مرضه ان يشارك اخوته المضربين عن الطعام في زنازين الاحتلال اضرابهم، فقضى شهيدا داخل خيمة الاعتصام ليقول للعالم، من سجننا الصغير او سجننا الكبير سنبقى نناضل حتى تحقيق الاستقلال وإقامة دولتنا الديمقراطية، دولة العدالة والمساواة وحرية الاختيار والتعبير.
بقلم الدكتور فتحي ابو’مغلي