أدباؤبنا المحلّيون في المدارس لحنٌ جميل
تاريخ النشر: 14/05/17 | 5:25” نقرأ له في صحفنا ومواقعنا المحلّيّة المقالات الهادفة والقصص المعبّرة …. إنّه يكتب ، يُبدع ويخلق من الحروف قصصًا وحكاياتٍ”
بهذه الكلمات المخمليّة – والتي أثلجت صدري- استهلّ أحد مديري المدارس في البلاد حديثه عنّي يوم استقبلني في مدرسته الجميلة امام طلّابه وطاقم التدريس، قبل أيام معدودات في يوم التراث واللغة العربيّة.
وفي الواقع ، جميلة ومفيدة هذه اللقاءات التي تجمع بين الأديب المحلّي وطلّاب المدارس في البلاد ، خاصّة الأدباء الذين يكتبون الطفولة في حُللٍ من المعاني الجميلة المُلفّعة بالقيم التربويّة والانسانيّة في هذا الزمن المهرول نحو العنف، فلقاء الاديب \ة مع جمهوره من معلّمين ومُعلّمات وطلّاب، كثيرًا ما يكون مُؤثِّرًا ، خاصّة وأنّ الأطفال لا يجيدون التمثيل و” مسح الجوخ” والمجاملات كما الكبار ، لذا ترى سحناتهم تنمّ عمّا في دواخلهم الطفوليّة الجميلة والمُلوّنة ، فتراهم يتحلّقون حول الكاتب أو الكاتبة يبثّونه لواعج حبّهم له وتقديرهم ، فيروحون يحكون له عن قصصه وابداعاته وحياته ، فهذا الجيل – جيل التقنيات وجوجل- لا تفوته فائتة ، يُفتّش عن حياة الادباء قبل مجيئهم ، فيعرفون الكثير الكثير ، فيُزركشون الجدران والحيطان بالصور والمقالات وسيرة حياة الكاتب \ة حتّى أدقّ التفاصيل ؛ هذه التفاصيل الصغيرة التي نسيها الكاتب نفسه أو كاد.
ولعلّ الفضل الكبير يعود ايضًا للسيّدة الهام حنّا المسؤولة عن المكتبات العامّة في البلاد والى امينات المكتبات اللواتي يبذلن الجهود الجبّارة في التنسيق والتحضير والتواصل بل وتدريب الطلّات مع المعلّمين والمعلّمات في تنفيذ فعالية تخصّ الكاتب الضّيف.
مجمل القول انّه أمر جميل وضروريّ لقاء الأديب المحلّيّ مع جمهوره من معلمين وطلّاب ، فيحظى في نهاية اللقاء المُثري بدرع بسيط جميل يحمل في طيّاته اجمل عبارات التقدير والاعجاب ، تعبيرًا عن حبّهم وتقديرًا لعطائه وابداعه.
كم سيكون الامر جميلًا لو التفت رؤساء السلطات المحليّة في بلداتنا العربيّة للأدباء..لا أريد أن أعمّم فهناك فعلًا من فعلها ويفعلها ، … نعم سيكون جميلًا ومثمرًا لو التفت رؤساء السلطات المحليّة ورؤساء اقسام المعارف بسلطاتنا الى أدباء وأديبات بلداتهم أو بشكلٍ عامّ ، فقلّدوا أعناقهم بكلمة شكر ودرع لا يتعدّى ثمنه الشواقل المعدودة والذي يحمل في معناه أثرًا كبيرًا فعّالًا ، فيدفع مثل هذا التكريم الادباء الى العطاء والعطاء المتواصل ، بل ويدفعهم الى تلوين كتاباتهم بالأمل والرجاء والتفاؤل والنقد السلس البعيد عن الهدم ، فيُثري صحفنا المحليّة ومواقعنا الالكترونيّة بهمس الحروف الجيّاشة ورعش الكلمات العابقة بشذى المحبّة.
لحن جميل ولوحة معبّرة وجود الكاتب \ ة في المدارس ، لوحة تحفر في ذاكرة الطفل والمعلّم والأديب على السواء ذكرى لا تُمحى ، وتُلوّن آفاق المجتمع برجاء لا ينقص..
حقيقة ما أروع أن نُقدّر ونحترم، خاصّة اؤلئك الذين يعطون من أرواحهم !!!
زهير دعيم