تَرَدُّوا الـمَوْتَ جِلبابًا
تاريخ النشر: 10/05/17 | 4:31(إلى سجنائنا المضربين عن الطعام في زنازين المحتل، إلى أكرمنا وأشرفنا، جهد المقل وما وفيناكم)
لَطَعْمُ الـماءِ مَمْزوجًا بِمِلْحٍ.. عَلى جُوعٍ تَلَظَّى لِلَّهاةِ
أَلَذُّ مَعَ الكَرامَةِ مِنْ حَياةٍ.. مُغَمَّسَةٍ بِإِذْلالِ الوُلاةِ
فِلَسْطينِيُّ فَرَّ الـمَوْتُ مِنْهُ.. وَمِنْ زَرَدِ السَّلاسِلِ شَعَّ آتِ
تَلوحُ بِهِ السَّلاسِلُ وَجْهَ عَصْرٍ.. مَحاهُ بِفَجْرِهِ عَزْمُ الأُباةِ
نُجومٍ في سَماءِ الكَوْنِ ضاءُوا.. فَبَدَّدَ نورُهُمْ ظُلَمَ الشَّتاتِ
شَتاتِ الفِكْرِ لا مَنْفى بِأَرْضٍ.. هُمُ العُنْوانُ هُمْ طَوْقُ النَّجاةِ
فَلا عَجَبٌ تَرى السُّجَناءَ رَكْبًا.. أَحالوا السِّجْنَ مَدْرَسَةَ الثَّباتِ
تَرى السَّجَّانَ مَكْروبًا مَغيظًا.. تَرى السُّجَناءَ أُسْدًا في فَلاةِ
بِرَغْمِ القَيْدِ وَالسَّجَّانِ هَبُّوا.. فَرَدُّوا السِّجْنَ بابَ الـمَكْرُماتِ
وَما حَجَبَتْ زَنازينٌ ضِياهُمْ.. وَذاكَ شُعاعُهُمْ هادي الهُداةِ
قَدِ ادَّرَعوا الـمَنايا في يَقينٍ.. بِأَنَّ الـمَوْتَ بابٌ لِلْحَياةِ
تَرَدُّوا الـمَوْتَ جِلبابًا فَقُدَّتْ.. مِنَ العَزَماتِ أَفْئِدَةُ الجُناةِ
وَلَوْ سَقَطَ الشَّهيدُ عَلى شَهيدٍ.. يُسابِقُ لِلْجِنانِ بِلا أَناةِ
يَظَلُّ مُعَلِّمًا وَيَظَلُّ رَمْزًا.. لِكُلِّ الأَرْضِ في دَحْرِ الطُّغاةِ
شعر: محمود مرعي