تسلم الأيادي

تاريخ النشر: 15/03/14 | 7:55

يقول تعالى في كتابه العزيز : (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ..) [البقرة:184].

بات التطوع من الأعمال الظاهرة والبارزة اليوم في مجتمعنا العربي، خاصة مع وجود الأزمات والمحن التي تصيب مجتمعنا العربي حتى اصبح هناك أفرادا وجماعات يتسابقون إليه، وقامت من أجله المؤسسات والجمعيات، وهذا مما ينبغي أن يكون المسلمون أسبق إليه.

التطوع و عمل الخير موجود منذ بدء الخليقة، و لا يخلو دين سماوي من نصوص تحفز على عمل الخير و مساعدة الناس و نشر كل ما فيه فائدة للمجتمعات و الشعوب، فهذا الدين الاسلامي يحث على التطوع ويجازي من يفعل الخير مهما قل ثوابا عظيما، فيقول الله في القرآن (وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا..) [المزمل:20] وأيضا: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ) [الزلزلة:7] وهناك الكثير من الاحاديث التي تحث على التطوع ومساعدة الناس ومنها أن رجل جاء إلى الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله؟ واي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال : " أحب الناس إلى الله انفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل، سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة أو يقضي عنه دينًا، أو يطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب اليّ من اعتكف في هذا المسجد (أي مسجد المدينة) شهرًا ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء ان يمضيه امضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزل الاقدام، وان سوء الخلق يفسد العمل.. كما يفسد الخل العسل " [ رواه ابن أبي الدنيا وحسَّنه الألباني ].

وعماد أي عمل تطوعي هو الشباب و الذي يمثل المكون الرئيسي في الموارد البشرية، فمثلاً في مدينتنا الحبيبة أم الفحم هناك العديد من المجموعات الشبابية مثل مجموعة شمسنا تشرق بأيدينا ومجموعة المركز الجماهيري التي قامت مؤخراً بتزيين جدران الحارات والمدارس حتى اصبحت لوحات فنية بكل معنى الكلمة، وهناك الكثير الكثير من المجموعات التي تستحق الاحترام والتقدير ولكني وللأسف الشديد لا يمكنني حصرهم جميعاً. هؤلاء الشباب يظهرون دون مقدمات أو ترتيب وسابق إعداد، معتمدين على مبدأ الواجب الإنساني الذي يدفعهم للنزول في أوقات غير محددة أو منسقة سلفا، هؤلاء هم الشباب المتطوعون الذين يبهرون المجتمع بأفعالهم وقت الشدائد والأزمات.

ومن هنا اود أن اقول لهؤلاء الشباب والشابات : لا شك أن كل فحماوي وفحماوية يفتخرون بتلك الأعمال التطوعية التي تقدمونها، خاصة أنهم تمكنوا من خلالها من تغيير الصورة النمطية المأخوذة عنهم (أنهم شباب مستهتر)، ولكن وقت الشدائد يظهرون، ووقت الجد يبرزون قدرتهم وجديتهم وتفانيهم في العمل.

فاستمروا.. استمروا.. تسلم الأيادي، وبارك الله بكم وسدد خطاكم وجمعنا واياكم على الخير.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة