إذن… إذاً جولة لغوية
تاريخ النشر: 15/05/17 | 0:54كتب كتَبة الوحي القرآن الكريم (إذًا) بالألف في كل الآيات التي استخدمت فيها اللفظة، ومنها:
{أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا}- النساء، 53.
{وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إلا قَلِيلاً}- الإسراء، 76.
{وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً}- الأحزاب، 16.
والمشكلة هنا في تنوينها، فهل التنوين على الذال أم على الألف؟
بعض النحويين يرونه على الألف بدعوى أن جملة (إذن أكرمك) مثلاً- أصلها إذا جئتني أكرمك، ثم حذفت الجملة (جئتني)، وعوض التنوين عنها.
الرسم القرآني يضعه على الذال.
لكن الرسم العثماني للمصحف هو رسم وقفي، أي لا يصلح للاعتداد أو الاحتجاج به، ونحن لا نكتب الصلوٰة والزكوٰة وجائ، وسْئَل، رحمت…إلخ.
جاء علماء العربيَّة فقرروا قواعد الهجاء والإملاء؛ واختلفوا في كتابتها بالنُّون، أو بالألف. وحُكِي عن علي بن سليمان، عن المبرِّد أنَّه قال:
لا يجوز أن تُكتب (إذَنْ) إلاَّ بالنُّون، وقال: إنِّي لأشتهي أن أقطع يد من يكتبُها بألف.
( انظر: الجنى الداني في حروف المعاني للحسن بن القاسم المرادي، ص 11.)
….
أما أسباب رسمها بالنون فهي:
أن رسمها بالنون يفرّق بينها وبين (إذا) الشرطية غير المنونة.
وثانيًا: (إذا) حرف، والحرف لا يدخله التنوين؛ لأن التنوين من خصائص الأسماء.
عارض المبرِّد بشدة كتابتها بالألف، لأنه رأى أنها مثل “أن ولن“، وهذا المذهب يستند إلى أنه يوقف عليها بالنون لا بالألف.
أخلص إلى الرأي أنه يُفضَّل أن تكتب دائمًا (إذن) بالنون، وهكذا أكتبها شخصيًا في كل الحالات.
ولكني لا أرى غضاضة في بعض الاستعمالات التي لا ينصب المضارع بعدها كالرياضيات أن تكتب (إذاً)، فلا بأس!
إذن- حرف جواب وجزاء، وهو نصب ينصب المضارع، وذلك بشروط.
شروط نصب المضارع:
1- تَصْدِيرُها أي تكون رأس جملة، نحو:
سأزورك.
– إذن أكرمَك.
(تكتب إذن بالنون بسبب عملها، وعلى ذلك شبه إجماع في قواعد الإملاء)
2- اسْتِقْبَالُ المضارع، أي لا يجوز أن يكون في الحال مثلاً، نحو: إذن أكرمُك الآن (لاحظ رفع المضارع!)
3- اتِّصَالُها به، (أو انْفِصَالُهَا بِالقَسَمِ أوْ بِلا النافية)، يقال: أزورك، الجواب: “إذن أُكرِمَكَ”.
فلو قلتَ: “أَنا إذن…” لقلت “أكْرِمُك” بالرفع لفَوات التَّصْدِير.
إذا كان الجواب مسبوقًا بلا النافية، نحو: إذن لا أقصّرَ في واجبك، فيبقى الفعل منصوبًا.
وكذلك في القسم: إذن واللهِ أكرمَك.
..
أما إذا سُبقت (إذن) بالواو أو الفاء فلك الخيار في الرفع أو النصب (إعمالها أو إهمالها)، نحو:
إذن وأكرمًُك، وإذن فأكرمَُك.
ب.فاروق مواسي
ورد في المقال: “أما إذا سُبقت (إذن) بالواو أو الفاء فلك الخيار في الرفع أو النصب (إعمالها أو إهمالها)، نحو:إذن وأكرمًُك، وإذن فأكرمَُك.”
وفقا للنص، فإن الواو تسبق “إذا” أما في المثال المعطى فهي سبقت الفعل المضارع. والصحيح أن يكون المثال هكذا: “وإذن أكرمَك” و “فإذن أكرمَك” والله الموفق وبارك الله فيكم.