درس اللغة الروسية الأول بجامعة النجاح
تاريخ النشر: 12/05/17 | 15:32من شارع دميتري ميدفيف في أريحا أقدم مدن التمدن الإنساني في القرن الثامن قبل الميلاد إلى أقدم أكاديمية فلسطينية نشرت مبادئ ورسالة التمدن والإخوة والمحبة والصداقة بين الشعوب في القرن العشرين جامعة النجاح الوطنية . على الرغم من الصداقة القديمة ما بين الشعب الفلسطيني وما بين الشعب الروسي الا ان اللغة الروسية لم تدخل الاكاديمية الفلسطينية الا يوم 25 يناير 2012 حيث اجتمع طلبة الجامعة لتعلم الأحرف الأولى للغة الروسية . وهي لغة عظماء الادب والشعر والفكر الذي اثرى الحضارة الانسانية . فقد كتب بوشكين اروع القصائد والأشعار بهذه اللغة الغنية الجميلة ، وكتب تشيخوف قصصه القصيرة حول واقع روسيا التي تعيش الفقر والجوع ،فكتب عن بؤساء روسيا . وتولستوي كتب عن انتصار روسيا على اعداء روسيا نابليون الفرنسي ،في رائعته ” الحرب والسلم ” ودوستيفسكي كتب “الجريمة والعقاب” الذي قال” كلنا خرجنا من معظف غوغول “الكاتب الروسي العظيم الذي عكس حياة روسيا وانسانها البسيط بكل دقة وشاعرية وبلغة روسية سهلة جميلة يفهما العامة والخاصة والذي أنهى مسيرته الادبية بزيارة فلسطين وكتابة اروع الانطباعات عن الارض المقدسة التي جاء اليها ليدرك مدى جفاف قلبه بدون رؤية قبر المسيح عليه السلام .
ان عمالقة الادب القرن التاسع عشر والعشرين الروس مثل غوركي ومايكوفسكي وسيرجي يسينين واخماتوفا ويفتشنكو وشولوخوف وعشرات الاسماء الاخرى من المبدعين في شتى مجالات العلم والفن والثقافة التي تربى عليها جيل الثورة العربية في عهد القائد عبد الناصر اصبحت للاسف الشديد ، بعيدة ومجهولة للقارئ الفلسطيني وللأكاديمي الفلسطيني والعربي في ظل اعلام السلاطين وحكم العشائر العربية الذين وصل بهم الحد بالتفاخر بل والاعتزاز والتبجح بمعرفة لغة الاستبداد الغربي اكثر مما يفاخر بلغته الأصلية للأسف الشديد لغة “القران الكريم”فتراهم يتفنون بلي السنتهم لتقليد اللهجة الامريكية او الانكليزية عند الحديث بلغة بلفور ووعده او لغة جورج بوش الذي سرق ونهب وقام بابشع جريمة ضد الانسانية باحتلاله العراق ونهب اثاره وحرق كتبه وبلغة انكيزية من تكساس وبقر تكساس .ويحاول الغرب ورجال الغرب و”المستغربون” من العرب الامر يكيين والانكليز والفرنسيين ايهامنا وخداعنا بان اللغة الروسية لا قيمة لها في حياتنا الثقافية . يتعاون مع كل هؤلاء وللأسف الشديد بعض اعداء اللغة الروسية، ممن يتكلمون هذه اللغة وهاجروا الى الغرب يبحثون عن ارقام لحسابات بنوكها لخزن ما سرقوه من اموال الشعب الروسي، او ممن لا زالوا في روسيا يعملون كحصان طروادة “من قادة الجمعيات الغير حكومي الغربية التي منعها الرئيس بوتين واعلن عنهم جواسيس للغرب ،لانهم يخربون ويدمرون هذا التراث الروسي العميق ويزورون ويشوهون ثقافة الشعب الروسي الذي انتصر على جميع الغزاة من نابليون حتى هتلر وبوش مؤخرا الاكبر والاصغر الذين يعملون على محاصرة روسيا المعاصرة بشتى السبل والاحابيل والخدع السياسية الدبلوماسية والعسكرية .
ان فلسطين التي بدأت نهضتها في القرن التاسع عشر في ظل الاستبداد العثماني وظل الامية التي ضربت اطنابها في القرى والمدن الفلسطينية في القرون الغابرة كانت اول من “فك الحرف” الروسي من خلال المدارس والسمينار الروسي. هذه المدارس والكليات التي انتشرت في إنحاء فلسطين شرقها وغربها شمالها وجنوبها حيث وصل عدد هذه المدارس الى أكثر من مائة وخمسة عشر مدرسة انتشرت في فلسطين وبلاد الشام سوريا ولبنان لتصبح فلسطين زبلاد الشام بوابة على الفكر والأدب والعلم الروسي . وأصبح في متناول القارئ الفلسطيني والعربي من المحيط للخليج العربي التمتع بقصص تشيخوف وتولستوي وبروائع بوشكين الشعرية ودوستويفسكي وجريمته وعقابه. إلى ان بدأت اكبر مؤامرة في تاريخ العرب المعاصر واحتلال انكلترا وفرنسا لبلاد العرب بعد خديعة سايكس بيكو بل وجريمة هؤلاء القوم الذين قسموا وفتتوا الأمة العربية شذر مذر ولا زالت مؤامرته تخترق الجسد العربي والإسلامي بشتى السبل والأحابيل والمؤامرات ومنها الثقافية اللغوية الفلسفية السياسية الإعلامية. ان خطابات الثورات الاشتراكية والرأسمالية وأخبار الحروب الطبقية والنهضة التي شهدها العالم اجمع بفضل وصول اول رائد فضاء روسي إلى الفضاء الخارجي في ستينات القرن الماضي وصلت بفضل معرفة الفلسطينييين للغة الروسية .اما محاولة طمس هذه الأخبار عن القارئ العربي بل ومحاولة تفسير هذا الأمر العجيب من قبل بعض شيوخ الفتوى المسلمين المرتبطين مع مخابرات الاستعمار الفرنسي والانكليزي بان هذا العمل (صعود يوري غاغارين الروسي ) الى الفضاء ) رجس من عمل الشيطان الشيوعي ، فهي الحرب بعينها ضد اللغة الروسية والعربية لغة القران الكريم هذه اللغة التي طالما وعبر كل القرون نهلت من ثقافات الشعوب ما يمكن حضارة العرب من الرقي والتقدم .
ان محاولة شيطنة روسيا ومن يعمل معها ومن يحمل ويحتر م ثقافتها هي مرحلة او شكل من أشكال الحرب التي تعلنها ليل نهار القوى الاستعمارية المعاصرة والصهيونية ، والصهاينة العرب ، هذه القوى التي تستغل حتى اولئك الذين يتكلمون الروسية من المهاجرين الذين يقفون على حواجز إذلال الفلسطينيين في غزة والضفة وهو يصورون وكان هؤلاء هم ممثلي الشعب الروسي محاولين منع أي شكل من أشكال التعاون مع روسيا الحقيقية التي تبني اكبر مركز ثقافي في الشرق الأوسط في مدينة مهد المسيح الفلسطيني بيت لحم . روسيا الحقيقية التي قامت ولأول مرة في تاريخ الصراع على الأرض بين الحركة الصهيونية والشعب الفلسطيني بإعادة وتحرير الأرض الروسية في قلب القدس بفضل قيادتها الشابة بوتين ميدفيديف .هذا الجيل الجديد الذي يكمل مشوار تحرير روسيا من براثن الاستعمار الجديد والتدخل الرأسمالي الوحشي للناتو وغير الناتو من القوى العميلة للناتو في شتى اصقاع الارض المرتبطة بهذا الخلف الدنس الذي يدمر حضارة العرب المعاصرة . . واليوم فان طالب جامعة بوتين محمد عمر محاميد نجلي الذي تحول إلى اصغر مساعد لأستاذ جامعة أقدم واعرق جامعة فلسطينية الذي يزور فلسطين بعد ان وصل من مدينة يدرس فيها أخاه علاء المقيم في مدينة بالميرا الشمال سانت بطرسبورغ طالب جامعة سانت بطرسبورغ ، جاء ليعينني على قراءة الدرس الأول للغة الروسية .ان هذه الصورة هي رمز لعملية اخلاص شعبنا لهذه الصداقة الابدية مع الشعب الروسي ولغته الروسية ، وهي وصية جده المناضل محمود خليل كساب محاميدالذي دافع عن هذه الصداقة طيلة عمره ودفع ثمنا باهظا من اجل ذلك ،ولا زال أحفاده يحملون رسالته المقدسة رغما عن انف الوشاة وعملاء الجمعيات الذين تمولهم قوى الغرب والغربي والمدسوسين على نشاط مركز التعليم في روسيا الجامعة للحوار التي تعمل مع جامعات فلسطين واالاستعمار لعالم على تطوير هذه العلاقة .
ولا بد هنا من الإشارة والإشادة بالعقل النير الواسع الأفق والوطني لرئيس أقدم جامعة عربية فلسطينية البروفيسور رامي حمد الله الذي قرر بل أصر على الرغم من كل ما يحيط بنا وبه من “المستغربين “ان تظل اللغة الروسية في حرم جامعته تعيش كبقية اللغات الانكليزية والفرنسية والاسبانية والتركية أي لغة دول أعضاء حلف الناتو ؟الذين يغدقون ملايين الدولارات لشراء ذمم العرب من استاذة جامعات وإعلاميين ومفكرين يحتمون بشيوخ العشائر وشركات الغاز والسماد وإبعادهم عن الأصدقاء الحقيقيين لفلسطين والعرب . ولا بد من الإشارة والاشادة هنا ايضا برئيس بلدية أريحا الذي أطلق اسم أستاذنا دميتري ميدفيدف على الشارع الرئيسي لأقدم مدينة في العالم والرئيس الفلسطيني د. محمود عباس الذي افتتح اول متحف روسي في الشرق مع أستاذنا ميديفيدف في اقدم مدين في التاريخ اريحا في يناير 2011 .ان بناة التاريخ القديم والحديث هم أصحاب العقول النيرة المخلصة لحركة التاريخ القديم والمعاصر التي تحترم الذاكرة الانسانية . ووضع الحجر الاساس لاول مركز ثقافي روسي في مهد المسيح وبناء أول متحف روسي في اقدم مدينة في التاريخ وفتح أبواب حرم جامعة اقدم جامعة فلسطينية جامعة النجاح الوطنية ورئيسها البروفسور رامي حمد الله هي إعادة رسم خارطة تاريخ العلاقة الروسية الفلسطينية كي نزين هذه العلاقة بلغة الروس لغة” زهرة أريحا “التي تغنى بها الكاتب الروسي العظيم ايفان بونين رافعين غصن فلسطين الذي رفعه الكاتب والشاعر الروسي العظيم ميخائيل ليرمنتوف الذي كتب قصيدته ” غصن فلسطين” عام 1848اي قبل مائة عام من حرق هذا الغصن ومحاولة قبره ، وقبل ان يرفعه قائد الثورة الفلسطينية ابو عمار ويحمله مع خطاب وقصائد مغني الثورة محمود درويش في يده ، مستعينا في اليد الأخرى بأسلحة أبطال تولستوي وبطلته “الحرب والسلام ” كاتيا الروسية التي اطلق عليها الجنرال الروسي للتحبب والدلال “كاتيوشا ” إلى قاعة الأمم والشعوب ليقول لهم “لا تسقطوا من يدي غصن الزيتون الفلسطيني “.ان شاعر روسيا العظيم بوشكين الذي كتب في مدح الرسول العربي الكريم أجمل قصائده لا ينتظر منا سوى حفظ هذه القصائد بعد معرفة لغة القصيدة ولغة السور المقدسة للإنجيل الفلسطيني الذي ترجم عن الآرامية للروسية ولغة القران الكريم العربية وينقل إلى لغة بلاد الروس لتكتمل صورة الحوار الحضاري. وهذا هدفنا الأول والأخير من معرفة اللغة الروسية ،كونها بوابة فلسطين والشعب الفلسطيني على اعرق الحضارات اعرق واغنى وأجمل الثقافات العالمية – الحضارة الروسية
د. عمر محاميد بروفيسور جامعة ليبتسك التربوية الروسية