مجتمعنا العربيّ يعيش الأكشن
تاريخ النشر: 15/05/17 | 16:02من قال انّ لا جديد في بلداتنا العربيّة وأنّ الروتين ” يأكلنا ” فهو مخطيء وأكثر.
من قال أنّ بلداتنا العربيّة في البلاد تفتقد الى الأكشن والإثارة فهو على خطأ مُبين.
فالواقع المُعاش يقول غير ذلك، ويخطُّ هذا الواقع بحروفٍ من دمٍ ورصاص.
فإنّنا ” ننام” على قتيل ونستفيق على اثنين !!
” ننامُ” على جريح ونستيقظ على جرحى!!
ننام والهدوء يغمرنا ونصحو في الهزيع الثالث او الرّابع من الليل على عرس وحفلة حفلاء من أزيز الرّصاص.
انفلاتٌ ، تَسيُّبٌ، ” دوشرة” عربدة، سَمّها ما شئت من المفردات المقيتة.
حقيقة هذا هو واقعنا الأليم والمرير والذي ولسوء الحظّ يتدهور ويتقهقر ولا أمل في شفائه ، بل كلّ مُنانا أن يبقى على ما هو عليه لا ان يتحسّن !
وكيف يتحسّنُ والله بعيدٌ عنّا ومنّا بل بالأحرى نحن بعيدون عنه بقلوبنا لا بألسنتنا !
…نعم السّماء بعيدة ، صلدة، نحاسيّة ، لا تسمع ولا تريد أن تسمع ، فالهنا ” الحقيقي” أضحى السّلاح الذي يملأ جنبات بيوتنا وحياتنا، ناهيك عن الطمع الذي اعمى البصر والبصائر وعكّر الأخلاقيات التي باتت ” غير شكل” فالمجتمع الحديث لا يحترم الّا الأزعر والمُعربد وصاحب الحظوة أمأ الآداميّ ، الطّيّب والمتواضع فهو في نظرهم بهلول ومسكين وبائس.
في اعراسنا وافراحنا ونجاحات ابنائنا يُلعلع الرّصاص.
في حلّ المشاكل واختلاق المشاكل والأتاوات والترهيب يكون السّلاحُ القصيدةَ الابلغ والاجمل ، ونروح نُلقي باللائمة على الشُّرطة والسلطة وننسى انفسنا والعائلة والتربية والاخلاقيات والله.
لا أعفى الشرطة ولا امتدحها ، ولكنّ التربيّة تبدأ وتنتهي من وفي البيت ، فالطفل الذي يعيش في بيت يُقدّس المُسدّس ، ويتحدّث بلغة المُسدّس والتخويف ، سيشبّ حتمًا على المُسدّس والعنف وستكون النار هي دينه وديدنه.
متى سننام ونغرق في النوم دون ان ” نُمتِّعَ ” آذاننا بأزيز الرّصاص وعيوننا من ومشاهد الدم؟
لقد استفحل الامر وباتَ مُقلقًا يسرقُ النّوم والسّكينة والهدوء من العيون .
كلّ هذا في واد و”قادتنا” في واد آخَر.
يستنكرون ، يشجبون ، يمتعضون ولا يُحرّكون ساكنًا، ليعودوا في اليوم الثاني على نفس الاسطوانة المشروخة.
متى سنداوي هذا الوضع الخطير بالجراحة والاستئصال لا بالابوتلجين والتخدير الموضعي ؟!!
والأهم متى سننام ونستيقظ على سقسقة البلابل والعنادل ونواح الحمام لا على ازيز الرصاص؟
سقى الله تلك الأيام – التي لن تعود- وذكرها بالخير والمطر..
زهير دعيم