لقاء عباس – اوباما
تاريخ النشر: 18/03/14 | 7:47اللقاء الذي يجمع بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والرئيس الأمريكي براك اوباما في واشنطن، لا يختلف كثيراً عن لقاءات سابقة ولا يحمل جديداً. فاوباما يحاول جاهداً الضغط على عباس والسلطة الوطنية الفلسطينية تمديد جولة المفاوضات مع الإسرائيليين وقبول اتفاق الإطار الذي يجري الحديث عنه، الذي في صلبه وأساسه الاعتراف بـ "يهودية الدولة".
إننا ندرك جيداً أن أمريكا لم تكن يوماً محايدة، وطوال الوقت كانت منحازة إلى جانب السياسات الإسرائيلية العدوانية قولاً وفعلاً، ولذلك فأنها ليست ولن تكون يوماً راعياً نزيهاً للمفاوضات، وطوال سنوات التفاوض الماضية فشلت وأخفقت في تحقيق أي تقدم في العملية السياسية السلمية.
إن أسباب فشل المسار التفاوضي هو غياب أفق الحل مع الحكومة الإسرائيلية، وانحياز الإدارة الأمريكية المطلق للرؤية الإسرائيلية وتبني الموقف الإسرائيلي بشكل متطابق، علاوة على رفض حكومات إسرائيل المتعاقبة احترام حقوق الشعب الفلسطيني، وتمسكها بنهجها العدواني العنجهي المتغطرس وبلاءاتها المعروفة.
ولا شك أن القيادة الفلسطينية أصبحت تدرك أكثر من أي وقت أن هذه المفاوضات عبثية ولا فائدة ترتجى منها سوى إطالة عمر الاحتلال وتخليده، وتعطي المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة مزيداً من الوقت للمضي قدماً في بناء وتوسيع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية وشرقي القدس.
ما تطرحه أمريكا من خطة إطار يمس الحقوق الوطنية الفلسطينية، وبمثابة تقويض لدعائم وأسس وثوابت الحق الفلسطيني، وتنسف كل قرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة بحق الفلسطينيين إقامة دولتهم ذات السيادة في حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة للاجئين. وعليه لا يمكن لأي قيادي في السلطة الفلسطينية القبول بها والتنازل عن أي من المرتكزات والثوابت الفلسطينية، التي لا تقبل المساومة والمجازفة.
المطلوب من عباس والقيادة الفلسطينية الانسحاب فوراً من المفاوضات الحالية، ورفض خطة الإطار التي وضع أسسها كيري، بسبب الضرر الذي ستلحقه بالمشروع الوطني الفلسطيني، والتمسك بالخيار السياسي الوحيد وهو التوجه للمؤسسات الدولية والأمم المتحدة لتنفيذ قراراتها بخصوص المسألة الفلسطينية. ومن الضروري والحاجة الماسة في هذه المرحلة الصعبة والحالكة استكمال جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية وتعزيز اللحمة بين جميع قوى وفصائل الشعب الفلسطيني، وبناء إستراتيجية وطنية فلسطينية موحدة وواضحة المعالم، وفق برنامج سياسي نضالي ووطني يضمن الحق الفلسطيني المشروع، وإنهاء الاحتلال الجاثم على صدور أبناء شعبنا في الضفة والقطاع.