الى جنات الخلد يا أخي

بقلب يئن ألماً وعيون تدمع حسرة ودعتك يا أخي، يا ابن أمي وأبي…

ودعتك وسكاكين الآلام تنغرز في صدري وتثير اشجان وآهات قلبي….

قبل أيام كنت بيننا جسدا ولكن روحك كانت في عالم آخر… شارد الذهن حزيناً… فارقت الإبتسامة شفتيك… والكلمة لسانك… كأنك يا أخي تودعنا بنظراتك اليائسة الكئيبة…

صرخت صرخة ألم وقلت آخ وآخ… صارعت وقاومت بقلب مؤمن بقضاء الله وحكمته… ناديت بأعلى صوتك يما آخ ويابا…فلبوا لك النداء… فتحوا لك ذراعيهم بك مرحبين… وسرت اليهم راضياً مطمئناً بوجه يشع نوراً طاهراً كطفل وديع لتسكن تحت كنفيهما ورعاية الرحمان… وتركتنا نبكيك لوعةً واشتياقاً….

قبل أيام كنت هنا… وذهبت هناك… لم تترك أحداً إلا وكنت سباقاً اليه ومعه في السراء والضراء… اضحكت الصغير وداعبته، والكبير رسمت بسمة على وجهه… والمسافر استقبلته بكلمات عذبة…والمريض سعيت اليه لتشد أزره… لم تترك أحدا إلا وكنت معه قلباً رحباً عطوفاً، ويداً حانية ممدودة ولساناً داعماً مباركاً…

ودعتك يا أخي، يا إبن أمي وأبي، باكية صارخة أمانة سلم على أمي وأبي ولا تنسى أخي رحمهم الله جل جلاله…

فقدتك…فقدت ضلعاً آخراً من ضلوعي…ونبضة من قلبي… وتركتني أبحث عنك شاردة الذهن في كل مكان وفي كل ركن…جسداً لم أجدك….ولكن بروحك معنا… بأفعالك لنا سلوى…هنا لك بصمة… وهنالك لك ذكرى… هنا وهناك لنا معك أجمل وأروع الذكريات التي ستنحت في قلوبنا ونفوسنا أبد الدهر ما دام القلب ينبض… وهذا سيبقى لنا خير عزاء….

رحمة الله عليك يا اخي، ونسأل الله، عز وجل، ان يسكنك فسيح جناته النعيم.