نداءُ الأمْعَاءِ
تاريخ النشر: 18/05/17 | 0:09وَصْبُ أمعَاءٍ
تُعانِي دون صَوتْ,
والسّجينُ قَد يَرى بالجوعِ موتْ.
وَتَحَلَّا بالصُّمود,
لونهُ يُفشي رطوبةَ السجون .
ولهُ عزمُ حِصانٍ ,
أَخمدوا فيهِ الصِّهيل ,
والسَّنابك من فولاذٍ
لَن يَردُّوها عجين .
يَا رفاقي السُّجناء !!!
قَيِّدوا البَطنَ قَويَّاً بالحِجارة ,
واعصُروا الكِبدَ غذاءً والمَرارَة ,
إِنهلوا المَاءَ مع الملحِ كثيرا ,
كَي يَدوم الومضُ بالعينِ ,
مُشِعَّاً بالوطنْ .
قاوموا الإرغام بالأحلامِ ,
والصَّبر المُغَمَّسِ بالعَدالة
نكهةُ الحقِّ ألَذُ من الغذاء.
وامتَطوا طيرَ الأبابيلِ ,
لإيذان الاشارة ,
تَجعلُ الارض تميطُُ بالطّغاة .
واهتفوا إزاء أَركانِ الحَضَارة :
لم نَكُن يوماً حجارة ,
لم نكن يوماً صُخورا ً ,
دون إحساسٍ نُخاصِمُ البَشَرْ.
بل إنَّنا الأعدلُ مِن كُلِّ الخليقة
لحمنا ماء وطين .
نستقيمُ ونلينُ ,
كالبَعير أينما الحقُّ ظهر.
لكنَّنا نَقسوا وننزع حقنا ,
بالجوع أَو بالريحِ قبل العاصفة.
بالنّار أو زِلزال يوم الآزفة .
وحيثما كان ُنِداء الحَقِّ نهرع ُ,
كالسِّيول الجارفة .
بالسيف والزند المتينْ
نُتقنُ الرَّميّ بكَفِّ الثائرين,
لن نلين ,
إن عَتَا والٍ كهتلرْ.
كُلُّ ما نبغيهِ عَدلاً مُزهِراً بين السجون ,
إِنَّما العدلُ تسجّى بين آهات السجين واندثر .
أحمد طه