الضائقة السكنية… يجب أن تكون في سلّم أولويات سلطاتنا المحلية
تاريخ النشر: 19/03/14 | 1:50الضائقة السكنية التي يعاني منها مجتمعنا العربي بأسره، في مدنه وقراه وتجمعاته السكنية هي أزمة خانقة وحقيقية وآخذة بالاستفحال يوماً بعد يوم، خاصة وأعداد السكان العرب آخذ بالازدياد وفي ظل تناقص الأرض بل وشحّها، وكنتيجةٍ لعدم توفر المسكن ولقطاع كبير من مواطنينا الأمر الذي حدا بالكثير من الشباب والشابات النزوح إما إلى داخل البلاد إلى المدن اليهودية والمختلطة وإما إلى خارج البلاد… وفي زحمة الهموم الجمّة التي نعاني منها احتلّت ظاهرة بل أزمة السكن مكان الصدارة بينها، وأصبحت هذه الظاهرة الهم الأكبر بالنسبة للمواطن العربي في هذه البلاد. وأصبحت بمثابة الخطر الداهم وانعكست آثاره السلبية على مجتمعنا وفي مناحٍ عدّة: الأسرية، الاجتماعية، السلوكية والنفسية، وأصبحت أوضاع سلطاتنا البلدية والمحلية معها قهرية جداً، فمن جهته فأن الخرائط الهيكلية والتي أعدّت الإعداد الكافي والمطلوب وقُدّمت إلى الدوائر المختصّة لم تُنفّذ بعد، ولا زالت قيد البحث والدرس والتمحيص علماً أن غالبيتها قُدّمت منذ أمدٍ بعيد، ورغم أن مساحات الأرض التي تتبع نفوذ السلطات المحلية العربية قليلة وضيّقة، فهناك قسم لا بأس به منها يقع تحت نفوذ سلطات محلية أو إقليمية يهودية، ومقارنة بين مساحات مناطق نفوذ السلطات في الوسطين اليهودي والعربي، فهنالك فرق كبير بل وكبير جداً لصالح السلطات في الوسط اليهودي، ومع ضيق وشح الأراضي لدى المواطنين العرب ومع وجود مساحات لا بأس بها من الأراضي التابعة للمواطنين العرب، وفي أماكن كثيرة ومختلفة من البلاد، والتي تقع تحت نفوذ سلطات محلية وأخرى إقليمية من الوسط اليهودي، الأمر الذي يحول دون تنفيذ مشاريع حيوية، وإقامة دور سكن أو إقامة مناطق صناعية علها تساهم في حلحلة هذه الأزمة.
وأمام هذه الأزمة واستفحالها والتي تعصف بمدننا وقرانا وتجمعاتنا السكنية، علينا، وأقصد على سلطاتنا المحلية بأشكالها الشروع بالتحرّك المهني والمطالبة بتوسيع مسطحات تجمعاتنا السكنية عبر خرائط هيكلية مجسدة لمطالب السكان.
ومن الأهمية بمكن أن ننبّه سلطاتنا ونقول لها: إن التخطيط ثم التخطيط هو المقدّمة الأولى والمثلى، فعلى رؤساء السلطات والمهندسين ومخططّي المدن والمختصّين، تقع المسؤولية الأولى والكبرى، فعليهم التحرّك السريع وإلا تقلّص ما تبقى من الأرض أو أبْتلع، وعليهم العمل على توسيع مسطّحات البناء وتوفير الحلول السكنية خاصة للأزواج الشابة والمقدمين على الزواج.
إن هذا مطلب في سلّم الأولويات وكعلاج للبطالة في مجتمعنا العربي فأن وجود مناطق صناعية حديثة وواسعة، كما هو في الوسط اليهودي مناطق كهذه من شأنها أن تخفّف ولو بالنزر القليل من أزمة البطالة.
وفي هذا السياق يقول البروفيسور راسم خمايسي الخبير في تخطيط المدن، وذلك خلال اجتماع خاص عُقد لبحث أزمة السكن الخانقة في السلطات المحلية في كل من: كفر كنا، المشهد وطرعان، مسطحاتها وخرائطها الهيكلية يقول: "المهمة التي أمامنا بحاجة إلى وقفة جدّية وتعاون ضمن العمل الجماعي، علينا أن نملك عقلية المبادرة لمحاربة سياسة التضييق، والبدء في اتخاذ القرارات عبر لجان تنظيم محليّة، هنالك ضغوطات سنواجهها أمام المؤسسات، ولربما أن تكون هنالك احتجاجات ومحاولات لإفشال مبادراتنا، لذا يجب أن نعمل بوعي ومعرفة واستعداد للمواجهة".