محاضرة حول “النكبة والمواطنة”بكفرقرع
تاريخ النشر: 27/05/17 | 12:05ضمن سلسة محاضرات جمعية الزهراوي- مركز أبحاث المثلث لهذا العام (2017)، قدّم المحامي حسن جبارين، المدير العام لمركز عدالة، محاضرة بعنوان ” النكبة ومسألة المواطنة”، الثلاثاء حضرها لفيف من المثقفين وعدد من المحامين من كفر قرع والمنطقة. الدكتورة تغريد يحيى- يونس ، والتي تركّز سلسلة المحاضرات، رحّبت بالحضور وبالمحاضر الضيف وعرّفت به، وقد قدّمت افتتاحية حول المواطنة عامة وفي سياق المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل تحديدًا، مشيرة إلى إشكالية الأخذ بفكرة المواطنة الكونيّة (universal)، وإلى تعرية الأدبيّات المختصّة لتفاضليّة المواطنة بين مواطني الدولة الواحدة، وهو ما تمّت مفهمته (صياغته) بواسطة مصطلحات شتّى تبيّن الهوّة بين النظري والعملي، والمكتوب والمعمول به.
وقد دعت د. يحيى-يونس إلى ضرورة إجراء تحليل سوسيو- تاريخي عند الحديث عن المواطنة في حالة إسرائيل، للوقوف على طبيعة مواطنة الأصلانيين ممن بقوا في موطنهم في الجزء الذي أقيمت عليه إسرائيل مقارنة بتلك التي لليهود، والاختلافات الفارقة بين مواطنة المجموعتين، ونوّهت إلى فحص العلاقة بين النكبة والمواطنة، وتقصّي الظروف الفاعلة والمؤثرة في المواطنة في الحقبات التاريخية المختلفة، مع بقاء الأصل الذي يحكم طبيعتها.
في بداية محاضرته وضّح المحامي حسن جبارين الفرق بين حقوق الإنسان وحقوق المواطن، ثمّ تناول المفرق التاريخي والظروف التي شكّلت السياق لفرض المواطنة الاسرائيلية على العرب الباقين في وطنهم عشيّة تأسيس دولة إسرائيل. وقد أشار إلى الأهمية القصوى لدخول مندوبين عنهم إلى الكنيست الأولى (1949) في تعبير عن المواطنة وكوسيلة للتمسك بالبقاء والتأقلم. وبيّن أن أعضاء عرب في الكنيست الأولى طالبوا بالمواطنة، وعرض للجدل حول “الخدمة في الجيش” منذ بداياته، ولصلة الخدمة العسكرية بالمواطنة، ولأهمية المشاركة في انتخابات الكنيست في تنظيم الفلسطينيين في إسرائيل وفي إفراز قياداتهم.
وتناول المحامي حسن جبارين دور “عدالة”، المركز القانوني للدفاع عن حقوق المواطنين العرب في إسرائيل، منذ تأسيسه في أواسط التسعينيات من القرن الماضي في الدفاع عن حقوق العرب ضمن إطار المواطنة أمام المحكمة العليا، وهو الأمر الذي يختلف، بطبيعة الحال، في حالة الفلسطينيين سكان شرقي القدس والفلسطينيين في المناطق المحتلة، حيث برغم المسّ بحقوقهم وتضررهم في كافة المرافق لا يتوجهون للمحكمة العليا وكذلك لا تتوجّه عدالة عنهم، كونهم ليسوا مواطنين. ونوّه جبارين أنّ المطالبة بحقوق مواطنة لدى الفلسطينيين في إسرائيل هي ظاهرة جديدة نسبيّا، يُؤرَخ لها بعد العام 2000 وبتأثير المعاهدات الدولية حول حقوق الأقليات الأصلانية منتصف تسعينات القرن العشرين.تلت المحاضرة أسئلة من الحضور وملاحظات، أجاب عليها المحاضر. هذا وقد أبدى الحضور اهتمامهم بالموضوع وتفاعلهم مع المحاضرة والمحاضر.
ان شا الله بتظل كفر قرع عاصمة للثقافة.