يُحكى أن :حامي الفاتيكان وحامي الحَرمين ؟!!
تاريخ النشر: 01/06/17 | 0:01يبدو ان الفرق بين حامي بالفعل وحامي الوَهم قد اصبح واضحا ولربما ان الامر يحمل في طياتة تناقضات كثيره ولربما ان قَدر العرب وقيمتهم اقل من قدر وقيمة الشعوب الاخرى واذا صحت الرواية فهي لها دلالات ومعاني ما زالت قائمة, حيث يحكى ان ما رغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا الراحله قد سُئلت عام 1982 عن عدم توجهها للامم المتحده قبل شنها او بدأها حرب فوكلاندز مع الارجنتين فاجابت ببساطه ان هيئة الامم للعرب وليس لها, وهي تعني ان بريطانيا القويه ليست كالعرب الضعفاء العاجزين الذين كانوا يتقدمون انذاك الى الامم المتحده بشكوات متتاليه ضد الكيان الاسرائيلي دون ان يفعلوت شيئا, والامر الاخر التي لم تتطرق له تاتشر انذاك هو ان الامم المتحده كانت دوما العصا الامريكيه اللتي يُضرب بها العرب تحت البند السابع والمفارقه ان هذه الاخيره هي التي قسمت فلسطين وهي التي دمرت العراق وكامل الدول العربيه, والامر الاخر ان العرب هم انفسهم من رقصوا العرضه مع المجرم بوش ورقصوها مؤخرا مع ترامب الذي حظي باستقبال في السعودية يرقى الى خيال حكايا الف ليله وليله ” السعوديه”, وما هو لافت للنظر ان حرم الرئيس الامريكي وابنتة لم يغطيا راسهما احتراما لبلاد الحرمين المقدَسين قبلة اكثر من مليار مسلم حول العالم, وما حصل هو ان النظام السعودي مرَر الامر واحتفى بضيوفه وملأ جيوبهم بالمليارات وهؤلاء ذاتهم لم ينسوا باعتبار حركة حماس “حركه ارهابيه” قبل ان يغادروا الاماكن المقدسه متوجهين الى القدس المحتله اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين الذي يزعم النظام السعودي انه حاميها وبالتالي ماجرى هو ببساطه ان ترامب زار بلاد الحرمين الشريفين من اجل المليارات وزار حائط البراق بهدف تثبيت وضعية اكذوبة ” حائط المبكى” ومن ثم ذهب الى بيت لحم لساعة واحده مهينه ولم يذكر لا من بعيد ولا من قريب القضيه الفلسطينية وكما وصفت سيده فلسطينيه زيارة ترامب: جاء الى بيت لحم ك”شمام هوا” شطاح.. لا اكثر… زيارة تثبيت شرعية الكيان وسحب شرعية الحق الفلسطيني..في الرياض وجد ترامب قوم من الانبطاحيين وفي بيت لحم قابل واحدا من صفوف هؤلاء الذين شوهوا التاريخ العربي وسددوا افظع الاهانات الوطنيه للشعوب العربيه والمسلمه!!
يحكى ان باننا نحن العرب اصحاب ذاكرة قصيره ويحكى ان اننا نحمل القاب بلا احقيه ولا افعال ومن بينها ” حامي الحرمين” و”امير المؤمنين” الخ من القاب, وحتى نصل معا الى حقيقة كذب وتضليل الانظمة العربية الرجعيه, فهاكم هذه المقارنة بين دولة الفاتيكان المقامه على مساحة اقل من كيلومتر” 0,44كيلومتر” مربع داخل العاصمه الايطاليه روما وعد سكانها لا يتجاوز ال800 نسمه , ودولة ال سعود المقامة على اكثر من ثلاثة ارباع مساحة الجزيره العربيه وتتجاوز مساحتها ال مليوني كيلومتر مربع وعدد سكانها تجاوز ال 32 مليون نسمه, الاولى وهي الفاتيكان يراسها البابا الاب الروحي للكنيسة الكاثوليكية في العالم والتي يربو عدد أتباعها على 1.147 مليار نسمة فيما تعد مكه المكرمه والحرمين الشريفين اهم معلم اسلامي مقدس اتباعه اكثر من مليار مسلم, والحقيقه الصادمه ان بابا الفاتيكان الحالي فرنسيس الاول قد انتقد ترامب بسبب عنصريته ضد المسلمين لابل انتقد البابا ايضا القنبله الامريكيه المسماه ” ام القنابل” التي القاها ترامب على افغانستان بقوله ” ان الام تمنح الحياه فيما القنبلة تؤدي للموت” و الاهم من هذا وذاك ان زوجة ترامب وابنته غطيا رأسيهما أمام بابا الفاتيكان بموجب البروتوكول المعتمد في الفاتيكان، فيما لم تفعلا ذلك في بلاد الحرمين الشريفين بلاد الاسلام والحجاب واطهر بقعه اسلاميه في العالم كما هو الفاتيكان الاقدس بالنسبه لمسيحيي العالم ,هنا تغطي شعرها احتراماوهناك تكشف رأسها احتقارا لان مضيفها لايهمه مشاعر مليار مسلم ومايهمه هو ابساط ترامب ورقص العرضه وحماية كرسي الحكم في السعوديه ومع هذا يلقب ذاته ب”حامي الحرمين” فيما البابا لا يحظى بلقب حامي الفاتيكان لكنه يحماه و يفرض هيبته ويجعل ترامب ينتظر اكثر من ربع ساعه للقاءه, وعلى الطرف الاخر ترف سعودي وركض على اربعة واحتفاء بترامب ومرافقيه دون اي التزام ببروتوكول “الاسلام” وهو ضرورة ارتداء المرأه حجابا او غطاءا راس مع التاكيد على ان كاتب هذه المقالة يجري فقط مقارنه بروتوكوليه ولا يمثل رايه الشخصي ما يخص حقوق وحرية المرأه.. نحن هنا نقارن حرفيا اكذوبة حامي الحرمين حامل هذا اللقب زورا وواقع حامي الفاتيكان الذي لا يحمل لقب الحامي!!
لن نطيل عليكم هذه المرة وخير الكلام ماقل ودل وهو ان العرب ما زالوا يعيشون في زمن الاساطير والكذب وهذا الذي يزعم بحماية الحرمين ماهو الا حرامي اخر وليس حامي واللتي تهون عليه القدس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين تهون عليه مكه المكرمه والحرمين الشريفين والحقيقه ان موقف بابا الفاتيكان من القدس والقضيه الفلسطينيه اشرف بالف مره من موقف كل من جمعهم النظام السعودي ليجتمعوا مع ترامب ويحرفوا اتجاه البوصله من نحو فلسطين الى ايران وما يسمى بالارهاب اندماجا مع المطلب الامريكي والصهيوني الذي يطالب العرب بتطبيع علاقتهم دون قيد اوشرط مع الكيان الاسرائيلي دون حل القضيه الفلسطينيه… حرامي الحرمين يغدق بالمليارات على ترامب فيما فلسطين محتله واليمن الذي يقصفها بطائرات”حزمه” تموت جوعا ومرضا..البابا يدافع عن حقوق رعيته حتى في فلسطين فيما ما يسمى حامي حرامي الحرمين يفرط بكامل العالم العربي والاسلامي لضمان امن مملكة ال سعود..!!
القضيه لا تتعلق بغطاء راس زوجة وابنة الرئيس الامريكي بقدر ما تتعلق بواقع الانظمه العربيه العميله التي تجرجر الشعوب العربيه الى مربع الاهانة الدينية والوطنيه من اجل كسب ود امريكا والكيان الصهيوني… المقارنة واقعه وشئتم ام ابيتم وشئنا ام ابينا..الفاتيكان ممثلا بالبابا دافع عن الاسلام والمسلمين اللذي منعهم ترامب من دخول امريكا وقابل هذا الاخير في الفاتيكان بكل هيبته وبرودة اعصاب وقليل من الابتسام وكامل الالتزام بالروتوكول البابوي,, فيما ال سعود قد احتفوا بترامب ورقصوا معه العرضه وباعوا العرب والمسلمين للمرة الالف مقابل حماية النظام السعودي.. يحكى ان الحقيقه صادمه وهي ان للفاتيكان حامي ووراءه شعوب متقدمه ومسلحه ايضا ولنقل انها امبرياليه وتمارس هذا الدور ايضا فيما يحكى حقيقة ان الحرمين بدون حامي”سوى الله سبحانه وتعالى” ولا يقف وراءها لا شعوب متقدمه ولا مسلحه والانكى من هذا هو ان هذا هو هدف ال سعود : حرمين للتجاره وشعوب مضطهده ومهمشه ولا دور لها في تقرير مصيرها الذي يلعب ويتلاعب به ال سعود وجماعة جامعة احمد ابوالغيط.. لكن علينا ان لانحبطكم ونقول لكم يحكى ان هذا حدث في فلسطين حقيقة وهو : *ان فريق ترامب الذي زار القدس قد اشترط على فريق كشافة ابناء الارثوذكس الذين استعدوا لاستقبال ترامب عند مدخل المدينه القديمة في القدس في طريقه لزيارة كنيسة القيامه تبديل قمصانهم بسبب وجود علم فلسطين صغير على كل قميص,فاجابوا لن نخلع قمصاننا ولن نبعد علمنا الفلسطيني و نتنازل عن ” شرف” استقبال ترامب.. قالوا لا لترامب ونعم لفلسطين…قالوا لا ;فيما حامي الحرمين المزعوم وكل هذه الهيصه الذي جمعها حول ترامب لم تقل لا واحده .. لا اعتراضا على وصم “حماس” بالارهاب ولا على اعتبار القدس عاصمة الكيان… يحكى ان : حامي الفاتيكان وحامي الحَرمين ؟!!..الاول حامي حقيقي والثاني حرامي محترف..!!
د.شكري الهزَيل