خطبة الجمعة من كفرقرع بعنوان "الخلافات الزوجية"
تاريخ النشر: 24/03/14 | 6:34بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع الموافق 20 جمادى الأول 1435هـ؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك ‘‘الخلافات الزوجية‘‘؛ هذا وأم في جموع المصلين فضيلة الشيخ محمود جدي، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
حيث تمحورت الخطبة حول: لا تخلو علاقة بشرية عن مشكلات تنشأ بين طرفيها، أو خلاف في وجهات النظر يطرأ إزاء موضوع أو مسألة معينة، والعلاقة الزوجية باعتبارها نشاطًا بشريًا ليست بمنأى عن ذلك، فهي شراكة بين طرفين مختلفين باختلاف عقليتهما وخصائصهما النفسية وإمكاناتهما الجسدية التي حبا الله كلاً منهما؛ فافتراضية نشوء المشكلات أمر وارد، لا سيما مع ضغوط الحياة المعاصرة، وكثرة متطلبات الأسرة والأبناء، إلا أن الكفاءة تكمن هنا في إمكانية التغلب على المشكلات وحلها بطريقة سليمة، تخرج بالأسرة إلى بر الأمان، وتزيد أواصر المحبة بين الزوجين..".
وأردف الشيخ قائلاً:" ويستطيع المتأمل في كتاب الله تعالى وسنة نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يقف على أساليب شتى لمعالجة المشكلات الأسرية، سواء تلك التي نشأت بسبب الزوجة أو التي تسبب فيها الزوج، وقد تمخضت النصوص النبوية والقرآنية عن أسلوب رباني لمعالجة الأخطاء الزوجية تتدرج من النصح مرورًا بالهجر وانتهاءً بالضرب غير المبرح الذي لا يكسر العظم ولا ينطوي على مذلة وإهانة للزوجة.
فالزواج مودَّة ورحمة بين الزوجين، يركن كلُّ واحد منهما للآخر، ويكمل كلُّ واحد منهما نقْصَ الآخرِ، فعلى كلٍّ من الزوجين مسؤولياتُه الخاصة.
ومن الطبيعي اختلافُ وجهات النظر بين الزوجين في بعض القضايا، كالاختلاف مع سائر الناس في وجهات النظر، فإذا وُفِّق الزوجان لحلِّ خلافاتهما في جوٍّ تسُودُه المودةُ والاحترام المتبادل، استمرَّتِ العلاقةُ بينهما، ورفرفَتِ السعادةُ عليهما وعلى أولادهما، ومع سوء التصرُّف في معالجة هذه الخلافات، تعصف المشاكلُ بالأسرة، حتى ربما آل الأمر إلى الطلاق وتشتُّتِ الشمل، ولو تأمَّل الزوجانِ بدايةَ هذه الخلافات، لوجداها أشياءَ يسيرةً؛ لكنهما لم يُحسِنا التعامل معها، حتى نفخ الشيطان فيها، فاستفحلتْ وتشعَّبتْ، فصعُب علاجُها.
إخوتي: حينما نطلب أن تكون المرأة متكاملةً في خَلقها وأخلاقها، وبيتها ودينها، فنحن نطلب المتعسر، إن لم يكن متعذرًا؛ فالكمال في النساء قليل؛ فعن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كَملَ من الرجال كثيرٌ، ولم يَكمُلْ من النساء إلا آسيةُ امرأة فرعون، ومريمُ بنت عمران"؛ رواه البخاري.".
وتابع الشيخ حديثه بالقول: أيها المؤمنون: هناك بعض الرجال من ينظر إلى المرأة نظرة ازدراء واحتقار، وكأنها لا حقَّ لها في الحياة الزوجية، فلا يلقِي لها بالاً، ولا يهتم بشعورها وعاطفتها، ويعتبر كأنها سلعة قد اشتراها، كأنها أَمَةٌ رقيقة عنده، له حقوق عليها ولا حق لها، إن احتاج إليها أقبل، وإلا فهو مدبر ومعرض.
وهذه النظرة للمرأة طامَّة كبرى، وهي من أكبر الأسباب في وجود المشاكل في الحياة الزوجية التي تؤدي إلى تصدُّع الأسرة وخراب البيت.
المرأة لها حقٌّ عند زوجها كما لزوجها حقٌّ عندها، ويجب على الزوج أن يعطي الزوجة حقها، وعلى الزوج أن يعلم بأنَّ الإسلام ما رخَّص له أن يشتغل عن الزوجة بعبادة النافلة، لأن إعطاء المرأة حقها هو بحدِّ ذاته عبادة لله عز وجل، فمن أراد أن يتقرَّب إلى الله تعالى فليتقرَّب إلى الله تعالى من خلال إعطاء الزوجة حقها، ألم يقل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ) رواه مسلم..".
وإختتم الشيخ خطبته بالقول: أبعد كلمة الطلاق عن لسانك، واحذر أن تُسْمِعَها هذه الكلمة ولو تهديداً، لأنَّ هذه الكلمة تغيظها، وكذلك تهديدها بالزواج عليها، فالمرأة تغار كثيراً، وتكاد أن تفقد رشدها إذا سمعت زوجها يهدِّدها بالطلاق أو الزواج عليها، وخاصة إذا كانت الأمور تافهة، فلا تكن سبباً في إغاظتها، وبالتالي تكون سبباً في وجود المشاكل الأسرية.
أيها الإخوة: عود على بدء, قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ)). فلا تكن أيها الزوج سبباً في وجود المشاكل الأسرية، فأعطِ الزوجة حقها، واحذر من المنَّة عليها بما تقدمه لها من واجب عليك، واحترم شعورها ولا تغظها بتهديدك إياها بالطلاق أو الزواج عليها..".
جزاك الله كل خير عمي ابا احمد
محمد
هل تريد ان تفرج همومك وتتيسر امورك اذن عليك بوصية الحبيب صلى الله عليه وسلم : ” من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرج ومن كل ضيق مخرج ورزقه من حيث لا يحتسب ” عليكم بكثرة الاستغفار سترون العجب من كرمه سبحانه وتعالى وستتيسر اموركم باذن الله
ارجو النشر