تلوث مياه الشرب وغضب عارم في البعنة
تاريخ النشر: 04/06/17 | 8:22بعد أن أثارت اللجنة الشعبية في البعنة التي أقيمت في الأيام الأخيرة لمعالجة قضية مياه الشرب الملوثة وتغيُّر لونها للأصفر والبرتقالي والأحمر (بلون التراب)، ازداد غضب المواطنين في القرية والتفافهم حول اللجنة الشعبية التي اتخذت القرارات الصارمة من أجل وقف ضخ هذه المياه إلى البيوت وإلزام شركة مياه الجليل بتزويد السكان ومدارس القرية بالمياه المعدنية الطاهرة.هذا وعلى ضوء وصول شكاوى من الجمهور تشير إلى إصابة مواطنين بأوجاع البطن والمعدة، وأخرى تشير إلى ظهور الدود الأرضي في المياه، عقدت اللجنة الشعبية اجتماعها الأول أمس الأول الخميس في بيت السيد احمد الخطيب واتخذت عدّة قرارات أهمها: التوجه للمواطنين المستهلكين للمياه بنداء تعليق دفع فواتير المياه حتى إشعار آخر، ومطالبة شركة مياه الجليل بتزويد القرية بحاويات وقناني للمياه المعدنية ومطالبة الشركة بعدم إصدار فواتير مياه جديدة وإغلاق مكتب الجباية في القرية التابع لها إلى أن يتم الاتفاق على كيفية تعويض المواطنين عن الأضرار الاقتصادية والصحية وإعادة ضخ المياه الصالحة للشرب والطهي كما كانت.
بناء على قرارات اللجنة الشعبية والخطوات الاحتجاجية في هذا الاجتماع، جرى صباح السبت تنظيم تظاهرة حاشدة أمام مكاتب الجباية التابعة للشركة، بالتنسيق التام مع اللجنة الشعبية في دير الأسد الجارة لكون القريتين تشربا من نفس خطوط المياه، حضرها جمهور غفير ونوعي من أهالي قريتي البعنة ودير الأسد ورئيس مجلس البعنة المحلي عباس تيتي وعدد من أعضاء مجلس البعنة المحلي.
وحمل المتظاهرون قناني المياه الملونة المقزِّزة المنظر، عبّروا من خلالها عن امتعاضهم وغضبهم بسبب استمرار هذه الحالة المزعجة منذ حوالي الشهرين، كما استعرض المتظاهرون مستندات طبية لمواطنين اضطروا لإجراء فحوصات طبية في المستشفيات بسبب آلام في البطن وأعراض ربما يكون سببها شرب المياه، وذلك تأكيدا لرسالة شركة مياه الجليل التحذيرية للمستهلكين في القرية، والتي تعترف بها أن المياه لا تصلح للطهي والشراب، وأكد بعض المشايخ أن هذه المياه غير صالحة شرعيا للوضوء أيضا. ثم انطلقت حافلة باص استأجرها المجلس المحلي وسافر المشاركون في التظاهرة لمكاتب شركة مياه الجليل في سخنين دون موعد مسبق، التقوا هناك بمدير الشركة مصطفى أبو ريا ومهندس الشركة، وتم تبليغ إدارة الشركة بمطالب اللجنة الشعبية والمجلس المحلي العادلة، مؤكّدين على إلزام الشركة بتزويد القرية والمدارس بمياه الشرب فورا. وبدوره وعد ابو ريا القيام بتزويد القرية بمياه الشرب عن طريق حاويات خاصة وقناني المياه المعدنية بمهلة زمنية يبدأ العمل بتوزيع المياه لا تتجاوز يوم الثلاثاء القادم.
وبعد عودة المتظاهرين للقرية دعا رئيس المجلس المحلي الأهالي واللجنتين الشعبيتين في دير الأسد والبعنة لجلسة مجلس محلي طارئة، جرى خلالها التداول في الخطوات المستقبلية أهمها: قرارات اللجنة الشعبية آنفة الذكر، ووعد المجلس المحلي بتمويل فحص من قبل خبراء مختصين مهنيين لصلاحية أو عدم صلاحية المياه، وتصعيد المعركة ضد شركة مكوروت المزوِّدة بالمياه وتحميله وشركة مياه الجليل مسؤولية الأضرار الصحية نتيجة استعمال هذه المياه. كما وأجمع الحضور على ضرورة الضغط على شركة مياه الجليل ومكوروت لوقف ضخّ مياه البحر المُحلّاة الملوثة، وإعادة ضخّْ المياه الجوفية للقرية حالا، والضغط بعد ذلك من أجل إبقاء ضخ المياه الجوفية كل الوقت.وتطرّق الحاضرون لضرورة فحص خطوط المياه الجديدة في أحياء القرية، والتي تم إعدادها وطمرها بالتراب والحجارة بطريقة لا تتناسب مع المواصفات المهنية، وشدّدوا على أهمية وحدة الصف البعناوية من أجل الخروج من هذه الأزمة مرّة وللأبد. وأكد أعضاء اللجنة الشعبية أنهم سيواصلون نشاطهم مع جميع المؤسسات في القرية والتنسيق مع اللجنة الشعبية في دير الأسد لتجاوز أزمة المياه الملوثة والعمل على إعادة إدارة مياه الشرب والمجاري لسلطة المجلس المحلي.هذا وقدّم النائب د. عبد الله ابو معروف اقتراح بحث مستعجل في لجنة الداخلية البرلمانية لمناقشة موضوع المياه الملونة في البعنة ودير الأسد، وقضية ضخ مياه البحر المكرّرة لعدد من القرى في الشمال وخاصة البعنة ودير الأسد ومجد الكروم والرامة وجديدة المكر