لقطات رمضانية!
تاريخ النشر: 13/08/11 | 7:10لقطات رمضانية سجلتها صديقة الموقع المواظبة دانية صعابنة من كفرقرع:
اللقطة الأولى:
إستيقظتُ في صباح مشرق من أيام هذا الشهر الفضيل..وأنا بكاملِ سعادتي, فها أنا في هذا الشهر المبارك شهر رمضان تستعد كل جوارحي وكل كياني للأقدام على الطاعات وقد أخذتُ عهداً على نفسي بأن يكون رمضان محطةَ تغييرٍ دائمة في حياتي..
وبدأت أرسم خطة عمل لهذا اليوم..سأصلي سأقراُ القرآن سأسس..وفجأةً! إهتزَ البيتُ على صوتِ دويٍ قاسٍ, فقمتُ من فراشي فَزِعةً إلى مصدرِ الصوْت,
“لا حولَ ولا قوة الا بالله!!”
فتيان يحرِقونَ نقودهم! نعم يحرقونها بالمفرقعاتِ والالعابِ النارية!!
لا بل أنا أسميها الجرائم النازيّة!!
لا تنفع بل تَضرّ ليست إلا ازعاجاً للناسِ وتبذيراً للنقودِ وقد تكونُ خطراً عليهم أيضاً..أينَ الآباء؟؟
أينَ الأمهات؟؟ الآباء في العمل والامهات مشغولات في مطابخهن يعددن الطعام, وكأنهك يتناسَون ان التربية اهم من كل هذا!!
اللقطة الثانية:
بعدَ إفطارٍ شهيٍ مع عائِلتي توضّاتُ وخرجتُ إلى صلاةِ التراويحِ بإحدى مساجِد البلدة..قلبي فرحٌ ويزداد فرحاً يوما بعدَ يوم.
فأنا انتظِر هذهِ الصلاة من َ الصباحِ الباكِر ففيها تتلاقى القلوبُ وتتصافحُ الايدي المؤمنة و…ووو …قطعَ حبلَ أفكاري صوت الموسيقى الذي يطغى على صوتِ الآذان وأنا اردد معه !! و” لا حولَ ولا قوة الا بالله ” !! شكلُ هذا الشاب المستهتر الضائع التائه الذي يحرك عجالَ سيّارتهِ يمنَةً ويسرةً كما ويحركُ عينيْهِ باحثاً عن فريسة !!
وأمامهُ الشيخُ الكبيرُ يقطعُ الشارِعَ مهروِلاً إلى الصلاةِ والشاب غير مكترثٍ فلولا لطفُ اللهِ لدُهس الرجل!
اينَ الاحترام ؟؟ اين الاداب ؟؟ اين الذوقيات ؟؟ أأصبحنا أجلكُم الله “كالبهائم!!”
نأكل ونشرب نلهو ونلعب لا يعلم من هذا الشهر الفضيل إلا أنه شهر الاغاني والمسلسلات الهابطة وباب الحارة ولا حول ولا قوة إلا بالله!!
اللقطة الثالثة:
تِلك الأمّ الطائِعة..جالسةٌ بينَ يَدي اللهِ تَبكي ودموعها تملأُ عينيها رافعةً يديها إلى السماءِ تطلُب من الله المغفرة, وما تلبث أن تجفف دموعها حتى تنزل أخرى, أولادها الصغرُ يقرأون القرآن وبناته يساعدنها بترتيبِ المنزِل وقد أدرن التلفازِ على أحدِ الدّعاةِ وزوجها في العملِ ليعودَ وقد صلى مع زملاءِه في العملِ وهو يحثهم على الصّوم رغم مشقّته هذه الأيام.
وتلكُ الأم التي عاثَ اولادها في البيتِ فَساداً من تكسيرٍ ولعبٍ فتطردَهم إلى الخارِجِ ليمضوْا اوقاتهم مع أصحاب السوء يضايقون هذا ويسخرون من ذاك في نهار العبادة نهار رمضانومعهم تلك الالعاب النرية, وبناتها على الماسنجر يتحدثن مع هذا وذاك ايضاً في نهار رمضان!!
(على الاقل لا يزعجن امهن!!)
وزوجها في المقهى يضيع وقته فلا صلاة ولا عمل ولا ما يحزنون…!
وهي بعد ان ترتاح من الجميع تفتح شاشة التلفاز لترى ماذا تعد الشاشة القديرة من وجبات منتهية الصلاحية في شهر رمضان!
“لا حول ولا قوة الا بالله!!”
أين الرقابة؟ أين مخافة الله؟ إجعلنا الله أهون الناظرين الينا ؟؟
الختام:
أنه هبةٌ من الله سبحانه وتعالى لعباده..هذا هو الشهر الكريم فيه تصفد الشياطين ويغلق باب النار وتفتح أبواب الجنة..ينزل الله بجلالة وعظمته الى السماء الدنيا فيقول هل من سائلٍ فأجيبه هل من تائبٍ فأتوب عليه؟!
فماذا نرد؟؟ بسهراتٍ تستمر حتى ساعات متأخرة في اليل وهو وقت الدعاء والاستجابة, بمسلسلاتٍ متنوعة وأغاني وتجوال في ساعات اليل المتأخرة!!
إلا يا عباد الله! توبوا فباب التوبة مفتوحٌ حتى تطلع الشمس من مغربها, إسجدوا بين يدي طائعين له راكعين ترجون رحمته وتخشون عذابه أنه فرصة! نعم فرصة ٌ لمن قَصّر مع ربهِ ومن منا لم يقصّر؟؟ فرصةٌ لكل فردٍ منا..أن يتوب.