عمل لجنة الزكاة الموحدة في كفر قرع

كفر قرع البلد المعطاء، يقدم دائما مثالاً يحتذى به في عمل الخير، ومنذ أكثر من ثلاثين سنة تأسست لجان زكاة وتفرعت وتعددت، الى أن تمّ توحيدها في لجنة الزكاة الموحدة، وهي العنوان الرئيسي للزكاة وتفريعاتها، والتي تعمل على مدار السنة بجد واجتهاد على جمع وتوزيع الزكاة على مستحقيها، علماً أن أكثر أموال الزكاة تًجمع في شهر رمضان طلباً لمضاعفة الأجر والبركة.للجنة الزكاة دور طلائعي في مساعدة الأهل والعائلات المحتاجة، تجمع أموال الزكاة من أهل الخير والميسورين، وكذلك من عموم أهل البلد، وهي لا شك تخفف من المعاناة وتسهم في إدخال الفرحة على كثير من العائلات بأطفالها، رجالها ونسائها، بما تُجمعه من أهل الخير مشكورين ومأجورين.

يقول الحاج عبد الرحيم أبو فنة :” لجنة الزكاة الموحدة تعمل منذ نحو عشر سنين، وكان توحيد لجان الزكاة في كفر قرع مطلباً ملحاً ومهماً، ويرجع بالأساس الى سببين، الأول أنه عندما كنا نطلب الزكاة من الميسورين ، باسم لجان الزكاة التي حينها كانوا يسمونها الشمالية والجنوبية، وهذا كانوا يؤدي الى اضعاف الثقة باللجنة ، والتساؤل الذي كان يُطرح ويُقال لنا بصراحة، اذا كنتم غير متفقين مع بعضكم البعض، كيف تأتون تطلبون الزكاة، وهذا ما يتوجب عليكم فعله، هذا في قضية الجمع، أما عند التوزيع، فكان المحتاج يستغل الفرصة بوجود أكثر من لجنة، ويأخذ من الطرفين في آن واحد، وهذا سبب عجز مالي، لأننا حينها كنا نوزع لكل الناس وكذلك الطرف الثاني، علما أن عدم وجود ازدواجية في التوزيع، يمكّن من توسيع دائرة العائلات التي يمكن مساعدتها بشكل أفضل” .وأضاف:” وفعلا تم توحيد اللجنتين بتوفيق وفضل من الله تعالى، في لجنة الزكاة الموحدة، وهي منذ ذلك الحين تعمل بجهد وعمل مشترك وشفاف بدون أي إشكالات ، وتعمل على قلب رجل واحد، ونحن نعتبرهذه اللجنة امتداداً للجان زكاة سابقة، وحقيقة لجان الزكاة تأسست مع تأسيس الحركة الإسلامية في كفر قرع بداية سنوات الثمانين من القرن الماضي، مأكدين أن توحيد لجان الزكاة قوى من عملها والتجاوب معها”.

عن أهداف لجنة الزكاة الموحدة يقول الأستاذ أسامة مبدى مصري:” لجنة الزكاة لها أعمال وأهداف كثيرة، من أحد الأهداف هو مساعدة الفقراء والمساكين، وهي بالأساس تجمع أموال الزكاة والصدقات وفدية الصيام وزكاة الفطر وكفارة اليمين، كما أن لجنة الزكاة تساهم في حل بعض الإشكالات الزوجية، وكذلك المساعدة في الحالات الطارئة كنشوب حريق في احدى البيوت، بالإضافة الى التواصل مع أهل البلد من ناحية دعوية واجتماعية ودينية، وتساعد وتساهم بشكل قوي بالتعريف بالزكاة، وأنها ركن من أركان الإسلام الخمسة، وتنشط بتقديم الشروح عن الزكاة وتفصيلاتها، وتعدّ مرجعا للاستفسار حول الزكاة وعنوانا لجمعها وتوزيعها”.يضيف الأستاذ أسامة:” أن أعضاء لجنة الزكاة الموحدة يتشكل من أئمة مساجد كفر قرع، بالإضافة الى تمثيل يتضمن الكثير من العائلات، وذلك بهدف تسهيل وتوسيع التواصل والثقة، مما يساعد على أداء لجنة الزكاة لمهامها جمعا وتوزيعا،على ان يتوفر شرط الأمانة والثقة من جهة وخبرة ودراية في جمع وتوزيع الزكاة ومعرفة الناس من جهة أخرى.

وعن آليات عمل لجنة الزكاة الموحدة يقول الحاج عبد الرحيم محمود أبو فنة :” تعقد لجنة الزكاة قبل شهر رمضان اجتماعاً لأعضاء لجنة الزكاة الموحدة، ونضع خطة عمل للجمع في شهر رمضان، ونوزع الميسورين على فرق ونقوم بزيارتهم، وفي نفس الوقت قسمنا المكاتب في المساجد وغيرها، ونصدر منشورا مشتركاً، ومطويات، وهذه محفزات، نوضح فيها للمجتمع وللجمهور القرعاوي كيف نعمل ، هكذا تجمع الزكاة الموحدة وهكذا توزع” .
ويشير الأستاذ أسامة مبدى مصري :” بأن الزكاة تجمع أغلبها في شهر رمضان، وأحيانا أيضا في باقي السنة، هذه الزكاة تجمع وتُصرف على العائلات المحتاجة في عدة مراحل، المرحلة الأولى تُصرف عشية عيد الفطر، المرحلة الثانية عشية عيد الأضحى، والمرحلة الثالثة عشية افتتاح السنة الدراسية، والمرحلة الرابعة عشية حلول شهر رمضان من السنة المقبلة، وعلى مدار السنة في الحالات الصعبة والمستعصية والتي بحاجة الى عوْن فوري، وتجمع الزكاة من أصحاب الأموال الميسورين، ومن عموم الأهل بخصوص زكاة الفطر، وطبعا أموال فدية الصيام والكفارات وما الى ذلك، بالإضافة الى الجمع من خلال المكاتب المتوزعة في مساجد القرية”.ويضيف هنا الحاج عبد الرحيم :”الصراحة عوّدنا أهالي كفر قرع أن نزورهم في بيوتهم ، فزيارة الميسورين أسهل وأفضل أن يأتي هو عندك على المكتب، فعندما تزوره يتم شرح الكثير من الأمور قد يكون غير متنبه إليها، ويتم الإجابة عن كثير من التساؤلات”.وعن مدى تجاوب الأهل مع لجنة الزكاة يقول:” قضية التجاوب تتحسن عاما عن عام، لكن هناك حاجة ملحة للتحسين أكثر، وهناك مشكلة في بعض الأحيان، وأقولها لو أخرجت كفر قرع صدقة الفطر وفدية الصيام وكفارة اليمين والزكاة لكفت حاجة كفر قرع من الزكاة، ولو أخرجت الزكاة كما يجب لسدت حاجة المحتاجين في كفر قرع وضواحي كفر قرع ، بمعنى أن الناس لا تُخرج الزكاة ، على أصولها”.ويتابع:”بدورنا نحن نشرح لعموم اهل البلد، في خطب الجمعة وفي المناشير، بأنه لا يجوز اخراج الزكاة لخارج كفر قرع حتى تكفي حاجة أهل البلد، ومن الناس من يقوم بإخراج الزكاة الى سوريا أو غزة أو الأقارب في الخارج، نحن نكرر ونقوم بالشرح لماذا تقوم لجنة الزكاة بجمع الزكاة وكيف يتم توزيعها، وأن إعطاء وتوزيعها من قبل لجنة الزكاة يضمن الحفاظ على شعور المحتاج وستر حالته، بدل أن يكون عنده إحساس أنه مدين لمقدم الزكاة بشكل مباشر، وكأنه يمنّ عليه، الزكاة هي حق للفقير، كتبه وفرضه الله سبحانه وتعالى، والأفضل والأحسن والأصح أن تعطى للجنة الزكاة الموحدة لأنها هي عنوان الفقير والمحتاج”.يقول الأستاذ أسامة:” نعم تجاوب أهل البلد مع لجنة الزكاة الموحدة هو بارتفاع متواصل في كل سنة خلال العشر سنوات الأخيرة، التجاوب جيد، لكن بصراحة الأمر بحاجة الى تحسين، لقد جمع في العام الماضي تقريبا مبلغ نحو 2 مليون شيقل، وتم توزيعها على 400 عائلة، بحسب المواسم والمراحل التي التي ذكرت، لكن هذه الأموال من الزكاة لا تكفي ولا تسد حاجات الفقير والمسكين والمحتاج في كفر قرع، فبحسب عدد سكان كفر قرع والوضع الاقتصادي الجيد نسبيا فيها، يجب أن يكون جمع أموال الزكاة أكثر بكثير مما عليه حتى اليوم، من هذا المبلغ، ونحن نطمع دائما للمزيد بهدف سد أكبر من احتياجات المحتاجين”.

عن كيفية ومعايير توزيع الزكاة على مستحقيها يقول الحاج عبد الرحيم أبو فنة: “لجنة الزكاة مركبة من 32 عضو-في الجلسات الرسمية للتوزيع تجلس لجنة مصغرة- وهؤلاء يعرفون تقريبا ويغطون معلومات عن كل أهل كفر قرع، ونتأمل أن نكون صادقين وصائبين في قرارتنا ، لأنه مثلا يصعب علينا أن نأخذ معلومات دقيقة من التأمين الوطني أو الدوائر الرسمية، كما أن لكل لكل انسان أو عائلة خصوصيات، ومع ذلك هناك معلومات كافية ونقوم بالتحقق منها، وبالتالي يمكن البناء عليها خلال عمليات التوزيع واختيار المستحقين من أموال الزكاة” .ويضيف:” نجتهد ونسأل الله أن نصيب في اجتهادنا، نحن نتابع حالات كفر قرع الاجتماعية منذ عشرات السنين، كفر قرع قبل 20-25 سنة بالصعوبة كنت توزع الزكاة على خمسين عائلة محتاجة، اليوم نحن نوزع ونغطي نحو 400 عائلة قرعاوية، والمبلغ المقتطع لكل عائلة وفي كل موسم يزيد من سنة الى سنة ، وهو من 600 شيقل الى 1000 شيقل ، وبصراحة هذه المبالغ لا تكفي ولا تسد بشكل كامل حاجة الفقراء والمحتاجين، ولكنها تخفف عن هذه العائلات وتساعدهم في استقبال رمضان والعيدين والمدرسة، ونحن نطمع دائما ان نزيد الأموال التي نجمعها من الزكاة وسد حاجة أكبر عدد، ونسأل الله أن يوفقنا لذلك بمساعدة أهل الخير والميسورين”.ويتابع:” علما ان هناك معونات أخرى تقدم خارج اطار الزكاة الموحدة، من طرفنا هناك الطرود الغذائية، وكذلك نعمل مع جمعيتين، ونوزع على مدار السنة مرتين في اسبوع من هذا الجمعيات، جمعية ” لقط” توفر مواد غذائية وخضاروفواكه نوزعها على الفقراء والعائلات المستورة، وهناك جمعية ” لتت”، والتي تعمل على توفير الطرود الغذائية وكذلك منتوجات الحليب، ، كما ونقوم بتوزيع لحوم العقائق وغيرها من اللحوم المتوفرة”.

وهل لطلاب العلم الجامعيين قسط من أموال الزكاة؟!عن هذا التساؤل يجيب الأستاذ أسامة مبدى مصري:” هذا الموضوع طرح عدة مرّات في لجنة الزكاة، وبما أن مبالغ الزكاة لا تكاد تكفي لسد حاجات البيوت المستورة، كان القرار حاليا ان لا توزع المنح الدراسية ، مع الإشارة أن في البلدة الكثير من طلاب العلم، لكن عند توزيعنا للمستحقين للزكاة نأخذ بشكل واضح بالحسبان العائلات التي يكون فيها طلاب علم جامعيين، ونقوم بمساعدتهم ضمن توزيع الزكاة على الفقراء والمحتاجين، وهذ الأمر على الأقل يسهم في التخفيف على طلاب العلم وعائلاتهم، وان شاء الله يأتي يوم ونقوم بجمع أكبر من أموال الزكاة ، ونخصص منها حصة وقسط لطلاب العلم الجامعيين، وطبعا لا يخفى على أحد أن هناك أولويات في توزيع أموال الزكاة”. ويضيف:” المحلات التجارية من خارج البلد تعطي قسما من زكاة أموالها للجنة الزكاة الموحدة في كفر قرع ، لكن أعتقد ليس بالقدر والنسبة المطلوبة، والأمر بحاجة الى مراجعات، قد تحسن من هذه الناحية وتزيد من نسبة إخراج الزكاة للبلد من قبل اصحاب المحلات التجارية الذين هم من خارج سكان كفر قرع، ولعلنا نسمع قولا بهذا الخصوص من قبل مشايخنا والمفتين لتوضيح وتعميم الأمر بشكل أفضل .
يقول الحاج عبد الرحيم محمود أبو فنة :”رسالتنا لأهلنا الأحباب عشية عيد الفطر أن يراجعوا حساباتهم في تأدية الزكاة، الزكاة فرض من فروض الله، كما وجب علينا الصوم وجب علينا الزكاة، يجب ان نراجع أنفسنا، القضية واجبة وليست صدقة، الزكاة فرض، واذا أخرجناها كما يجب فساعتئذ أستطيع أن أغطي حاجة اهل كفر قرع بشكل كبير وأقطع دابر الفقر في القرية ، وأطهر نفوس الناس من الشح والبخل” .بدوره قال الأستاذ أسامة مبدى مصري:” رسالتنا في العشر الأواخر من رمضان نقول ونهيب وننادي بصوت عال للأهل وخاصة أصحاب الأموال، والضمائر الحية والهمم العالية، عجلوا في إخراج أموال الزكاة بأسرع ما يمكن وعلى أفضل ما يمكن” .
محمود ابو عطا