نصائح أب لإبنه عندما قرّر ان يلبس “بدلة” الزعامة.!!
تاريخ النشر: 18/06/17 | 9:51 أما يا بني – وقد بلغت من العمر عتيا, وصبغ الشيب رأسك, وجلست على موائد السلطان ,حتى تخمت. وعملت لدنياك ,حتى فاضت خوابيك, وأكلت من لحوم شعبك ,حتى كبر كرشك..وأكلت من سكر الحياة, حتى أصبت بمرض السكر. فقد جاء دور روحك, فلا بد ان تغسل جسمك من الدرن, وتظهر روحك من العفن, وتلبس ثوب الوطن, بعد ان أشبعته ضربا ومجن . وتدور للزعامة من اليمين, بعد ركبتها من الشمال.وتسير امامها من الامام, بعد “لعنت أبيها واجدادها منذ الخلق.!
يا ولدي – هذه نصائحي ,فخذها واعمل بها ,فقد ورثناها عن أجدادنا العظام, فهي تُنقل من جيل الى جيل, ومن مكان الى مكان, مكتوبة على صفحات سفر العائلة, الموجود في مقام جدنا الأول, رحمه الله وطيب ثراه…
النصيحة الأولى: يا بني إمحَ تاريخك .! اذا سألاك عن أصلك, فقل أصلي من فيافي نجد. أجدادي وآبائي وأعمامي , انسحبوا مع جيش الخلافة العثمانية الى اسطنبول, ولم يشاركوا في تنصيب الإنجليز ملوكا علينا. وان جاءكم خبر عنا ,إننا كنا “نزقط” الثوار, فهذه فرية ابتدعها أبو دره كي يخفي جرائمه. وان جاءكم خبر أننا كنا “ن سمسر” الأرض لليهود فلا تصدقوا. فالذين يقولون هذا ,هم الذين تركوا أرضهم من غير زرع. فنحن سلمناها لليهود رحمة بالارض,وعملا بالمبدأ القائل الأرض لمن يزرعها.! واما ان سألاك عن علاقتك بالدولة العبرية الوليدة ,فقل لهم إنكم تعرفون مقدار رحمة وشفقة عائلة العبقري بالأطفال الصغار. ولذلك رعيناها صغيرة ,وتعهدناها شابة. ولما أصلب عودها ,تركتنا فتركناها, ورجعنا الى وطننا “لننعشه” ,بما لنا من خبرة اكتسبناها من الدولة العبرية.! -يا بني- أما وقد اختلط الحابل بالنابل..واختلطت أوراق اللعبة .. وأنك لا تستطيع في هذه الأيام التفريق بين البستون والقبة ,فاغتنم الفرصة وكن الجوكر, الذي “يقشُّ” كل الاوراق..لم لا- ألا تنتمي الى عائلة ,ضربت جذورها في أعماق التاريخ !
النصيحة الثانية: يا بني – إلعنْ.! يا بني – ولكي يخلو لك الساح ,فاجعل من فمك باب فواح, وعلى كل المنابر صياح.. العن الحزب والجبهة. وقل انهم ابناء غجرية ,ولدتهم في الكرملين, وانهم انضموا الى الزنادقة, في العصر الاسلامي الاول, وان الهجانا كانت منهم, وهم الذين حرقوا الاقصى.!
وقل عن أبناء البلد , أنهم أبناء إبليس, صُنعوا مثله من نار, وهم الذين اغتالوا عز الدين القسام, وحاربوا مع الصليبين, ضد صلاح الدين. وهم الذين هربوا للمستوطنين اليهود ,الدجاج والبيض عندما سلبوا المراح.!
يا بني- واذا سالوك ,عن شيوخ الحركة الاسلامية, فقل هؤلاء الذين تخاذلوا عن نصرة الحسين, ويصلون في النهار ,و”يحرقون” النبات في الليل, وهم الذين “يزنون” بأموال الزكاة.! ,وهم الذين أشاعوا حادثة الإفك.! يا بني- إحرقهم جميعا ,لا تبق أحد, كي يخلو الميدان لحميران ! ألا تعرف ,أنه كان اسم أحد أجدادنا .. حميران بن حرّان !؟
النصيحة الثالثة – “خَربط ْ” تاريخك .! يا بني- قل لهم : أن طرفة بن العبد, كان عبدا حبشيا ,صادوه من مجاهل أفريقيا. و المعلقات كانت مشانق, كانوا يشنقون بها, كل من استحم في عين زمزم. و خالد بن الوليد ,كان راعيا للنوق عند بني ذهل. و القادسية كانت “طوشة” ,بين سكارى عبدة النار, في بلاد فارس.والمتنبي كان عبدا مخصيا , يسقي الخمرة, على موائد السلاجقه. و ابن سينا كان راعيا, لإبل بني الأحمر. و القسام كان متسولا في ساحة الحناطير. و محمود درويش ,كان يدق على الدفوف لسعدان الغجر.وقل..وقل..
إنظروا الى اليهود, كيف ان حبه يذنجانهم, في حجم رؤوس بغالنا, وان موزهم, في طول عصاة موسى ..وان بطيخهم, بحجم قفا شيوخ الخليج.! فهم الذين اخترعوا النار..وان مياه نهر النيل, تسيل من بين ايديهم.. وهم الذين بنوا جبال الالب..وصنعوا القطبين الشمالي في تل ابيب , والجنوبي صنعوه على انقاض بيسان.! والآن أنا جئتكم – أيها الناس- يا شعبي.. يا أهل بلادي ,كي أنقل لكم ,ما تعلمته من خبرة اليهود.! الآن عرفتم يا إمتي , لماذا انا “مشيت ” مع اليهود.!” فامشوا معي.
النصيحة الرابعه: خالفْ تُعرفْ.! أما يا بني – وقد عزمت على تبوأ الزعامة.. فأول أصولها ان تكون مخالفا ,لكل ما كان ,وما هو كائن ,وما سيكون , كي تبرز وتظهر ! فاذا قيل ان صلاح الدين, أعاد للمسلمين بلادهم, فقل مثلا انه لم يكن قائدا للمسلمين في معركة حطين, بل كان سقاء ماء للجنود.! واذا قيل ان في البلد أزمة مواصلات, فقل ليعود الناس الى الحمير.! واذا قامت مظاهرة للمطالبة بإرض مسلوبة ,فقل للناس اصحابها باعوها. واذا اشتد النقاش فقل : “انا كنت ” قاعد ” على البيعه!” واذا قالوا ان البلدية ,لا تقوم بواجباتها اتجاه سكان البلد فقل : فليرحلوا ان لم تعجبهم.! وان قام الناس بإضراب ,فلا تضرب معهم , وقل دائما, ان الضرب الأسداد بالأخماس أفضل.! فاضرب بيدك على اسماعك, كي لا تسمع هتافاتهم, وتجول في طرقات البلد, ضاربا على أوتار الخوف واليأس لدى الناس.!
يا بني – خالف تعرف..فكن مثل صفيرة الحِداد ,التي تطلقها دولتنا ,كي تخرس كل ترانيم الأمل والحياة..وقم بنشر اليأس بين الناس, واصنع من نفسك “جربحية”, كي “يتجربح” بك كل من أصابه اليأس والخذلان.! خالف تعرف.!
بقلم : يوسف جمّال – عرعرة