لندن تحترق

تاريخ النشر: 14/08/11 | 2:15

 بقلم: حسين أبو السباع 

تعرضت  العاصمة البريطانية لندن هذا الاسبوع لأعمال شغب عمت المدينة، بدأت يوم السبت 6 أغسطس في حي توتنهام شمال لندن، ويسكنه عدد من ذوي الأصول المتعددة، بعد مظاهرة احتجاج على مقتل شاب بريطاني من أصول إفريقية برصاص الشرطة.

وامتدت أعمال الشغب إلى عدة أحياء في لندن؛ مما دفع قوات الشرطة إلى مجابهة الشغب، واستخدام خراطيم المياه لفض المشاغبين، وذلك لأول مرة في تاريخ المملكة البريطانية أن تعمد إلى هذه الطريقة في التعامل مع المتظاهرين.

احتشد نحو 300 شخص خارج محطة الشرطة في شارع “هاي ستريت” يطالبون بـ “العدالة” بعد قتل الشرطة لشاب يدعى مارك دوغان كان يبلغ من العمر 29 عاما، وهو أب لأربعة أطفال.

وكان دوغان، لقي حتفه برصاص الشرطة أثناء عملية اعتقال تم خلالها توقيف سيارة أجرة كان على متنها الخميس، وفق “المفوضية المستقلة للشكاوى ضد الشرطة”، ولم تشر المفوضية إلى أسباب إطلاق النار على دوغان أو دواعي توقيف سيارة الأجرة، واكتفت بالإشارة إلى بدء تحقيق مستقل في الحادثة، وذلك حسب هيئة الإذاعة البريطانية “BBC”.

وتواصلت أعمال الشغب والعنف ضد عناصر الشرطة، عندما دهست سيارة مسرعة عناصر شرطة أثناء ملاحقتها لمثيري الشغب، ما أدى لإصابة ثلاثة من رجال الأمن بجراح متفاوتة، كما أضرم المحتجون النار بأحد المحال في منطقة “توتنام”، وامتدت أعمال الشغب إلى مدن أخرى في بريطانيا، مثل مانشستر، وأحرقت مبان ومتاجر وسيارات، وتعرضت مراكز تجارية للنهب، وقامت الشرطة باعتقال المئات من المشتبه بهم. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن حكومته ستعمل كل ما هو ضروري لاستعادة النظام بعد أعمال العنف والشغب التي اجتاحت لندن ومدناً أخرى في بريطانيا خلال الأيام الماضية. وأعلن كاميرون نشر حوالي 16 ألف شرطي في شوارع لندن للحفاظ على الأمن، كما دعا إلى جلسة استثنائية للبرلمان لبحث هذه الاحداث. وصفت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي، أعمال الشغب هذه بـالـ”نشاط الجنائي البحت”، متوعدة بمساءلة كل مدبريها. وقالت: “لا يوجد أي مبرر أو تفسير لهذا العنف والنهب، وأعدكم أننا سنعاقب كل المسؤولين عن ذلك”.

وذكرت الـCNN أن الشرطة البريطانية اعتقلت ما يزيد على مائة شخص، ليل الأحد، بالإضافة إلى 61 آخرين اعتقلوا يومي السبت والأحد، وتوجيه الاتهام إلى 17 منهم.

وقالت الشرطة إن مجموعات من الشباب تواصل استهداف المحال، إلا أن السلطات الأمنية قامت بإرسال المزيد من التعزيزات إلى شوارع المنطقة التي يجتاحها العنف منذ السبت، وندد داونينغ ستريت، مقر الحكومة البريطانية بالأحداث في بيان، جاء فيه: “أعمال الشغب في توتنهام الليلة الماضية أمر غير مقبولة البتة.. فليس هناك ما يبرر الاعتداء على الشرطة أو العامة أو الممتلكات”.

وكانت الاحتجاجات قد بدأت بصورة سلمية، ليل السبت، بتجمع نحو 30 من أصدقاء وأقارب الضحية، أمام مركز شرطة توتنهام احتجاجاً على مقتله، ومع توسع نطاق الاحتجاج وتزايد أعداد المحتجين، تصاعد التوتر في المنطقة، وألقى الحشود الحجارة والزجاجات الفارغة على سيارات الشرطة، وأضرموا النار فيها، أثناء محاولاتهم إغلاق الشارع الرئيسي في توتنهام شمالي لندن، بحسب ما نقلت السلطات البريطانية، وأضرمت الحشود الغاضبة النيران في حافلة عامة بجانب بعض المباني، وشوهدت ألسنة اللهب وهي ترتفع مضيئة سماء المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة