هلِّت ليالي ….
تاريخ النشر: 09/07/10 | 9:20بقلم:يوسف جمل – جت المثلث
هي سنة الحياة في الزواج وهي فرحة الأهل والأقارب والأصحاب , وهي بناء بيت جديد من بيوت المجتمع وهي التكاثر والتناسل واستمرارية الحياة على هذه الأرض . هي نهاية وبداية ….هي نهاية مرحلة العزوبية والخطوبة وبداية مرحلة الحياة الزوجية والارتباط المقدس وتكوين العائلة والبيت . هي نهاية نمط حياة وبداية نمط آخر فيه المسؤولية والشراكة والالتزام والاهتمام .
هي نهاية جدول القسمة على واحد وبداية جدول القسمة على اثنين وفي ما بعد على ثلاثة وعلى أربعة وهكذا إذا ما اتسعت رقعة العائلة أو البقاء في جدول الاثنين أو الرجوع إلى جدول الواحد إذا ما كان فراق بوفاة أو طلاق , أو جدول الصفر عندما إليه ترجعون.
هي نهاية سعادة أو شقاء وبداية شقاء أو سعادة , وكل الاحتمالات واردة !!
ربما ينتقل الإنسان من سعادة إلى سعادة توازيها أو تفوقها وربما ينتقل من شقاء إلى شقاء يقاربه أو يفوقه أو ربما تكون الأمور معكوسة وما التوفيق إلا من عند الله .
وما بين نهاية مرحلة العزوبية وبداية مرحلة الزواج يكون الانتقال من خلال الزواج أو العرس أو الفرح أو الزفاف .
والخروج من العزوبية إلى الخطوبة ومن ثم إلى العرس والزواج له مراسيم وبروتوكولات ونظم صار الحال بها كما كرة الثلج التي كلما تدحرجت كبرت وثقلت وشكلت حجماً كبيراً من الأعباء والثقل والالتزامات وبالتالي استهلكت واستنفذت الجهد والتعب والإعياء والإرهاق والأعباء الاقتصادية والتوترات العائلية والاجتماعية وحصدت الساعات والأيام والشهور وضيعت واستنزفت كل أخضر ويابس حتى يتم الزواج السعيد !
كرة الثلج كبرت بما صرنا نضيف عليها من أحمال ونخترع لها من إضافات وزيادات وبهارات ليس لها داع ولا ضرورة وكل ذلك حتى يكون العرس أفضل ويدخل في سباق العرس الأفضل والأكبر والأكثر حضوراً ونقوطاً والأشهى طعاماً ويحظى بالتربع على عرش موسوعة العز والفخار ويا له من عز وفخار .
ولولا رحمة الله تعالى بنا وكثرة أعراسنا في موسم الأعراس وتواليها وتتابعها وتتاليها لكان من البعض منا من حلم بعرس ألف ليلة وليلة وكان يود لو استمر في مراسم العرس والليالي والحناء والسهرة والزفة إلى ما يقارب الأعوام الثلاثة .
ومضاميننا ومهاراتنا وقدراتنا وسعة خيالنا كفيلة بتعبئة هذه الألف ليلة وليلة بالبرامج والخطوات والأفكار والفقرات والتدرج بها حتى تحين لحظة الإعلان عن نهاية الزواج الميمون بمبروك عليك يا عريس مبروك وحتى إلى ما بعدها ولن يخيب من يسعى إلى ذلك وسيجد ما يمكن إضافته من عد النقوط وصبحية مباركة والزيارة السرية وزيارة الأسبوع وزيارة الأصحاب وحفلة المشاوي واستقبال وفود المهنئين وشهر العسل ووصول الكاسيت والفيديو والصور وغيرها وغيرها ……. هذا السيناريو الذي يتكرر ويتشعب ويتشابك هو واحد من عشرات من مثله في الموسم الواحد لهذا فإنك ترى القوم يسرحون ما بين فرح وفرح وما بين من عافت نفسه الفرح وصار يأتي ليلبي دعوة أو يسد ديناً أو يقضي واجباً ويهرول مسرعاً إلى عرس آخر باذلاً الجهد الكبير حتى ترتسم على محياه ابتسامة .
هل هي نظرة تشاؤمية أم هي الحقيقة ؟
إنها دوامة الفرح الذي يشغل العديد منا فيه , والذي يحرص على بذل كل ما يستطيع فيه حتى يكون قد أدى الواجب وشارك في كل المشاهد وأثبت الولاء وحسن الوقوف مع أهل العرس ولم يتوانى ولم يقصر في أي فقرة أو مرحلة , وكان على سلامتو وقام بالواجب وزيادة !!
إنها دوامة الفرح للعديد منا من يفتح الله علية بعدد لا بأس به من الأعراس الخاصة والقريبة فتثقل عليه اقتصادياً وليس له إلى غير ذلك من سبيل آخر !
إنها دوامة السهر والوقوع في دوائر التعب والخطر والعمل والسفر وما يكاد ينتهي من عرس حتى يهل عرس آخر !
إنها دوامة المفرقعات الصوتية والضوئية والضجيج وإطلاق العيارات النارية والزحام والرقص والدبكة والصمود حتى ساعات متأخرة من الليل .
إنها دوامة أعراسنا وأفراحنا بداية بالخطوبة وقراءة الفاتحة والاملاك ( عقد القران) والتلبيسة إلى تحضير البيت وتجهيزاته وتحديد موعد العرس وحجز الطباخ والملتسريم والقاعة والبرنامج والقرار بوليمة أو عرس ديني أو عرس غير ديني وفرقة وزفة والبدلة والحمام والحلاق والسبّريت والصالون والزينة والدعوات وكتابتها وتوزيعها والجلوس في الجديد المستحدث وهو ما يسمى بالليالي حيث يبدأ التجمع في دار أهل العرس قبل الموعد بأسابيع للسمر والتدرب على فقرات البرنامج وما يتخلله من تشريفات وتضييفات وحضور القريبات والجارات بما لذ من الأطعمة والمأكولات والحلويات , ويظل على هذا المنوال حتى ليلة حناء العروس وليلة سهرتها وليلة حناء العريس وسهرته ويوم زفافهما السعيد وإحضار العروس وطلعتها وما إلى ذلك من برامج وترتيبات .
في النهاية لا يخفى على أحد منا ما في هذه الأعراس من أمور مبالغ فيها وبإمكاننا العمل على الاستغناء عنها واختصارها حتى تكون أعراسنا خفيفة على الجميع ولا تشكل في ظاهرها أفراحاً وفي باطنها التعب والاستنزاف والملل والإثم والضرر , وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :- “صلوا كما رأيتموني أصلي” فحري بنا أن نقتدي به في صلاته ونسكه ومحياه وزواجه وزواج من كان من الصحابة في عهده وقد قال في ما قال :- “أولموا ولو بشاة”.
حلو, مشكور كثير يوسف جمل
صدقت يا أخ يوسف…مسيرة طويلة مع مراحل صعبة ومتعبة حتى يصل الذي ينوي على ألزواج للإستقرار…ولكن هيهات له ان يستقر بإرتياح لأنه بسبب المصاريف الباهظة والفخفخة المبالغ فيها ورط نفسه بديون ثقيلة حينها لا البنك يرحم ولا أصحاب ألحق يمهلونه….فهم أيضاً ليسوا بأحسن حال منه…فالفرحة حلوة لكن يا ليتها تكون في نطاق المعقول حتى تدوم…!!!
أحيّي الأستاذ يوسف على هذه المقالة الهادفة، وأتمنّى أن تسهم في إحداث التغيير المنشود بكل ما يتعلق بأعراسنا وما يرافقها من ترف وتبذير وجهد!
بوركت يا استاذ يوسف على كلماتك الموضوعية التي تعكس عادات في أفراحنا ولكنها للأسف الشديد أصبحت عبئأً ثقيلاً, فيها بعض المشقة والإحراج والتكلفة التي ترهق جيوب اصحاب العرس والمدعويين, فكلي أمل ان تجد كلماتك هذه أذان صاغية والكل يعتبر.
رائع .. يعطيك العافية كلمات تصيب الهدف !
والله يا أخي ضربة معلم, جبتها على الوجع…محسوبك دايخ من عرس لعرس ومش بس في البلد, وخارج البلد مش ملحقين…يا ريت نخفف من كل شيء ميشان نريح ألأعصاب وكمان الجيبة..الله يعين…!!!
مثل مسلسل بحلقات حفل ألعرس, مدته طويلة. والمشكلة كل منا له التزاماته التي لا بد منها….كالصاروخ في عصر السرعة نركض نحن المدعويين وايضاً اصحاب العرس الذين لهم الدور الكبير في الجهد ولا ننسى كثرة المصاريف المفروضة..والحالة صعبة.. والله يجعل الفرحة في كل بيت ويزيدها يا رب على الجميع.
[…] نشر في موقع بقجة للكاتب يوسف جمل هلِّت ليالي […]
صدقت بكل كلمه يا استاذي, قبل الناس كانت تروح على العرس وعنجد فرحانه لاهل العرس اما اليوم الناس بتروح اسقاط واجب بدهم ينقطوا ويروحوا مش عشان فرحنين لاهل العرس, المشكلة الناس بتحب الفخر وانو يقولوا عنهم عملوا وسووا يعني لازم الدار تكون حلوه ومش ناقصها اشي وكل اشي فيها من افخر المحلات وبتكلف كذا وكذا وكل شكات وديون بالبنك وسلفه من هالناس يعني الواحد بفضح حالو عشان يقولوا عنو الناس عمل دار روعه وهاظ كلو بدون تكلفه العرس من قاعه وزينة ومغني واكل ….. يعني ما بتم العرس الا العريس حسابو ملان ديون مع انو لازم العكس لانو بدو يعيش حياة جديده وفاتح دار ومصاريف وبعد العرس مش رح يلحق زيرات وهداية وخراف فراطه , والله ما في احلى من زمن حياة جدي الله يرحموا كانوا الناس عايشين ع البساطه فش تكاليف هالكد الي بقدر ايساعد بساعد كانت الناس عنجد بتحب بعضها وكانوا عنجد اهل واصحاب اما اليوم الناس بتروح على العرس عشان لما اولادهم يتجوزوا يكون في ناس بالعرس يعني مش لانهم بحبوا بعض اليوم الاغلب مصالح نادرا ما يكون عنجد في صحاب ,الله اعلم بالزمن الجاي شو رح يكون!!!!