الجزائري بين العظمة والخيانة
تاريخ النشر: 24/06/17 | 14:44كتب حقوقي جزائري بتاريخ 14 جوان 2017: بن غبريط وزيرة عظيمة لأن ماكرون خصّها بالزيارة حين زار الجزائر وهو يومها مترشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية. وبعد عشرة أيام كتب: بن غبريط وزيرة عظيمة لأن السفير الفرنسي بالجزائر الذي أستدعي لتقلد منصب رئيس المخابرات الفرنسية خصّها بالزيارة وهو يغادر الجزائر متجها إلى باريس، وعليه نقول:
كل شخصية عربية أو أعجمية وتعيش في الجزائر بحكم معاهدات وإتفاقيات، لها الحق في أن تزور وتستقبل أي جزائري عند إقامتها أو حين مغادرتها التراب الوطني وانتهاء مهامها، وهذا سلوك عادي لا علاقة له بالعظمة أو الخيانة.
للجزائري الحق المطلق في أن يستقبل الشخصية العربية أو الأعجمية المقيمة في الجزائر قادمة كانت أو مغادرة، ولا علاقة للسلوك بالعظمة أو الخيانة.
إستقبال شخصية تركية، وإيرانية، وسعودية، وقطرية، وفرنسية، وأسترالية، وروسية، وأمريكية لأية شخصية جزائرية بالجزائر لا علاقة لها بالعظمة أو الخيانة، وكذا لو استقبل الجزائري هذه الشخصيات.
الحب المفرط للشخصية يدفع بالمحب إلى المبالغة في تقديمه على أنه أعظم شخصية ولو كان استقبال عادي، والكره المفرط للشخصية يدفع بالمحب إلى المبالغة في تقديمه على أنه الخائن ولو استقبل شخصية داخل وطنه تقيم علاقات دبلوماسية مع دولته، أو تم استقباله من طرف تلك الشخصية.
الجزائر حرة في أن تستقبل من تشاء وترد من تشاء، وبوتين إستقبل مارين لوبان والجزائر إستقبلت ماكرون، فلا ندامة هناك، إنما هو نشاط دبلوماسي عادي يحدث باستمرار ودون انقطاع بين الدول، والمنظمات، والشخصيات، والأحزاب، ولا علاقة له بالعظمة أو الخيانة.
لم أقرأ ولم أسمع طيلة حياتي أن فرنسيا عاتب فرنسا لأنها لم تحسن استقبال جزائري، أو رفضت استقبال جزائري، ولم أقرأ ولم أسمع طيلة حياتي أن فرنسيا قال عن شخصية فرنسية أنه الأفضل والأحسن لأنه أستقبل من طرف الجزائري الفلاني.
ما يحزن القلب حقا، أن يمسي الغير مقياسا للعظمة والخيانة، ويصبح الجزائري صاحب الأرض تبعا في عظمته وخيانته للشخصيات: تركية، وإيرانية، وسعودية، وقطرية، وفرنسية، وأسترالية، وروسية، وأمريكية.
معمر حبار