النائبة توما تشارك بمؤتمر في نيويورك
تاريخ النشر: 02/07/17 | 13:44شاركت النائبة عايدة توما-سليمان رئيسة اللجنة البرلمانيّة للنهوض بمكانة المرأة والمساواة الجندريّة (الجبهة-القائمة المشتركة) –الخميس- في مؤتمر “خمسون عامًا على الاحتلال” الذي عقد في الامم المتحدة في مدينة نيويورك-الولايات المتحدة الامريكيّة. حيث قدّمت النائبة خطابًا شاملًا حول اسقاطات استمرار الاحتلال على الشعب الفلسطيني والرؤية لاحقاق السلام العادل والشامل والتي ترتكز على انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينيّة المستقلّة.
يذكر انّ النائبة تعرّضت خلال الشهر الأخير الى حملة تحريض مستمرّة قادها وزراء في حكومة اليمين واعضاء الائتلاف الحاكم وكان اخرها محاولة وزير الامن الداخلي النائب جلعاد اردان (الليكود) وسفير اسرائيل في الامم المتحدة داني دنون منع عقد المؤتمر شملت ضغوطات مستمرة على المنظمين بائت في الفشل. حيث شارك في المؤتمر بالاضافة الى النائبة توما-سليمان امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير القيادي صائب عريقات، رياض منصور مندوب فلسطين في الامم المتحدة، البروفيسور شلومو بن عامي، البروفيسور جاليا جولان، المحاميّة منى حداد من “عدالة” – المركز القانوني لحقوق الانسان.
*توما-سليمان: “على المجتمع الدولي تحمّل مسؤوليّته والضغط لانهاء الاحتلال”*
في بداية خطابها وجهت النائبة كلامها الى مندوبي المجتمع الدولي والحاضرين قائلةً :” على المجتمع الدولي تحمّل مسؤوليته والتدخل بالضغط على اسرائيل لانهاء الاحتلال وممارساتها بحق الشعب الفلسطيني، لم يعرف التاريخ اي احتلال انتهى بسبب حسن نوايا المحتل، علينا ان نتذكر جيدًا انه وحسب القانون الدولي أيضًا، للشعب القابع تحت الاحتلال الحق الكامل بالنضال ومقامة الاحتلال، الاحتلال لن ينتهى طالما استمرّ المحتلّ بعدم دفع ثمن مماراساته ومسّه المستمر بحقوق الانسان وحرم الشعب الفلسطيني من حريّته التي يستحق”
*”استئناف مفاوضات السلام هامّ، لكن ليس بأي ثمن وشرط”*
وتتطرقت النائبة في خطابها الى الضغوطات الدوليّة التي تمارس على قيادة الشعب الفلسطيني من اجل العودة الى طاولة المفاوضات واستئناف محادثات السلام قائلةً :” المحادثات والمفاوضات هي شيء هام، لكن ليس بأي ثمن وتحت اي شروط، من غير المعقول ان تتحوّل المفاوضات الى غاية بحدّ ذاتها، نحن نتحدّث عن وضعيّة يوجد فيها طرفان غير متكافئا القوى، عندما يميل ميزان القوى الى مصلحة الدولة التي تحتلّ شعبًا اخرًا وضد الشعب المحتَلّ، وعندما تكون الولايات المتحدة وسيطُا لهذه المفاوضات، الدولة المنحازة بوضوح الى جانب دولة اسرائيل. استئناف مفاوضات سلام حقيقيّة وغير عبثيّة يتطلّب تغيير ميزان القوى وتغيير المعادلة القائمة يستوجب تدخّل اطراف دوليّة”
*”البديل المطروح لحل الدولتين اليوم هو دولة ابارتهايد”*
في خطابها شدّدت النائبة توما-سليمان على ضرورة الاستمرار بالنضال من اجل اقامة الدولة الفلسطينيّة المستقلّة وحل الدولتين الاخذ بالانحصار بفعل الممارسات الاسرائيليّة واستمرار الاستيطان وأضافت:” طرح حل الدولتين اخذ بالانحصار بفعل الممارسات الاسرائيليّة، لكن البديل المطروح على الطاولة اليوم هو ليس الدولة الديمقراطيّة الواحدة كما يعتقد البعض، نحن اليوم نعيش في واقع دولة واحدة، لكن هذه الدولة ليست الدولة التي توفّر المساواة لكلى الشعبين، من اجل حفظ حظوظ حل الدولتين يجب على المجتمع الدولي تحمّل مسؤوليّاته الملقاة عليه ممارسة ضغوطات جديّة على اسرائيل”
وتطرّقت النائبة توما-سليمان في خطابها الى دور قوى السلام في اسرائيل في انهاء الاحتلال وقالت:” يتوجّب على قوى السلام في اسرائيل اسماع صوتها الواضح ضد الاحتلال وبالحدّة اللازمة، والنضال باستمرار ضد القمع التي تمارسه الحكومة الاسرائيليّة في الاراضي المحتلّة والنضال من اجل المساواة التامّة والكاملة للمواطنين العرب في اسرائيل” وأكدت النائبة انه اذا اراد ما تبقّى من حركة السلام في اسرائيل ان يبقى ذا صلة ويكتسب الموضوعيّة وان يطرح بالفعل بديل حقيقي لحكومة الاحتلال اليمينيّة عليه أولًا الاعتراف بالاقليّة الفلسطينيّة في اسرائيل -والتي تشكّل 20% من مواطني الدولة- بشرعيتها كقوّة سياسيّة والنضال معها من اجل السلام العادل، الديمقراطيّة ومن أجل المساواة التامّة.
*”ممارسات الاحتلال لا تتوقّف عند حدود 67، وله اسقاطات كارثيّة على اسرائيل نفسها”*
في نهاية خطابها اكدت النائبة على اسقاطات الاحتلال على الشعب في اسرائيل، ذلك بالاضافة الى الاسقاطات الكارثيّة –وهي الاساس- على الشعب الفلسطيني وقالت:” الاحتلال هو كارثة بكل معنى الكلمة، يعاني منها بالاساس وبشكل مباشر الشعب العربي الفلسطيني القابع تحت القمع والاحتلال، ولكن بالاضافة الى ذلك الاحتلال كارثة ايضًا لكل اولائك الذين يسعون الى احقاق العدالة الاجتماعيّة والديمقراطيّة على كلتا الجهتين من الحدود، فاسقاطات الاحتلال لا تتوقّف عند حدود 67، والدليل الاكبر على ذلك هو ممارسات الكنيست كهيئة تشريعيّة بشكل عام وممارساتها في الدورة الحاليّة بشكل خاصّ حيث تسجّل الكنسيت أرقامًا قياسيّة في القوانين التي تستهدف منظمات المجتمع المدني في الشارع الاسرائيلي نفسه وتسعى جاهدة الى اسكات كل صوت معارض يهودًا وعربًا على حدّ سواء، والتاريخ يؤكّد انّه لا وجود للديمقراطيّة باستمرار الاحتلال وأن العدالة الاجتماعيّة في اسرائيل غير ممكنة في ظل استمرار قمع شعب اخر” وانهت النائبة خطابها بالتأكيد على انّ دولة اسرائيل بحكومتها الحاليّة وممارستها تشابه نظام الفصل العنصري الابرتهايد.