فروق في اللغة
تاريخ النشر: 03/07/17 | 9:33إليك طائفة من الألفاظ مما عمد إلى بيانه مؤلفو كتب الفروق في اللغة- من القدامى والمحدَثين، وقد اخترت لكم منها ما ألخصه فيما قل ودلّ:
الأزل والأبد
الأزل- اسم لما لا تستطيع تقدير بدايته، أو هو ما لا بداية محددة له في أوله، وهو في جانب الماضي.
الأبد- اسم لما لا تستطيع تقدير نهايته، أو ما لا نهاية له في آخره، وهو في جانب المستقبل.
أما السرْمَدِيّ فهو الدائم الذي لا ينقطع.
قال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ}- القصص، 71.
الحمد والشكر
الحمد الثناء على الشخص بما فيه من فضائل حسنة، فحمدته أثنيت على خلق فيه.
والشكر هو الثناء على معروف صنعه لك، ولا يصح على غير النعمة.
أقول: أشكر المدير على المساعدة.
وأقول: أحمد الله أو أشكره على كل حال.
يجوز أن يحمد الإنسان نفسه في أمور جميلة، ولكن لا يجوز أن نقول (يشكرها) لأن الشكر يجري مجرى قضاء الدّين، ولا يجوز أن يكون للإنسان على نفسه دين.
الداني والقريب
الداني لا يكون إلا في المسافة بين شيئين، بينما القرب في ذلك وفي غيره، نقول:
القلوب تتقارب، ولا نقول تتدانى. يقول تعالى: {قطوفها دانية}- الحاقة، 23.
الرسول والنبي
النبي صاحب معجزة، والرسول يُرسل لإبلاغ النبوة، وتجوزالكلمة لغير ذلك، فالحاكم أرسل رسولاً لفحص الموضوع.
قد يكون النبي رسولاً، وقد لا يكون الرسول نبيًا.
السؤال والاستفهام
الاستفهام يكون على مسألة لم يفهمها المستفهم، فهو طالب أن يفهم.
أما السؤال فيجوز أن يكون صاحبه يعلم أو لا يعلم عن الموضوع الذي يسأل عنه.
السرعة والعَجلة
السرعة هي التقدم فيما يجب أن يُتقدم فيه، وهي محمودة عادة.
أما العجلة فهي في التقدم إلى أمر مذموم عادة، أو تقديم بالشيء قبل وقته.
نعرف الفرق بينهما من عكس كل كلمة، فالسرعة عكسها الإبطاء، والعجلة عكسها الأناة.
في الذكر الحكيم: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم}- آل عمران، 133.
بينما العجلة غير مستحبة، وقد وردت في القرآن الكريم في هذا المعنى: {ولا تعجل بالقرآن}- طه، 114.
استثناء: الآية {وعَجِلت إليك ربِّ لترضى}- طه، 84 تعني هنا أسرعت.
الكفالة والضمان
الكفالة تكون بالنفس، فأنا أكفل فلانًا في هذه القضية- بمعنى ألتزم تسليمه.
الضمان يكون بالمال: ضمنت أرضًا، ولا تقول كفلت أرضًا- بمعنى التزمت أداء الأجر عنها.
ومن الدليل على أن الضمان يكون بالمال والكفالة للنفس أن الإنسان يجوز أن يضمن من لا يعرفه، ولكن لا يجوز أن يكفله، لأنه إذا لم يعرفه لا يتمكن من تسليمه، ويصح أن يؤدي عنه وإن لم يعرفه.
الناس والورى
الناس للأحياء والأموات. أما الورى فلا يجوز أن نطلقها على الأموات.
أصل كلمة (ورى) من الفعل ورَى الزَّند – يَرِي إذا أظهر النار، فسمي الورى ورى لظهورهم على وجه الأرض.
معًا وجميعًا
معًا- للوقت الواحد، وجميعًا- تحتمل التباعد في الوقت.
تعرب كل منهما حالاً منصوبة.
الآخَـر، الآخِر
كل شيء يجوز أن يكون له ثالث ورابع ..إلخ يقال فيه آخَـر، ومؤنثه أخرى (ممنوعان من الصرف).
أما إذا لم يكن له ثالث ورابع ..إلخ فهو الآخِر، وهو عكس “الأول”، فنقول ” ربيعٌ الأول” يليه “ربيعٌ الآخِر”، ومؤنث (الآخِر= الآخِرَة)، فنقول جُمادَى الأولى وجُمادى الآخِرة.
ب.فاروق مواسي