يوم دراسي لحماية الطَّبيعة بالمُجتمع العربيّ
تاريخ النشر: 09/07/17 | 0:02نظم المركز العربي للتخطيط البديل وجمعية حماية الطبيعة الخميس، يومًا دراسيًا بعنوان “بين الحُقوق التَّخطيطيَّة والحِفاظ على الطَّبيعة في المُجتمع العربيّ”، في قاعة “اشكول بايس” شفاعمرو بحُضور ومُشاركة رئيس بلديَّة شفاعمرو، أمين عنبتاوي، وعضو الكنيست النائب دوف حنين رئيس اللّوبي الاجتماعيّ البيئيّ في الكنيست، وأعضاء إدارة وطواقم المركز العربيّ للتّخطيط البديل وجمعيَّة حماية الطَّبيعة، والعديد من الشَّخصيَّات السِّياسيَّة والأكاديميّة.تخلَّل اليوم الدراسي ثلاث جلسات، الأولى تولّى عرافتها سامر سويد مدير المركز العربي للتخطيط البديل، وشادي خليلية مركز الإعلام في المركز العربي للتخطيط البديل، والصّحفي والإذاعي جاكي خوري.
افتتح اليوم الدراسي سامر سويد، الّذي رحّب بالحُضور وشكر طاقم العاملين لإنجاح هذا اليوم الدِّراسيّ وقال إنّ الفكرة لإقامة مثل هذا اليوم لم تكن فكرة جديدة للمركز أو للجمعيَّة، مُؤكِّدًا على استمرار التعاوَن بين الطرّفين في العديد من القضايا، منوّهًا الى التعاون في الماضي في التَّصدِّي لإقامة مستوطنة “شيبولت” على أراضي قرية طرعان وإفشال المُخطَّط، قائلًا إنّ هذا دليلٌ على نجاح العمل الميدانيّ في التَّأثير على القرارات السّياسيَّة. وتحدَّث السَّيّد أمين عنبتاوي، رئيس بلديَّة شفاعمرو، الّذي رحَّب بإقامة هذا المُؤتمر في شفاعمرو، مؤكّدًا على دور المركز العربيّ للتّخطيط البديل وقال إنّه يرى في كلمة “مركز” أهمّيّة لتركيز الجُهود ووضع الحُلول والتأثير على أكثر من بلدة أحيانًا.وتحدث النّائب دوف حنين، رئيس اللّوبي الاجتماعيّ البيئيّ في الكنيست، الّذي بارك إقامة المؤتمر وقال إنّه يشعر بأنَّه جُزء من المُنظّمتين، المركز العربيّ للتّخطيط البديل وجمعيَّة حماية الطَّبيعة. وأكّد على أهمّيّة عقد مثل هذا اللّقاء ووصفه بأنّه لقاء تاريخيّ إذ لم تكن العلاقة والعمل المُشترك بهذا الحجم مُقارنة مع ما سبق. وتحدَّثت المُديرة العامَّة لجمعيَّة حماية الطَّبيعة، إيريس هان الّتي أعربت عن سعادتها بإقامة هذا المُؤتمر بالتّعاوُن مع المركز العربيّ للتّخطيط البديل وقدّمت بدورها لمحة مقتضبة عن جمعيَّة حماية الطّبيعة، ميّزاتها ونشاطاتها على الصّعيد القُطريّ. وتمحورت المُحاضَرة العامّة لإيريس هان حول موضوع الكثافة السُّكّانيّة العالية في المساحة الصّغيرة للدّولة، وقالت إنَّ التّحدّي الأكبر في الحِفاظ على الطّبيعة في ظلّ هذا المُعطى هو تحدٍّ كبير مُقارنة بدول أخرى في العالم.
وتحدَّث الدّكتور حنّا سويد، رئيس المركز العربيّ للتّخطيط البديل مُرحِّبًا بالحُضور، مُتمنِّيًا أن يستمرّ النّقاش المُثري والمُفيد بين المركز وجمعيّة حماية الطّبيعة. واستذكَرَ د. سويد من لقاءات سابقة مع جمعيّة حماية الطّبيعة والنّضالات الّتي وقفوا فيها جنبًا إلى جنب في الكنيست، ومنها قضيّة الاستيطان في النّقب والتّصدّي لإقامة مستوطنة “شيبولت” على أراضي طرعان وإفشال المُخطّط. مؤكّدًا على أهمّيّة التّعاوُن المُشترك قائلًا: “في كلّ النّضالات الّتي يكون فيها إيمان بالحق وضرورة بالعمل من أجل مُواجهة مشاريع فيها تَجَنٍّ وتمييز، بإمكاننا أن ننجح وان نمنع ونوقف انتهاك حُقوقنا”.
وفي الجلسة الثّانية الّتي كانت بعنوان “المناطق المفتوحة في البلدات العربيَّة”، تولّى عرافتها شادي خليليّة المركز الاعلامي للمركز العربيّ للتّخطيط البديل، حاضر كُلٌ من: ميساء توتري فاخوري – طالبة للّقب الثّالث في بئر السّبع، الّتي تحدّثت عن بحثها حول الحيّز العام في البلدات العربيّة في إسرائيل، حيث بحثت تطوّر الحيّز العام في البلدات على مرّ السّنين، منذ ما قبل عام 48. وتطرّقت توتري فاخوري في محاضرتها إلى تخطيط البلدات والمبنى الهيكليّ للأحياء التّقليديَّة، والبناء على الأراضي الخاصّة، والتّوزيع غير المتساوي للمساحات المفتوحة بين السُّكّان. وقدمت هبة بواردي، مُخطّطة المُدن في المركز العربيّ للتّخطيط البديل، محاضرة بعنوان “المناطق المفتوحة بين الموجود والمنشود”. وفي بداية حديثها عرّفت بمفهوم المصطلح “منطقة مفتوحة” كمساحة غير مبنيّة. وعرضت بواردي البحث الذي اعتمد على مُخطط الخارطة الهيكليّة القُطريّة – تاما “1” (תמ”א 1)، وتطرّقت إلى الوجهين الأكثر حساسيّة في البحث وهما: انعدام المناطق المفتوحة في البلدات العربيَّة، ومنع توسُّع البلدات بحجة المناطق المفتوحة.
وعن جمعيّة حماية الطّبيعة تحدّث يوسف عساقلة، مُدير القسم العربيّ في الجمعيَّة، الّذي قدّم لمحة عن جمعيَّة حماية الطّبيعة والبرامج التّربويّة البيئيّة للجمعيّة في المُجتمع العربيّ. وافتتح محاضرته قائِلًا: “هدفنا كمُؤسّسة هو ترجمة كل ما قيل في هذا اليوم من خلال التّربية في المدارس”. وعرض عساقلة أهداف الجمعيَّة مُتحدِّثًا عن الفئات المُستهدَفة على اختلافها، وعن توسُّع عمل الجمعيَّة ليطال فئات جديدة في السّنوات الثّلاث الأخيرة، وذكر من ضمن ذلك عمل الجمعيّة بشكل ثابت في أكثر من 40 بلدة، وإقامة أنشطة في 180 صفّ، وإرشاد أكثر من 12000 رحلة يوميًّا في مختلف أنحاء البلاد، والعمل مع 30 طاقم من المُعلّمين وإقامة 25 دورة استكمال للمُعلّمين وغيرها.وتحدَّث ايتمار بن دافيد، مُدير التّخطيط في جمعيَّة حماية الطَّبيعة عن الامكانيَّات الكامنة والفُرص والتّحدّيات القائمة في تخطيط البلدات العربيَّة ما بين المساحة المفتوحة والتّطوير. وعرض العديد من المُعطيات الّتي تشرح الوضع القائم والعمليّات الّتي جرت في مجال التّخطيط خلال السّنوات الخمس الأخيرة ومنها الاحتجاج الاجتماعيّ عام 2011 على ضائقة السّكن.
ولخّص بن دافيد مُحاضرته بالقول: “من الآن وصاعدًا يهمّنا أن نكون مُتعاوِنين لتطوير بلدات المُجتمع العربيّ، والمُساهمة في الحِفاظ على بيئتها وصورتها للجيل الحاليّ والأجيال القادمة”. وفي الجلسة الثّالثة والأخيرة من اليوم الدّراسيّ والّتي تولّى إدارتها الإذاعيّ والصّحافيّ جاكي خوري شارك كُلّ من د. عناية بنا جريس – مُخطّطة مُدن ومُهندسة في اللّجنة المحلّيّة وادي عارة، ليرون شبيرا – مُركّز لواء الشّمال في جمعيّة حماية الطّبيعة، كرميت لوفنوف مُديرة المُنظّمة للعدل البيئيّ في اسرائيل، نظير كناعنة – مُحاضِر في مواضيع الاستدامة والتّربية البيئيّة، عبد نمارنة – ناشط وخبير بيئيّ عن جمعيّة الأمل، ورنين عودة – مُهندسة معماريّة. وتخلّلت الجلسة حوارًا وأسئلة ونقاش في مواضيع التّخطيط والعوائق القائمة في البلدات العربيَّة، كما شارك الجمهور في طرح الأسئلة على المُشاركين في الجلسة.