أمسية ثقافية حول “قصة علي” في حيفا
تاريخ النشر: 18/07/17 | 23:51نظم ودعا نادي حيفا الثقافي يوم الخميس الفائت لأمسية إشهار وتوقيع رواية “علي – قصة رجل مستقيم” للكاتب حسين ياسين ابن عرابة الجليل.افتتح الأمسية مُرحبا بالحضور، رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد مفيد نقارة فقدم شكره للمجلس الملي الأرثوذكسي الوطني على دعمه ورعايته لنشاطات النادي الثقافي.ثم عرض برامج وأمسيات النادي المقبلة داعيا الجميع إليها. دعا بعدها المحامي حسن عبادي ليدير الأمسية فبمهنية تامة أدارها بعد أن قدّم بدوره لمحة عن الكاتب وسيرته الأدبية وسيرورة إصدار الرواية.في باب المداخلات قدم الأديب محمد نفاع كلمة عن الرواية أن لها مكانتها في أدبنا العربي، ومعظم نصوصنا الأدبية تدور على القضية الفلسطينية . فيها جانب تاريخي قيّم في تناوله دور أول خلية شيوعية وأحداث ثورة البراق وغيرها . وأضاف أنه في لغة الرواية معزوفة من عين الماء في عرابة وقرى البطوف. وفيها نتعرف لماذا قتل العديد من الأدباء والشعراء في العالم، لوركا، غسان كنفاني، ناجي العلي، وغيرهم…تلته في مداخلة أضاءت فيها عتمات النص د. رباب القاسم سرحان فاستهلت كلامها عن عنوان الرواية حيث يصب في خانة الوصف المباشر، بسيط في بنائه مباشر في دلالاته.
أما الرواية بأحداثها ومواضيعها فقد أعادتها إلى الروائي الأمريكي آرنست همنغواي في روايته (لمن تقرع الأجراس). خاض البطل صراعا ذاتيا انفتح على صراع شعبي لدحر الحرب والرأسمالية والاستعمار بتطوعه في الحرب الإسبانية ضد الرأسمالية. أراد من خلال روايته إيصال رسالة لقيمة التحدي والصمود من أجل الإنسانية.وقد كتب ياسين روايته بعد انقضاء ثمانين عاما على الحرب الإسبانية ومنحاها واضح في اتجاه واقع جديد، الواقع المعيش في الساحة الفلسطينية اتخذ الواقعية في التركيز على النزعة الإنسانية.أما عن مركزية المرأة في رواية علي، فتستحوذ المرأة على جزء كبير في الرواية ودورها جلي في الكفاح الفلسطيني. فكانت المثقفة المناضلة تقاوم جلادها بالتحدي والصبر فكانت مصدر إلهام للنساء في نضالهن وإخلاصهن وصبرهن على غياب الزوج ومساندته في النضال.
أضافت، إن النص جاء روائيا متماسكا ومبدعا. اتكأت الرواية على تقنية الاسترجاع والمونولوجات الداخلية كما أنها انفردت بلغة مميزة سلسة شعرية مطعمة باللهجة الفلسطينية. تدور الرواية في فلك الدعوة إلى الحرية والكرامة، مُستنهضة للهمم وختمت بالاقتباس : ” النور يحارب الظلام وأنا أتحزب للإنسان، إنسان أنا”.
أما المداخلة الأخيرة فقدمها د. محمد هيبي، ومقارنةً مع رواية (ضحى) للكاتب استهل قائلا: بين استلهام التاريخ في ضحى وكتابته في علي، تستلهم الرواية التاريخ لحاجة في نفس الروائي فيفضح الحاضر تخييلا.تكتب الرواية التاريخ الحقيقي وتنتصر للجنود المهمشين، صُناع التاريخ الحقيقيين.
تداخلت في رواية الكاتب الرواية الفنية بالرواية الوثيقة، فقد أجاد في التخييل دون أن يفرّط بالحقيقة. أما عن لوحة الغلاف للفنان الفلسطيني سليمان منصور، ففيها نغم حزين كأنما فلسطين تجمع بين الهم والإبداع، بين الألم والحلم.والعنوان (علي) فيه غموض – وليس وضوح- والعنوان الفرعي (قصة رجل مستقيم) فهو مشوق، فالرجال كثر والاستقامة نادرة. وتابع، أن الكاتب ياسين ، بدأ روايته من الوسط، من المساحة الزمكانية، وهو يعرف جيدا ما يريد، بين حقبتين النضال الفلسطيني والنضال الإسباني. مع الإشارة إلى أن الفصل الأخير من الرواية هو الأطول وفي ذلك إشارة لأهمية الحقبة الاسبانية لكنها تظل جزءا صغيرا من نضال البطل من أجل فلسطين.يرى د. هيبي أن الرواية العربية تضم ما تجاهله المؤرخون فأعطى الكاتب شخصياته حرية الكلام والحركة وأعطى النص مصداقيته.
أما عن لغة الرواية فجاءت شعبية جميلة ببساطتها وأشار إلى علاقة الأرض بصاحبها لمن يراها أرضا بلا شعب .وفي الختام كانت الكلمة لصاحب الأمسية فقدم شكره للمشاركين على المنصة وللحضور وللقيمين على نشاطات النادي خاصا بالذكر المحاميين فؤاد نقارة وحسن وعبادي. وبالتوقيع والتقاط الصور كان الختام لتجمعنا أمسية الخميس القادم مع المناضلة الكاتبة عائشة عودة. بمشاركة د. سونيا نمر ود. لينا الشيخ حشمة وعرافة الإعلامية نضال رافع.
خلود فوراني سرية