فضفضة
تاريخ النشر: 19/07/17 | 19:24اسمحوا لي هذا اليوم ألا أنشر دراسة لي في اللغة أو الأدب.
اسمحوا لي أن أفضفض بين الفَينة والأخرى، وأذكر لكم بعض ما يضايقني:
كلمة (فضفض) في المعاجم تعني اتسع، ويبدو أن العامية استعارتها للدلالة على اتساع الأمور كناية عن تفريج بعض الهم.
يضايقني التعميم، فقد أخذنا نحمّل المجموع تبعة فرد، ويجري هذا في عالمنا الواسع، وليس فقط في المفاهيم القبلية، فأنا أحاسَب بصورة أو بأخرى على جريرة هذا، لأنه من ديني أو من شعبي أو من طائفتي أو من عائلتي أو من بلدتي.
لي قصة نشرتها بعنوان (فشخ في الرأس) عن عودة طالب يدرس في الخارج، فإذا به يجد في القرية عراكًا بين عائلته وعائلة أخرى، فجاء أحدهم وضربه على رأسه، وهو لا يدري ما سبب ذلك.
وسال دم…..
تضايقني هذه الحدة في الخلافات بيننا حول ما يجري في العالم العربي، وخاصة حول ما يدور في سورية من مآس- خلافات بيننا حول موقف روسيا، خلافات حول قطر، حول مصر، حول أردوغان، حول إيران وحول حزب الله، وكل له رأيه.
تصل الخلافات إلى حد القطيعة، وكأننا هنا لنا أدنى تأثير، وكأننا نقدّم ونؤخر، وكأننا لم نكن أصدقاء!!!!
واشتعلت الكلمات…
ليس دفاعًا عن القائمة المشتركة:
يضايقني الذين يتساءلون بنوع من التهجم والفوقية:
ماذا فعلت القائمة المشتركة؟
يسألون وهم يعرفون أنهم يتصدَّون يوميًا لممارسات وقوانين جائرة؟
وماذا يتوقعون من حكومة عدائية لنا، ولا مشاحة في ذلك، فكيف يسلكون إزاءهم؟
ألا يعرفون أن معظم نشاطهم هو في قضايا محلية ملحّة؟
ألا يعرفون أنهم يسارعون في كل أزمة أو عدوان، ويكونون الواجهة الأمامية؟
من شك في ذلك فليتصل ببعضهم ليرى له العشرات من النشاطات الفاعلة.
ألا يعرفون أنهم يرفعون أصواتهم وأصواتنا في المحافل الدولية؟
أم أن كل ذلك تمثيل؟
ما هذا الحقد نحوهم؟ والتربص لهم؟ ما هذا التنكر؟
لنفرض أنهم استقالوا- كما يطالب البعض بحماسة غير مسوَّغة، فقانون (عدم الفراغ) يلزم أن يكون هناك بديل، فهل المنتقدون هم البديل؟
وهل يمثل البديل المفترض أحدًا مثلما يمثل أعضاء المشتركة أحزابهم؟
أعضاء المشتركة يمثلون أحزابًا مختلفة الطروحات، ولكنهم يتلاقون في القضايا المشتركة، وما أكثرها، وسيكون الوضع مؤسيًا إذا تحقق مطلب المعادين لهم يهودًا وعربًا، وإذا تفككت الوحدة في الموقف.
أكثر ما ضايقني في هذا الباب أن مثقفًا له مكانته طالَب أهالي كفر قاسم يوم المظاهرة –في أعقاب الجريمة الأخيرة- أن يطردوا أعضاء المشتركة، ولماذا؟
-لأنهم “جزء من اللعبة”؟؟!!! لأنهم “متأسرلون”!!!
تضايقني التصرفات الإسرائيلية التي تصب البنزين بدلاً من أن تطفئ الحريق.
سلوك عجيب تجده في كل حادثة، وفي كل موقف، وفي كل يوم، وانتهاء بالرقابة الألكترونية.
لا يقفون ويسألون لمرة واحدة:
لماذا حدث ذلك؟
كل شيء وكل حدث يبدأ عندهم من النهاية.
باسم الظنون تعتقل إسرائيل أشخاصًا وتصول وتجول في مناطق (أ) في السلطة الفلسطينية، تعتقل بلا حساب، وثمة اعتقالات إدارية مستمرة بسبب العجزعن الإتيان بتهمة، فإلى متى نعيش في هذه البلاد على الحراب؟
ب.فاروق مواسي