إطلاق مشروع “حوارات كيانيّة”
تاريخ النشر: 19/07/17 | 9:41أطلقت جمعية كيان، مساء الثلاثاء الفائت، لقائها الأول من ملتقى “حوارات كيانيّة”، والذي يهدف الى خلق مساحة حوارية حول مواضيع نِسوية وجندرية، من أجل بناء فكر نقدي حر يدمج ما بين النظرية والميدان.
ووفق القيّمون على المنتدى، يعتبر هذا البرنامج الاول من نوعه في جمعية كيان، وهو بمبادرة شبكة المتطوعين فيها، والحديث عن لقاءات دورية مرة كل شهر، تأتي بعد توزيع ونشر مواد نظرية بمواضيع وقضايا نسوية وجندرية على الراغبين والراغبات في المشاركة وفي الحوارات، والتي يتم لاحقًا مناقشتها والتعمق فيها في اللقاءات ذاتها. وقد تولى مسؤولية تطوير الفكرة واخراجها الى حيز التنفيذ كل من الناشط معتصم زيدان والناشطة جوانا جبارة.
اما اللقاء الأول، فقد شارك به قرابة ال 25 شخصا وتميز الجمهور بتنوعه المثير للاهتمام، حيث لم يقتصر على سكان حيفا فقط بل حضره ايضا مشاركين من خارجها، اضافة لحضور رجال ونساء متنوعة الاجيال والخلفيات ممن يهمهم الامر. وقد تطرق اللقاء الى فكر سيمون دي بورفوار ، التي كانت في طليعة من بشًّر بالفكر النسوي في الغرب من خلال كتابها الجنس الثاني عام 1949 حيث ارتكزت على البعدين الوجودي والماهيتي للجنسين، وذلك من خلال نقاشة مقال للصحفية البحرينية، عائشة الصديقي بعنوان وقفة مع كتاب “الجنس الآخر لسيمون دي بوفوار” .. صراع “الذكورة والانوثة” .. ايهما الآخر.
وتعتبر دي بورفوار الإنسان فرد مسؤول قادر على تشكيل ماهيته بعيدًا عن تأثير أيّ ثقافة سابقة. وتؤكد أنّ الرجل وعلى مر التاريخ، هو الذي شكّل صورة عيش المرأة وأنماط حياتها، وجعلها تبدو ذلك (الجنس الآخر) الأقل درجة من الرجل. وترى دي بورفوار أنّ صفاتنا النفسية والاجتماعية وأدوارنا لا تولد معنا، بل نكتسبها من خلال التربية والثقافة، وأنه قد يختلف دور المرأة والرجل من مكان لآخر باختلاف المكان والزمان والثقافة، في حين أنّ جملتها المشهورة: لا يولد الإنسان امرأة، شكّلت انطلاقة للحريات النسوية فيما بعد.
وفي تعقيبٍ له، قال عضو شبكة التطوع، معتصم زيدان: “التجاوب مع اللقاء الاول أكد أهميته، خاصةً وأننا لسنا على إطلاع على كل الأدبيات التي تتعلق بالنسوية والمفهوم النسوي. الهدف من اللقاء هو خلق مساحة تفاعليّة من النقاش والتواصل ما بين النظريات النسوية والعمل الميداني وانا كشاب ارى بما اقوم به في كيان واجب تجاه مجتمعي عامة وتحسين وضع النساء خاصة”. وأضاف: “اللقاءات ستكون شهرية، وفي كل مرة سنقوم بالنشر والإعلان عنها عبر صفحة الفيسبوك التابعة لكيان، عليه اي مقترحات أو رغبة بالمشاركة يرجى التوجه لنا من خلال الصفحة أو من خلال عنوان المؤسسة”.
بدورها اضافت رفاه عنبتاوي، مدير جمعية “كيان”: “الملتقى يحاول ايضًا الدمج ما بين النشاط المعرفي والنشاط الاجتماعي، اي الربط ما بين النظرية والواقع في قضايا تتعلق بالجندر والنسوية، وذلك من منطلق ايماننا بضرورة التعمق بكل مستوى من شانه ان يثري احدهما الاخر الامر الذي يعود بالفائدة على العمل في الحقل وربما ابتكار اليات عمل جديدة. ومن المهم الإشارة ان كون الملتقى يجمع بين اشخاص من خلفيات مختلفة، وليس حتما ممن يعملون في الحقل، يغني ويثري النقاش ويضمن وجود وجهات نطر مختلفة ومتنوعة”.