ذات حُلْمٍ مشوّش
تاريخ النشر: 25/07/17 | 2:42ذات ليلةٍ صافية أتى شابٌّ ووقفَ بجانب بناية مهجورة وبعد تفكيرٍ مليّ قرر الصعود إلى سطحِ تلك البناية، وحينما وصل بدا متوترا، وقال لقد مللت حياتي، وراح يفكر في الانتحار، وبدأ ينظرُ إلى النّجومِ قبل أنْ يقرر القفزَ من على سطح تلك البناية، وبعد أنْ رنا بنظراتٍ سريعة صوب المدينةِ التي يحبها، خطا بخطوات بطيئة صوب حافةِ السّطح، ونظرَ للأسفلِ، فرأى امرأةً مشرّدة كانت تقف على الرصيف مقابل باب العمارة ولدا له بأنها تتسوّل، رغم أن الوقت كان متأخرا، وشاهدها بعد لحظات وهي تدنو من رجُلٍ بدا له غنياً، فملابسه كانتْ توحي بذلك، وكان ذاك الرّجل يقف بجانب سيارته الفارهة، تحت أضواءِ أعمدة الإنارة، فالشّابّ شاهد كل ما حدثَ مع تلك المرأة المتسوّلة، فالرّجلَ ذو الملابس الراقية ركلَها برجلِه، فسقطتْ تلك المتسوّلة على الرصيف، فتأثر ذاك الشّابّ مما شاهده، وراح ينزل درج البناية بسرعة، لأنه شعرَ حينها بالشّفقة على تلك المتسوّلة، وبينما كان ينزل من على درج العمارة استيقظ فجأة من نوْمِه على صوتِ الجيران المتشاجرين كالعادة، وعلم بأنه كان يحلم، فتشوّش حلمه في تلك اللحظات، ولم يكتمل حلْم ذاك الشّاب، لكنّه ظلّ يتذكر تلك المتسولة، لأنها كانت امرأة مختلفة عن كل المتسولات، وقال في ذاته لقد أعجبتْ بها، لأنها كانتْ امرأة قوية، ولم تتذلل أمام ذاك الرّجل الثري، وشتمته بكل أدب، رغم أنه اعتدى عليها، لكنها وقفتْ كالنّمرة تدافع عن نفسها دون خوفِ، مع أنني لا أحبُّ ظاهرة التسوّل في المدينة، لكن لكلّ إنسان عذره، وتمتم ذاك الشّاب في ذاته حينما نهضَ من فراشه كي يشربَ كأساً من الماء، وقال في ذاته يا لهذا الحُلْم، الذي تشوّش قبل لحظات بسبب مُشاجرةِ الجيران في منتصف الليل، وها أنا لن أستطيع تكرار ذاك الحلم مرة أخرى.
عطا الله شاهين