ورشة عمل للملتقى الديمقراطي للإعلاميين الفلسطينيين
تاريخ النشر: 24/07/17 | 12:40بدعوة من الملتقى الديمقراطي للإعلاميين الفلسطينيين (مدى) والتجمع الديمقراطي للمهنيين الفلسطينيين، نظمت ورشة عمل في منطقة البقاع – تعلبايا بعنوان: ” الحيادية في وكالة الغوث: لمصلحة الخدمات ام لتغيير الاستراتيجيات” حضرها عدد من ممثلي المؤسسات الاجتماعية والبحثية وفصائل فلسطينية وأعضاء لجان شعبية وناشطين ومثقفين كما حضرها عدد من أعضاء المجالس البلدية والمخاتير في المنطقة..
تحدث بداية مسؤول التجمع الديمقراطي للمهنيين في البقاع محمد عوض بكلمة ترحيبية قائلا: “ان وكالة الغوث كانت وستبقى محط استهداف من اطراف عدة وان اختيارنا لمسالة الحياد في الاونروا نابع من ادراكنا لضرورة توضيح هذا المصطلح وهدفنا ان نصل معا لقناعات مشتركة والى خلاصات ونتائج نضعها بين ايدي المعنيين، علها تساهم الى جانب الكثير من الجهود التي تبذل على مختلف المستويات من اجل معالجة الازمات التي تعيشها وكالة الغوث..”.
ثم قدم رئيس الملتقى الديمقراطي للإعلاميين الفلسطينيين في لبنان فتحي كليب عرضا عن مفهوم الحيادية وابعاده. حيث قال: نقدنا لسياسات وكالة الغوث يجب ان يفهم على انه نابع من حرصنا على تأدية الوكالة لمهامها على افضل وجه، وان همنا الاول والاخير هو تقديم الخدمات بشكل يفيد اللاجئين وان نعمل سويا (اونروا ومجتمع محلي) كشركاء في صياغة توجهات عمل الوكالة, وفقاً لأولويات واحتياجات المستفيدين وليس وفقا لسياسات بعض الدول المانحة.
وقال: استحضار سياسات ومفاهيم الحياد جاءت مترافقة مع مشكلات العجز في الموازنة العامة وتخفيض الخدمات، وهذا ما يعزز مخاوف اللاجئين من احتمالات العبث بالتفويض الممنوح للوكالة. وان الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على وكالة الغوث لدفع موظفيها على الابتعاد عن كل ما له علاقة بقضيتهم الوطنية. وهي تستغل مساهماتها المالية كونها الممول الاكبر بهدف التدخل في سياسات واستراتيجيات الوكالة بما ينسجم والموقف السياسي للادارة الامريكية الداعم لاسرائيل.
وتابع: ان الحياد بالطريقة التي طرح فيها هو حياد عن الصراع مع اسرائيل، وان اللاجىء الفلسطيني الذي احتلت ارضه وقتل شعبه واعتقل مطلوب منه ان لا يعبر عن رأيه. وفي هذا استجابة لسياسة الابتزاز المالي التي تمارسها بعض الدول المانحة بحجة الحياد لتحقيق اهداف سياسية، وما الضغط على موازنة الوكالة الا النموذج الواضح حيث تراجعت مساهمات الكثير من الدول المانحة في الوقت ذاته ضاعفت فيه هذه الدول مساهماتها في منظمات انسانية اخرى. وهذا ما يدركه اللاجئون الفلسطينيون جيدا بأن سبب العجز في الموازنة العامة ليس ماليا بل سياسي ويهدف الى تصفية حق العودة والغاء وكالة لغوث.
واضاف قائلا: لا حياد في القضايا الوطنية ولا حياد في صراعنا مع اسرائيل، ان دعوة موظفي الاونروا الى الحياد هي دعوة لأن يتحول الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني العاملين داخل الوكالة الى جنود يعملون بالاجرة وينفذون سياسات وتوجيهات رب عملهم الاكبر دون ان يكون لهم حتى حق النقاش او الاعتراض.. انها دعوة صريحة كي يتحول موظفو الاونروا الى مرتزقة يؤدون أعمالهم مقابل بدل مادي بغض النظر عن نوعية هذا العمل ومدى انسانيته وبغض النظر عن الغاية والاهداف التي يريد ان يصل اليها صاحب المال..
ودعا وكالة الغوث الى فتح حوار مباشر مع الفصائل واللجان الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني لطمأنة المجتمع المحلي وتعزيز الثقة بين الطرفين بما يزيل الهواجس المطروحة في الشارع الفلسطيني حول مفهوم الحياد واستهدافاته وهذا ما يعزز المشاركة الشعبية في نقاش مشكلات الاونروا والجهود المبذولة لمعالجة المشكلت المالية..
في نهاية الورشة جرى حوار واسع بين الحضور والمحاضر حول مسألة الحيادية وعلاقتها بالخدمات وبالتجاذبات السياسية. حيث قدمت مداخلات اكدت على ضرورة ابعاد وكالة الغوث عن الضغوطات التي تمارسها بعض الدول المانحة مجددين الدعوة لموقف فلسطيني رسمي ونقابي تجاه هذه القضية التي ستبقى موضع اهتمام اللاجئين الفلسطينيين..