نواب وأكاديميون يؤكدون أهمية اللغة العربية
تاريخ النشر: 26/07/17 | 12:58بدأت الكنيست صباح اليوم مداولاتها بقانون القومية اليهودية، الذي يشمل في بنوده اقتراحًا بالغاء المكانة الرسمية للغة العربية بحيث تبقى العبرية لغة رسمية حصرية في البلاد، وذلك بالإضافة إلى عدة بنود ترسّخ يهودية الدولة وتعمّق الاقصاء والتمييز العنصري ضد الجماهير العربية.
وتتزامن مداولات الكنيست هذه مع نشر توصيات برامج ونقاشات اليوم الخاص للغة العربية في الكنيست الذي بادر اليه مؤخرًا النائب د. يوسف جبارين، والتي أكد من خلالها العديد من النواب والأكاديميين اليهود والعرب على أهمية اللغة العربية كلغة رسمية، وحذروا من محاولات المس بمكانتها بالقانون وبالممارسة الميدانية.
وكان النائب جبارين قد عرض في الكنيست عريضة وقّع عليها المئات من الاكاديميين والناشطين الجماهيريين تطالب الحكومة بعدم المسّ باللغة العربية وتدعو إلى حماية مكانة العربية وتطويرها كلغة رسمية وكلغة الجماهير العربية بالبلاد.
البروفيسور مردخاي كريمنتسير، نائب رئيس المعهد الإسرائيلي للديمقراطية ومحاضر في الجامعة العبرية، قال في ملخّص توصياته: “بدون التضامن والتكافل بين المواطنين في إسرائيل سيزيد الاحتمال أن يتفاقم الغبن بحق مجموعة الأقلية القومية العربية التي لا تنتمي إلى مجموعة الأغلبية المهيمنة والمسيطرة، ومن السهل أيضًا انتهاج ممارسات قمعية بحق الأقلية، مثل الاعتقالات التعسفية، والتفتيش المهين في المطارات. وعندما تنتهج هذه الممارسات بسبب الانتماء القومي للشخص وليس بسبب شكوك وحقائق ملموسة، فإنها تدل على ممارسات وأفكار عنصرية”. وأضاف كريمنتسير: “الأخطر من هذا هو أن تصل هذه الممارسات حد الغاء الاخر والتنكر لهوية الأقلية وخصوصيتها، خصوصًا في ظل سياسات الفصل بين العرب واليهود والصراع المستمر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعليه يجب انتهاج سياسات تقرب الأغلبية من الأقلية وتعزز شعور التكافل فيما بينهما وذلك عن طريق معرفة لغة الأقلية والاعتراف بها رسميًا وعلى أرض الواقع وليس عبر محاولات استمرار اعتبارها لغة العدو ومحاولة المس بها والغاء مكانتها”.
أما البروفيسور محمد أمارة، رئيس دراسات اللقب الثاني في كلية بيت بيرل، فأكد ان “اللغة العربية هي لغة المواطنين العرب وهي لغة المنطقة بأسرها، وعلى الرغم من ذلك فإن اللغة العربية تكاد لا تكون موجودة في الحيز العام، وإن حضرت تكون هامشية بفعل هيمنة اللغة العبرية”. كما وأشار أمارة الى المحاولات الدائمة للمس بمكانة اللغة العربية، ومؤخرًا هناك محاولات جدية من قبل الحكومة التي تنظر للعربية كمشكلة وليست كمورد، وينظر إليها كلغة العدو وليس كلغة الجار. كما وأكد أمارة على أهمية إحداث تغيير مفاهيمي وجوهري في السياسات العامة نحو اللغة العربية، من خلال الحفاظ على اللغة العربية وتعزيزها بدلًا من محاولات المس بمكانتها الرسمية.
أما النائب ايال بن رؤوبين من حزب “المعسكر الصهيوني”، فقال: “علينا أن نساهم في تحسين أوضاع المواطنين العرب ومساواتهم مع المواطنين اليهود، واللغة العربية هي وسيلة مركزية في التواصل بين الناس وبناء جسور بين المجتمع العربي واليهودي ويجب علينا جميعًا دعم مشروع القانون الذي يلزم تعليم اللغة العربية في المدارس اليهودية من المراحل الابتدائية وحتى الثانوي”.
وفي السياق ذاته، أكدت النائبة كسانيا سفيطلوفا، من حزب “المعسكر الصهيوني”، في مداخلتها باللغة العربية “أن اللغة العربية ليست فقط لغة المواطنين العرب في البلاد، وانما هي لغة العديد من العائلات اليهودية أيضًا، وبإمكان اللغة العربية على جماليتها احداث تغيير جوهري في العلاقات بين المواطنين العرب واليهود، ولكن للأسف هنالك مشاريع قوانين تهدف إلى المس بمكانة اللغة العربية”. وأضافت سفيطلوفا أنها اختارت تعلم اللغة العربية “لأنها لغة المنطقة والجيران ويجب علينا أن نصل إلى وضعية بأن كل شخص في إسرائيل يتقن اللغتين، العربية والعبرية، وهذا من شأنه أن يخلق تفاهمات بين العرب واليهود ويساهم في دفع العملية السلمية”.
أما النائب ايلي الألوف، رئيس لجنة العمل والرفاة الاجتماعي، وهو عضو بالائتلاف الحكومي من حزب “كولانو” وينحدر من أصول عربية مغربية، فقد صرّح أنه لن يوافق على المسّ بمكانة اللغة العربية وأنه يتعهد بعدم دعم المبادرة الحالية لتقويض المكانة الرسمية للغة العربية.
ويُذكر أن رئيس الكنيست، يولي ايدلشطاين، كان قد قال في افتتاحية النقاش في الهيئة العامة للكنيست: “العبرية والعربية لغتان شقيقتان. مبادئ النحو وطريقة اللفظ متشابهة في كلتا اللغتين. الحقيقة هي أننا نحن الجمهور اليهودي في إسرائيل لا نعرف العربية بصورة كافية. القليلون منا ينظرون بالجدية اللائقة لتعلم وفهم اللغة التي يتكلم بها الأشخاص الذين يسافرون بجانبنا في القطار، أو الذين يعملون إلى جانبنا في مكان العمل. إن انعدام إمكانية التواصل يزيد من المخاوف، وعدم التفاهم المتبادل يؤدي مباشرة إلى الشكوك. الأسوار العالية التي بيننا، نحن اليهود والعرب في إسرائيل، لن يكون بمقدرونا هدمها في آن واحد، ولكن اذا كانت عندنا كلمات مشتركة، يمكننا امتلاك الأدوات التي نستطيع بمساعدتها أن نبدأ في العمل. كل كلمة إضافية نكتسبها بلغة الاخر هي كالمطرقة التي تحدث شقًا صغيرًا في أسوار الاغتراب”.