رأيت فرعون
تاريخ النشر: 20/08/17 | 0:47جميل منا أن يذكر الشخص القصص التي مرت به لكي يستفيد منها غيره فأحببت ذكر هذه القصة ويشهد الله أني اريد منها الفائدة لجميع الناس .
قبل أيام معدودات زارني في بيتي صديق لي بعد عودته من القاهرة ، واثناء الحديث عن سفره سألته عن اهم الأماكن التي قام بزيارتها ، فقال بحماس زائد : زرت المتحف الوطني بالقاهرة ورأيت فرعون ! فأخذني الحماس أنا ايضاً وسألته من دون تردد : بماذا شعرت حين رأيته ؟
قال : حين رأيته صاح قلبي لا إله إلا الله ، البقاء لله ، العظمة لله ، الكبرياء لله … وقلت أهذا هو فرعون الذي تكبر وتجبر ، وعصى وتمرد ، وصاح قائلاً : ( أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ) ؟ أهذا هو فرعون الذي قال : ( مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي ) ؟ حينها نظرت في وجهه الكالح وقلت في نفسي : تباً لك يا مريد ، وسحقاً لك يا عنيد ، ولعنة الله عليك يا بليد ، وتذكرت قول الواحد القهار سبحانه وتعالى : ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ) .
نعم هكذا اصبح فرعون جثة هامدة في صندوق زجاجي بلا دولة ولا سلطان ، ولا قوة ولا هيمان ، ولا جنود ولا أعوان ، ولا خدم ولا حشم وحيداً منفرداً مجرد من كل شيء ، مجرداً من كل قوة ، مسلوباً من كل نعمة ، معروضاً لعيون الناس بتاريخه وسيرته وجثمانه …
وهذا دليل واضح على أن الإنسان مهما كان قوياً ، مهما كان غنيناً ، مهما كان متكبراً فهو مخلوق ضعيف هزيل هش بائس فقير أمام قدرت الواحد الاحد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً احد .
بقلم : محمود عبد السلام ياسين