فضيحَة وَعَليها شهود!
تاريخ النشر: 31/07/17 | 7:12ما قامَت بهِ الحكومَة الإسرائيلية في الحَرَم القدسي خِلال الأسبوعين المُنصرمين ما هو إلا مَسرحيّة مُقزّزة, مَهزلة بحَق جنودها أولا وَأخيرًا وَانتصارًا عَظيمًا للشّعب الجَبّار رغم تَتابُع الألم وَالاحتلال.
عِندما تَسمحُ الحكومة لنفسِها أن تلعب بجُنودها الأمنييّن وَبأرواحهم مِن خِلال مَواقف وَقرارات مُؤقتة لا يُمكنها الصّمود كثيرًا فيها, هذا يَدل عَلى قِلة تقديرها للجُنود وَتبعثُ الشك بأن جُلّ همّها يَصُب في تغطية الفساد عَلى إحدى الشّخصيات البارزة في الدّولة بَين الفينة وَالأخرى, وَكما تعوّدنا دائمًا بَعد كلّ قضيّة فساد أو تحرّش تابعَة لشخصيّة مُهمة في الدّولة تأتي كارثة مُؤقتة لتغطي عَلى الأفعال المُخزيَة التي يَقوم بها أغلبيّة مَن لهُم سُلطة في هذه الدولة, عَلى حِساب أرواح الشّعب الفلسطيني, وَهُنا رَأينا أيضًا أنّ قرارات رَئيس الحكومَة بنَصب البَوابات الإلكترونيّة عَلى مَداخل المَسجد الأقصى أتت لتغطي عَلى تحقيقاتهِ وَشبهاته الأخيرة ليسَ إلا, وَلكسب أصوات يَمينيّة أخرى, وَما يُؤكد ذلك هُوَ تراجعهِ عَن قرارهِ وَإزالة البَوابات الإلكترونيّة وَالكاميرات بَعدَ أسبوعين مِن “الشّوشرَة” التي قام بها وَالتي لم نكن بحاجَة لها أصلا.
لن أتطرّق كثيرًا للعمليّة التي سَبقت نَصب البَوابات وَالتي أقدَمَ عَليها الشّبان الثلاثة مِن مَدينة أم الفحم لأنها ليسَت المحور الوَحيد للوَضع الحالي كما يَتصوّر البَعض أو كما يُريد البَعض أن يُصَوِّر ذلك, كونها خارجَة عَن المَألوف وَتقسم الجانب الإنساني وَالعقلاني إلى قسمين مُضادّين إلا أنها جاءَت بدَليل قاطِع عَلى أن الجنود العَرب وَخاصّة الدّروز (كونهُم يَخدمون إجباريًا) هُم ضَحيّة داميَة لصِراع الطرفين. بالمُقابل لا اختلاف أن الإحتلال وَالحِصار وَالذل والتفتيش قائِم قبل هذهِ العَمليّة بسَنوات بَل بعقود!!!
لِكلّ فِعل هُناك رَدّة فِعل, لذلك يَجب إلغاء الفِعل لنمتنعَ عَن رُؤيَة رَدّات الفِعل في المُستقبل وَللتقليل مِن عَدَد الضّحايا مِن كِلا الطرَفين!
في اعتقادي الشّخصي وَيُوافقني الكُثر, أنّ الصّفقة التي أبرمَت بَينَ نتنياهو وَالعاهِل الأردني بشأن إعادة الحارس وَالوزير إلى إسرائيل ما هِي إلا “لملمَة فضيحَة” لا أكثر, فقد أتت لنتنياهو صَفقة (لا عَالبال وَلا عَالخاطر) لِتخرجهُ مِن المَأزق التي وَضَع نفسهُ وَوَضع جنودهُ فيه مِن خِلال نصب البوابات الألكترونيّة والكاميرات الذكية حَول الحَرَم القدسي الشّريف, وبهذه الصّفقة يَكون قد أصابَ عصفورين بحَجر واحد:
الأوّل أنهُ وَجَد سَببًا للتّراجع عَن قراره حيثُ ظهر للجُمهور عَلى أنهُ “مُرغم” بإزالتِهم وَليسَ مَهزومًا.
وَالثاني أنهُ وَجد لنفسهِ زاوية خاصّة بين أحضان (خَفيفي العَقل) ليظهر وَكأنهُ يَهتم بمصلحَة أفراد شَعبهِ وَأنهُ لم يَستطع أن يَترك الوَزير وَالحارس تحتَ الخطر العَرَبي! مَع العِلم أنّ هُناك أسرى أو (جُثث رُبّما) مِثل آرون شاؤول وَهدار جولدن, ما تزال بَين أيدي الفلسطينيين ولم يُحرّك رَئيس الحكومة ساكنا إزائهم حَتى يَومنا هذا!
ما فعلهُ نتنياهو هُوَ بالعَرَبي العامّي “فضيحَة وَعَليها الجنود هِنّي الشّهود”.
آن الأوان للجُنود وَخاصّة العَرَب مِنهم أن يَعرفوا حَجم صِغَرهم في ظلّ هذا الصّراع الأزلي, حيثُ أنهم لا يَقومون إلا بدَور الدّمية التي تتلقى الأوامر مَتى شاءَ الكبار ذلك وَتتراجَع عَن الأوامر مَتى شاءوا أيضًا, مِمّا يُؤكد عَلى أن دورهُم يُختصر إمّا بقتلهم وَزهق أرواحهم أو وقوعهم كأسرى وإمّا بمُعاناتهم يوميًا أمامَ إرادة شَعب لن يغلبها اليأس يومًا.
بقلم: أزهار أبو الخير- شَعبان.عَكّا