قوة الكلمة ..

تاريخ النشر: 16/08/11 | 14:55

بقلم: ألاستاذ فؤاد كبها

عندما نتكلم عن قوة الكلمة أتذكر ذلك القول المشهور الذي يقول:” إن الكلمة التي لم تخرج من فمك هي مُلكك، فإذا خرجت ونطقت بها فقد ملكتك“.هذا القول قوي في معناه كقوة الكلمة التي يقولها خطيب بارع أو شاعر متمكن أو فيلسوف عبقري، ثم إن هذا القول يحذرنا من إطلاق العنان للسان على هواه. فقد تكون الكلمة مأخذا ترافق صاحبها فترة طويلة من الزمان، وقد تكون عائقا في تقدمه وتطوره، وقد أصبح رهينا لهذه الكلمة إذا كانت الكلمة قد وقعت كالصاعقة على سامعيها.

وفي زماننا هذا المليء بأعمال العنف الجسدي يمكن أن يكون سببه كلمة فيها كثير من الإثارة او كلمة لرد اعتبار لكلمة أخرى أقسى منها، وفي كلا الحالتين فالأمر بائس وممقوت ولكن كل منا يعرف ان البادئ هو اظلم.

والسؤال المطروح في حالة تطور الأمور واشتدادها تختلط الأوراق وكل طرف من الأطراف يبدأ باتهام الأخر في التعثر في الكلام وأحيانا يرى البادئ الحقيقي نفسه محاطا بمجموعة مؤيدة ظلما حتى في شهر الصوم لان هذه المجموعة مستفيدة من المعتدي الأول فنرى هذه الزمرة تنافق وتحاول أن تزيل الغبار عنه، لكي تصل إلى مآربها عن طريقه ربما لأنه يملك منصبا، وعندما يفقد هذا الرجل المنصب ترى هذه الزمرة المتسلقة التي لا تريد ان تسمع الطرف الثاني أو أن تصغي إليه تتحول إلى صاحب المنصب الجديد لا تتباكى على الذي انهى منصبه بل تجيد السب والشتم في غيابه فهو كحبة الليمون التي تم عصرها لتلقي به جانبا، والغريب أن ذلك الإنسان الذي اختلف معه حتى وصل سيل الزبى يشفق عليه ويحاول ان يتواصل معه لأنه لا يعتبر نفسه من المتسلقين بل من الرجال الذين لا يشمتون ولا يكيدون كيدا.

أسئلة كثيرة عن اطباع الناس ورؤيتهم للأمور، ومن الذي يدفع هذا النوع من البشر ليتخذ هذه المواقف المتذبذبة الغير ثابتة، لا أريد أن أجيب على هذا السؤال فهم يعرفون الإجابة في قراره أنفسهم..

أقترح لهؤلاء إن سمعوا ويعوا هذه النصائح:

أولا :- ان يحافظوا على طبيعتهم المميزة التي تختلف عن أطباع الغير وان يحافظوا على بصماتهم الطبيعية فكل إنسان له بصمة خاصة به مميزة لا تشبه بصمات الغير ولله في خلقه شؤون.

أما النصيحة الثانية: يجب عليهم ان لا يتحينوا الفرص في صب الماء على الزيت المغلي لان هذا الزيت يمكن ان يحرقهم ويشوه ملامحهم الطبيعية، وكما قال تعالى: (وما يحيق المكر السيء إلا باهله).

وأما النصيحة الأخيرة: أن يكون الإنسان محضر خير لإصلاح ذات البين، وان يقول الكلمة الصادقة وان لم يستطع فالسكوت من ذهب.

وختاما أقول: كن أصليا” ولا تكن نسخة تتأثر بالدعايات المغرضة واجب بصراحة على أسباب مواقفك المتغيرة.

‫7 تعليقات

  1. لو صام الناس عن الكلام الزائد لقلت المشاكل واعمال العنف ولهذا انا اوافق الاستاذ فؤاد كبها المحترم على دعوته في هذا المقال

  2. تبا للمتسلقين والفاسدين والماكرين وطوبا للصالحين والمصلحين واعرفك يا استاذي انك من المصلحين وشكرا على هذا المقال الجميل ارجو من القارئين ان يتمعنوا في هذا المقال للاستفاده في الحاضر والمستقبل وان ياخذوا العبره من هذا المقال الرائع

  3. أحيّي الأستاذ فؤاد كبها على معالجته مثل هذه الموضوعات الواقعيّة
    بأسلوب موضوعيّ يخاطب العقل والوجدان.
    أتمنّى لك مزيدا من العطاء والإبداع المميزّين.
    وكلّ عام وأنت وجميع أفراد الأسرة الكريمة بخير وعافية.

  4. حياك الباري يا صديقي العزيز وجمل ايامك بالايمان ومكارم الاخلاق..

    مقالتك جوهرية المضامين…تعالج بها امور قيمة..تتطرق لظواهر سلبية تؤدي

    الى اعمال عنف ومشاكل جسيمة…بحاجة لجهود كبيرة من اجل الصلح والاصلاح..

    جدير بنا ان نسلك دروب الخير ..نعمل بمكارم الاخلاق..نخطو مع الفضيلة ونعمل بها.

    جدير بنا ان نكون ايجابيين بالحديث ..والفعل..نعمل على رفعة مجتمعنا في كل مجالات

    الحياة..

    صديقي العزيز..اتمنى لك دوام الصحة والعافية..ومزيدا من العطاء الخالد.

  5. كل عام وانتم بخير
    نحن نودع شهر رمضان الكريم على امل اللقاء بهذا الشهر المميز في جميع المجالات وبخاصة الاجتماعيه والدينيه والثقافيه….وهنا اريد ان اشكر كل المعقبين بل والذين قرئوا واستفادو من النشرات التي قرأتها من الكثير من الاصدقاء المبدعين والخلاّقين شبابا كانوا او كبارا او نساءً او اَّنسات او سيدات . جعلوا لهم من هذا الموقع الجميل بابا وقلبا وجوارحا هادئه فهذه الاربع كلمات السابقه وبداياتها تشكل معا كلمة بقجة, التي جمعت الوان مختلفه من الادب والشعر والقصص الطريفة وغيرها من البقجيات .
    واختم قائلا :_لكم التحيه ايها القائمون على هذا الموقع الذي يتطور ويتجدد بفضل العقول النيّره وأنامل (اصابع) كل من كتب او نشر بهدف معالجة ظاهرة سلبيه او من توقف على ظاهره ايجابيه.
    ارجو التواصل مع هذا الموقع الملتزم وكل عام وانتم بخير مع نهاية هذا الشهر الفضيل وبداية عيد الفطر السعيد ومع بداية السنه الدراسيه الجديده لعام 2011 -2012 والى لقاء اخر ايها الاخوه والاخوات الاعزاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة