هل يقتل الزواج الحب
تاريخ النشر: 20/08/17 | 0:45الحب والزواج
يعدّ الزواج رابطة اجتماعية مقدّسة تتطلّب من الزوجين العديد من المؤهلات التي تمكّنهما من تحقيق حياة أسرية ناجحة، وقد بيّنت الشريعة الإسلامية معالم هذه المؤهلات عندما أقرنت الرابطة الزوجية بمفاهيم السكينة والمودّة والرحمة، وكثيراً ما نُلاحظ شكوى بعض الأزواج من مشكلة انعدام أو ضعف الحبّ بعد الزواج رغم وجوده قبل ذلك، وهذا ما سنتحدّث عنه تفصيلاً في هذا المقال.
هل يزول الحب بعد الزواج
إنّ الحب لا يزول بعد الزواج بل قد يزيده عمقاً وتأصّلاً، وكلّ ما في الأمر أنّ الحبّ لا يعود بحاجة للتعبير عنه بالطريقة ذاتها التي كان يعبّر عنها سابقاً؛ فالزواج يؤكد وجود الحبّ ويحافظ عليه، إلّا أنّ هناك بعض النّاس الذين لا يُشعرون به، وهم بحاجة دائمة لأن يشعروا بهذا الحب من خلال تعبير الطرف الآخر بحبه لهم. تصبح للحبّ بعد الزواج أشكال أخرى جديدة بحيث تُصبح عبارات الحبّ دون قيمة أو فائدة إنّما هي المواقف والأفعال التي تُثبته وتعبّر عنه بالطريقة الصادقة والصحيحة، كما أنّ محاولات تحقيق المزيد من الاتفاق والتفاهم والانسجام والرغبة المشتركة في إنجاب طفل وتحقيق الأحلام المشتركة هي جميعها من أشكال الحبّ، إلّا أنّ هذه الأمور كلها لا تحول دون شعور المرأة العادية بالتعاسة نتيجة عدم تعبير زوجها عن حبّه بالشكل الذي ترغبه هي، أمّا المرأة الذكية فتلحظ الحبّ وتشعره بأسلوب أو بآخر.
وجود الفتور بين الأزواج
إنّ وجود فترات فتور في الحياة الزوجية من حينٍ لآخر لا يعني انعدام الحبّ، إنّما هي فترات طبيعية يمرّ بها جميع الأزواج في مراحل معيّن من حياتهم، والطريقة السليمة للخروج منها هي الاعتراف بالواقع ومواجهته بكلّ هدوء ووضوح وصراحة، مع إمكانية استخدام أسلوب التكلّف مع الطرف الآخر لإشعاره بالرضا والارتياح؛ ففكرة تكامل المحبّين وعدم وجود أي فرق بينهما أو تكليف أمر خاطئ؛ فمهما كانت الروابط بينهما قوية ومهما اشتركا في الكثير من الأفكار إلّا أنّ لكلّ منهما ذاته، ومزاجه، وميوله وقدراته وأطباعه وأفكاره والتي ينفرد بها وحده، مما يتطلّب على الشريك الآخر معرفة الأسلوب الذي يلائم شريكه تحديداً ولا يلائمه هو.
نصائح للحفاظ على الحب بعد الزواج
التفكير الإيجابيّ: يعني الاقتناع الداخليّ أنّ شريك الحياة يستحق الحبّ والاحترام والتقدير، والقيام بالسلوكيات تجاهه بناءً على هذا المبدأ، وليس على مبدأ الإرغام أو الإجبار
الصدق والوضوح: لا تعني هاتان الصفتان إبراز العيوب بشكل ساخر إنّما إظهار نقاط الضعف بشكل حذر من شأنه تقريب الشريك أكثر لا إبعاده.
الابتعاد عن المقارنة: إنّ كلّ تجربة لها ظروفها الخاصّة وملابساتها المختلفة التي يمكن بأي حال قياسها على تجربة أخرى، عدا عن وجود الأسرار في العلاقات والتي تمنعنا من الاطلاع على العلاقة بشكل واضح وكامل يُتيح لنا المقارنة. معرفة الحقوق والواجبات: حيث يعرف كلّ شريك ما احتياجاته وحقوقه وما هي واجباته تجاه الطرف الآخر.