إجتماع الرابطة الأدبية عارة عرعرة
تاريخ النشر: 01/08/17 | 16:17ناقشت الرابطة الأدبية عارة- عرعرة في لقائها الشهري المنعقد في المكتبة العامة ظهر يوم السبت دواوين الشاعر عاطف محمد أسعد يونس ابن عرعرة المقيم في الزرقاء- الأردن.
استهل الندوة الأستاذ محمود مصلح يونس حيث شكر الحضور وقال انه لهذا اللقاء سيتم اتباع نظام الندوة، حيث تم الاتفاق مع المتحدثين الأساسيين وهم د. محمد عقل، الأستاذ بدر يونس والشاعر مصطفى الجمال. وسيكون الأستاذ المحامي سميح يونس عريف الندوة.
ثم تولى الأستاذ سميح يونس عرافة الندوة وقال أن اسم الشاعر عاطف محمد أسعد يونس يرتبط بمجزرة حصلت في البلد قرب أم الريحان، وهي واحدة من سلسلة من المجازر المستمرة من قبل النظام الصهيوني الاجرامي بحق الشعب الفلسطيني. وأضاف أنه في هذا اللقاء يلتقي الأدب مع التاريخ. وليس صدفة أن أحد ضحايا مجزة عرعرة هو طفل أصبح شاعرًا يشهد ليس فقط على الحادثة بل على مأساة الشعب الفلسطيني بمجملها. ثم قدم الدكتور محمد عقل والذي كان أول المتحدثين.
استعرض د. محمد عقل في بداية حديثه مسيرة ترحال الشاعر عاطف يونس ابن عرعرة ومحطات تنقله من الزرقاء الى بيروت والجزائر مشيرًا الى ان هذه المحطات تعكس محطات من محطات التغريبة الفلسطينية. وأضاف أن عائلة الشاعر انقسمت ما بين عرعرة والأردن في أعقاب رحيل والد الشاعر وبقاء جده في عرعرة بعد النكبة. وتطرق د. محمد عقل الى ظاهرة التسلل وتبادل الزيارات واللقاءات على طول الخط الأخضر الذي كان يمثل الحدود بين السيطرة الاسرائيلية وتلك الأردنية. وبين أن قوات الجيش والأمن كانت تغض النظر وتتسامح نوعًا ما مع هذه اللقاءات، ولكن في صبيحة عيد الفطر 25\6\1952 استشرس الجيش وهاجم وفد من أهل عرعرة المتوجهين الى نقطة اللقاء فسقط شهيدين هما أحمد خالد سلامة يونس وسعيد عبد الرحمن أسعد يونس واصابة 5 آخرين منهم غازي علي يونس، من قمت بمقابلته لجمع المعلومات ومصطفى العتيلي من خور صقر والشاعر الذي نتحدث عن أعماله اليوم عاطف محمد أسعد يونس وكان وقتها طفلاً لم يتجاوز عمره العشر سنوات. وقد استقرت في رأس الطفل\ الشاعر رصاصة، لم يتم اخراجها حتى يومنا هذا. وعدد د. محمد عقل مؤلفات الشاعر وهي “رابعة وعبد الله والعصفور الأخضر”، “شموس في الليل”، و- “عبد الله الساكت يتكلم”. وقرأ من مؤلفه “عبد الله الساكت يتكلم” بعض الأبيات تدل على تقدير الشاعر لمن بقي في عرعرة- الوطن:
يا سيدي أسعد يا عملاق “الخطاف”
هل كنت تطالع كف الغيب
وتقرأ أسرار الأشياء
هل أنت الأمي ترى
أم نحن الجهلاء الجهلاء
غادرنا الفردوس المحتل وهمنا في الأرض..
ثم تبعه الأستاذ بدر يونس الذي يرى أن العصفور الأخضر هو الشاعر عاطف نفسه. فالعصفور متنقل ترحال والأخضر يرمز للببغاء المتكلمة ذات الصوت الميل وعاطف يونس هو لاجئ فلسطيني اضطر للترحال وكان لسانه وشعره سلاحه. وتطرق الى الشعر العربي وقواعده التي تلزم الوزن والقافية. وقال أن شعر عاطف يونس لا يلتزم فقط بالوزن والقافية بل يلتزم أيضًا بالقضية الفلسطينية. وأضاف الأستاذ بدر يونس أن الشاعر في مؤلفه “شموس في الليل” وكأنه يتنبأ بما سيحدث في المستقبل وخاصة في القدس. ثم أشار الى هجاء الشاعر لأنور السادات في أعقاب “كامب دافيد” وقرأ مقطعًا من قصيدته بهذا الشأن. وقال الأستاذ بدر يونس أن له علاقة بحادثة ذلك اليوم المشؤوم حيث شارك مع أحمد يونس (أبو النزيه) في تسليم الطفل\ الشاعر عاطف يونس إلى أهله بعد انتهاء فترة العلاج في المستشفى في حيفا.
واستهل الشاعر مصطفى الجمال ابن عرعرة حديثه بالقول أن علاقة صداقة كانت تربط أهل بيته مع الشهيدين الذين سقطا في ذلك اليوم المشؤوم. وقال أن أخت الشاعر كانت زميلته في المدرسة قبل الرحيل. ثم تطرق إلى أعمال عاطف يونس ووصفه بالشاعر المبدع الذي جرحته الغربة وتلوع بلوعة شعبه ولم يسلم من ظلم الحكام. وأضاف قائلاً انه رغم عدم ميوله للشعر النثري، الا انه وجد وزنًا وقافية لشاعر مفكرٍ. وقال انه لاحظ أن الشاعر، ورغم انه ترك البلاد وهو طفل، الا انه لا ينسى مسقط رأسه. ولفت نظر الحضور لأسلوبه في محاورة الشعراء واستحضارهم ففي قصيدته بمناسبة رحيل عبد الكريم الكرمي (ابو سلمى) يتوجه الشاعر للقدس ويقول “علمينا” وكأن القدس مدرسة تعلم الحروف. ويخاطب المتنبي ويترحم عليه ويستحضر ذلك اللهب الكامن في كلماته وكأنه يحمل سيفًا.
وتحدث المربي مفيد صيداوي وقال أن معلوماته عن الحادثة حصل عليها بواسطة البحث. وأضاف انه وجد في صحيفة الاتحاد معلومات كثيرة عن حادثة استشهاد شباب عرعرة قرب أم الريحان. وتعرف على الدور الذي كان لحنا نقارة في هذه القضية على المستوى القضائي وكذلك اشار الى دور توفيق طوبي الذي عرض الموضوع في الكنيست.
وكان للدكتور محمد عقل رأيًا مغايرًا حيث قال أن النائب عن حزب مبام رستم بستوني ابن طيرة الكرمل هو من أثار الموضوع في الكنيست وذلك بفض تفاعل حزب مبام مع محمود رشيد يونس قريب الشهيدين.
وقال الكاتب احمد عبد الغني عقل أنه قام بتوثيق المجزرة. وأكد أنها كانت مجزرة مخطط لها وتم استهداف الشهيدين وقتلهما في دم بارد. وأشار أن لديه معلومات عن قيام القوة الأمنية باحتجاز راعٍ كان في المنطقة بهدف منعه من تحذير الوفد القادم لملاقاة الأقارب. وأضاف أن الهدف كان الترهيب والتخويف لكي يضطر الناس الى بيع الأراضي والرحيل.
وقال المربي ابراهيم وشاحي انه لم يتعرف على أعمال الشاعر وأن هذه الندوة كانت فرصة جيدة للتعارف. ورأى أن مخاطبة الشاعر عاطف يونس لشعراء آخرين فيها نوع من التشابه لخطاب الشاعر نزار قباني لأطفال الحجارة.
وتحدث المهندس محمد سلامة يونس عن الحادثة وعن الشاعر قائلًا أن عائلته لم تتحدث كثيرًا عن حادثة استشهاد عمه أحمد خالد يونس وزميلة سعيد عبد الرحمن يونس. وربما يعود ذلك لشعور الجدة نبيهة بالذنب لأنها هي من طلبت من العم أحمد مرافقتها لمقابلة أهلها القادمين من اليامون في حي العرب. ولكنه أضاف أنه سمع جدته تقول أن الجنود نادوا على العم أحمد باسمه فهم كانوا ينتظروه وكان مستهدفًا بشكل شخصي. وبالنسبة للشعر والشاعر أضاف محمد سلامة يونس أن قراءة أشعار عاطف يونس هي بمثابة مسيرة في أحداث القضية الفلسطينية التي تتعاقب في الأبيات والقصائد. وأضاف أن مواقف الشاعر واضحة فيما يخص حق العودة ورفض التعويض والتوطين، وندائه للوحدة العربية، ودعمه للكفاح المسلح، واحترام الشهداء وتقديره للغة الضاد. ولفت نظر الحضور لمهاجمة الشاعر للأنظمة العربية واستثنائه للأردن. ولوجود روح صوفية خفية بين السطور.
وفي الختام تم الاجماع أن الشاعر بحاجة لمن يكتب نقدًا لشعره ويقوم بدراسته بشكل مهني.
ستناقش الرابطة الأدبية في لقائها القادم موضوع العولمة.
كل الاحترام لرابطة بلدنا