دامت شوارعكم بالأعراس عامرة
تاريخ النشر: 06/08/17 | 13:10في ساعات المساء المبكرة، أمس، ركبت سيارتي معتزمًا التوجّه إلى خارج البلدة.
وفيما كنت أنوي السفر عبر أقرب شارع من بيتي كان الطريق مغلقًا.
سيارات في كلا طرفي الطريق ومركبة جيب كبيرة تسد وسطه وهي جاثمة لا يمكن لأحد أن يزحزحها من مكانها.
الأصوات المبتهجة والزغاريد المنبثقة من المنطقة الواقعة خلف المركبات المتوقفة كانت واضحة ومجلجلة. “*عندنا عرس*”، ” تقول، “نطلب من حضرتكم اختيار طريق آخر”.
وبالفعل، كان لا بد من السفر عبر الحارة المحاذية، غير ان عرس ابن أبي العبد حال هو الآخر دون فتح الطريق، وبالتالي انسد هذا الطريق أمام مركبتي المندفعة ببطء شديد في محاولة للبحث عن منعطف قد يلتف حول السيارات المصطفة باكتظاظ شديد في وجهي ووجهها. وتذكرت فجأة اقتراح ابنتي لي أن أغير تخصصي من إعلامي إلى مخترع لكي أصمم لها سيارة لها جناحان تستطيع التحليق فوق السيارات في حال وجود أزمة سير..
ولما كان هذان الطريقان الوحيدين الموصلين إلى خارج البلدة، وهما مسدودان بفضل الأفراح والليالي الملاح في بلدتي، فقد اضطررت للعودة أدراجي إلى أدراج بيتي، وتحديدًا إلى ابني الذي كان يطلب مني أن نشاهد معًا تقريرا موسعا حول *نيمار* اللاعب البرازيلي الذي اشترته باريس سان جيرمان من خصمي اللدود برشلونة، على اعتبار أني من إدارة فريق ريال مدريد مثلا. في نفسي كنت أردّد مباركاتي للمتزوجين وللمحتفلين بهذه الأفراح التي ابتهل للرب ان تكون معششة في بيوتنا، وتذكرت ما كانت يردده شبابنا في كلّ فرح لأحد أفراد الحارة “عليها الجيرة ما ننام الليلة”!
في الحقيقة، بعدما قفلت راجعًا حظيت بمشاهدة تقرير مثير حول قدرات نيمار وشكرت ربي لأن باريس اشترته من خصمي اللدود برشلونة.
لكن، ماذا يفعل الذين عليهم القيام بعمل طارئ؟ أو لا بد من وصولهم إلى عمل مربوط بتوقيت معين؟ أو ربما، لا سمح الله، إذا تعرض أبناؤهم، بغتةً، لإصابة اضطرتهم للمسارعة إلى المستشفى؟
ابو تامر نادر