أمسية ثقافية مع د. محمد هيبي في حيفا

تاريخ النشر: 06/08/17 | 16:06

أقام نادي حيفا الثقافي يوم الخميس الفائت أمسية ثقافية لإشهار بحث الحرية الإبداع والرقابة لد. محمد هيبي من كابول، وقد حضرها الأهل والعديد من الزملاء والأصدقاء وأهل القلم من حيفا والشمال والجليل .افتتح الأمسية مؤهلا بالحضور والمشاركين رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد مفيد نقارة ثم عرض أمسيات النادي المقبلة داعيا الجميع إليها.تولت عرافة الأمسية وأدارتها بشاعرية ولباقة الشاعرة سلمى جبران متطرقة للبحث في كلمتها.أما في باب المداخلات فكانت الأولى لد. محمد صفوري بعنوان وأد الحريات، جاء في مداخلته أن البحث دراسة أكاديمية جادة تمحورت حول الرواية السورية كجنس أدبي تعامل فيها الباحث مع روائيين سوريين مميزين لوحقوا بالرقابة. ومن أهم ما توصلت إليه دراسته أن الرواية السورية هي سياسية غالبا، ما حتم عليها الاهتمام بالإنسان العربي عامة والسوري خاصة. وأنها تصور الصراع السوري كصراع طبقي اجتماعي.تعكس بعد الروايات محاولات فاشلة في تدجين المواطن السوري من قبل السلطة.وفي كثير من الحالات كانت أسباب قمع الرواية تافهة وغير مبرَّرة.

اعتمد الباحث مصادر ومراجع معتمدة وصلت إلى 332 مرجعا و12 رواية سورية.وختم قائلا إنها دراسة منهجية يعنى صاحبها بكل خطوة فيها وتشهد بقدرته على السباحة ضد التيار، يستحق عليها دكتوراه بجدارة.تلاه سماحة القاضي الشرعي د. حمزة حمزة بمداخلة له بعنوان ” ضوابط حرية التعبير وتقاطعها مع الشرع الإسلامي ” عرض تساؤلات حول الموضوع، ففي عنوان البحث، حرية، إبداع ورقابة مصطلح الحرية يثير إشكالية، ليس له كيان يضبطه دون أن يثار تساؤل حوله.فتعريف الحرية عند أصحاب الفكر الديني الإسلامي أن يفعل الانسان ما يريد ما لم يتداخل مع حدود الآخر.تحدث د. هيبي عن المحظورات الثلاثة، السياسة، الدين والجنس وكأن اختراق هذه المحظورات هو شرط للإبداع. فتساءل: أليس الحد من الحرية في فترة زمنية معينة هو سبيل من أجل نيل الحرية؟
الناس منقسمون على أنفسهم في الموقف السياسي، والسياسة والدين والجنس تُضبط في ضوابط متعددة في المجتمع كالحياة، القانون والعادة. فلماذا يخترق الروائي هذه المحظورات ولا يتوقع أن يكون هناك من يقف له بالمرصاد؟

أما المداخلة الثالثة والأخيرة فقدمها د. خالد غنايم وهو محاضر في قسم القانون في جامعة حيفا. سلط الضوء فيها على حرية التعبير عن الرأي التي هي كل الحريات وهي أساس النظام الديمقراطي على حد قوله. وتابع أنها حق دستوري أساسي محمي بوثائق دولية منذ القرون الوسطى ويجب خلق موازنة بين حق التعبير عن الرأي وبين المصالح الأخرى. وحسب الفيلسوف الألماني إيمانويل كانت أن المجتمع موجود من أجل الفرد وليس العكس. والأغلبية لا تستطيع قمع حقوق الأقلية.وكانت خلاصة كلامه أن مجتمعنا العربي فاقد للحريات كلها، وهو في سبات فكري والشعلة الوحيدة موجودة عند العرب خارج الدول العربية.وفي الختام، كانت الكلمة لصاحب البحث د. محمد هيبي فقال في موضوع الإبداع في العالم العربي، هناك إبداع ومبدعون في العالم العربي، ما أرغم السلطات السياسية على تفعيل أداة الرقابة للحد من هذا الإبداع ومع هذا هنالك مبدعون كثيرون تحدوا هذه الرقابة ودفعوا ثمنا كالسجن، النفي وحتى القتل. والنقد كذلك يعاني من الرقابة فالنقاد لا يقولون كلمتهم بجرأة. وكان مثاله على ذلك الروائي السوري حنا مينة في روايته (الثلج يأتي من النافذة) التي انحنى فيها للسلطة السياسية والدينية وذلك بدافع حنينه للعودة إلى الوطن.وخص كلمات شكره وعرفانه للعديدين، بدءا بالحضور ونادي حيفا الثقافي مرورا بكل من سانده ودعمه في إخراج دراسته إلى النور.
بقي أن نذكر أن الأمسيات الثقافية تقام برعاية المجلس الملّي الأرثوذوكسي الوطني-حيفا.
إعداد: خلود فوراني سرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة