حكم البكاء على الميت
تاريخ النشر: 27/08/17 | 15:30إنّ البكاء على الميّت بلا صوت هو أمر جائز باتفاق العلماء، وقد فعله النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – ووصفه بأنّه رحمة، ففي الحديث المتفق عليه:” أنّه فاضت عيناه حينما رفع إليه ابن ابنته كأنّه شن، فقال له سعد: يا رسول الله، ما هذا؟ فقال: هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنّما يرحم الله من عباده الرّحماء “، وكذلك الحال عند موت ابنه إبراهيم. وأمّا الأمر المحرّم فهو أن ينوح المسلم أو يندب، أو أن يبكي بكاءً مقروناً بأحدهما، وذلك كما في الحديث:” إنّ الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب، ولكن يعذّب بهذا أو يرحم، وأشار إلى لسانه “، متفق عليه، قال النووي رحمه الله:” وأجمعوا كلهم على اختلاف مذاهبهم على أنّ المراد بالبكاء – أي البكاء الذي يعذّب عليه – البكاء بصوت ونياحة، لا مجرد دمع العين “. وإنّ جمهور العلماء يرون أنّ الميّت يعذّب في حال أوصى أن يتمّ البكاء عليه، أو أن يُناح عليه بعد أن يموت، وذلك جمعاً بين الأحاديث التي رواها عمر وابنه عبد الله رضي الله عنهما، أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” إنّ الميّت يعذّب ببكاء أهله “، متفق عليه، وإنكار عائشة رضي الله عنها أن يكون النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال هذا محتجّةً بقول الله تعالى:” وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى “، لأنعام/164، وأنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – إنّما مرّ على يهودية يبكي عليها أهلها فقال:” إنّهم ليبكون عليها وإنّها لتعذب في قبرها “، قالت عائشة رضي الله عنها:” تعذّب بكفرها لا بسبب البكاء “.