جهاد علي بن ابي طالب وشجاعته
تاريخ النشر: 20/11/17 | 4:36كان علي بن أبي طالب من أبطال المسلمين القلائل الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقتال عدوه ، فهو لم يتخلف في غزوة غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم سوى غزوة تبوك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يبقى في المدينة أميراً عليها يدير شؤون المسلمين فيها في غياب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وراجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأذن له في الخروج معه فأمره أن يبقى في المدينة وقال له : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى والذي يتبع جهاد علي رضي الله عنه في غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد أنه قد سجل بطولات كثيرة و رائعة ففي غزوة بدر بارز أحد أبطال المشركين الوليد بن عتبة وفي لحظات صرعه، وفي غزوة أحد ثبت مع النبي ثبات الأبطال ، يقاتل المشركين ويدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كان في وسط المعمعة ، وأصيب إصابات كثيرة بلغت ست عشرة إصابة ، وحمل الراية بعد استشهاد مصعب بن عمير رضي الله عنه و في غزوة الأحزاب خرج عمرو بن عبدود العامري معلماً ليرى مكانه ، فلما وقف هو وخيله قال: من يبارز؟فبرز له علي بن أبي طالب ، فقال له : يا عمرو ، إنك قد كنت عاهدت الله ألا يدعوك رجل من قريش إلى إحدى خلتين إلا أخذتها منه ، قال له :أجل قال له علي: فإني أدعوك إلى الله ورسوله وإلى الإسلام قال: لا حاجة لي بذلك قال:فإني أدعوك إلى المنزل فقال له : لم يا ابن أخي؟فوالله ما احب ان أقتلك فقال له علي : لكني والله أحب أن أقتلك فحمي عمرو عند ذلك فاقتحم عن فرسه فعقره او ضرب وجهه ثم اقبل على علي فتنازلا و تجاولا فقتله علي عليه السلام و خرجت خيله منهزمة حتى اقتحمت الخندق هاربة وفي غزوة بني قريظة سلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية وأمره على المسلمين الذين توجهوا للقتال .فكان أدنى المسلمين إلى بني قريظة وفي غزوة خيبر استعصى أهم حصن وهو (حصن ناعم) على المسلمين ، وحاولوا أكثر من مرة اقتحام الحصن فلم يتمكنوا من ذلك ، وفي المساء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، قال : فبات الناس يدركون أيهم يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب ، فقيل هو يا رسول الله يشتكي عينيه ، قال : فأرسلوا إليه ، فأتى فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ، ودعا له ، فبرأ كأن لم يكن له وجع، فأعطاه الراية ، فقال علي : يا رسو الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ، فقال : أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم وحمل علي بن أبي طالب وتقدم الصفوف ، فخرج له مرحب بطل يهود خيبر يطلب المبارزة ويرتزج قائلاً
لقد علمت خيبر أني مرحب ———- شاكي السلاح بطل مجرب
أطعن أحياناً وحين أضرب ———–إذا الليوث أقبلت تلهـــــب
فبرز له علي بن أبي طالب على الفور فتبارزا ، فاختلف هو وعلي ضربتين فضربه علي رضي الله عنه على هامته حتى عض السيف منها بأضراسه وسمع أهل المعسكر ضربته.