حكم اللعب وإقامة بعض أنواع الرياضة في ساحات الأقصى
تاريخ النشر: 24/12/17 | 21:16ما حكم اللعب وإقامة بعض أنواع الرياضة في ساحات المسجد الأقصى؟
الجواب : ساحات الأقصى جزء من المسجد، يجب احترامها وتعظيمها ورعاية حرمتها وتنزيهها عن كل ما لا يليق بها من اللغو واللعب الباطل. ومن القواعد المقررة شرعاً وجوب تعظيم شعائر الله، يقول الله تعالى:ذلك وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ([الحج:32]. ويقول تعالى:ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ([الحج:30]. قال القرطبي في تفسيره(12/56):”وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ، الشعائر جمع شعيرة، وهو كل شيء لله تعالى فيه أمر أشعر به وأعلم… فشعائر الله أعلام دينه لا سيما ما يتعلق بالمناسك…”. ولا شك أن المساجد وأجزاءها داخلة في عموم شعائر الله.
والأصل في المساجد أنها تبنى لذكر الله (تعالى) وإقامة الصلاة وقراءة القرآن ومدارسة العلم ونحو ذلك مما فيه فضل عظيم. قال الله عز وجل: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ([النور:36-37].
ولا يمنع ذلك من وجود بعض المباحات في المسجد وساحاته كممارسة رياضة المشي والجري والكلام المباح، لما جاء عن عائشة (رضي الله عنها) قالت: دعاني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والحبشة يلعبون بحرابهم في المسجد في يوم عيد، فقال لي:”يا حميراءُ! أتحبين أن تنظري إليهم؟” فقلتُ: نعم، فأقامني وراءه، فطأطأ لي منكبه لأنظر إليهم، فوضعت ذقني على عاتقه، وأسندت وجهي إلى خده، فنظرت من فوق منكبيه، وهو يقول:”دونكم يا بني أرفدة!” حتى شبعت، قالت: ومن قولهم يومئذ: أبا القاسم طَيِّبًا. وفي رواية: حتى إذا مللت؛ قال:”حسبك؟”، قلتُ: نعم، قال:”فاذهبي”. وفي أخرى: قلت: لا تعجل، فقام لي، ثم قال:”حسبك؟” قلت: لا تعجل، قالت: وما بي حب النظر إليهم، ولكن أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي، ومكانه مني، وأنا جارية، فَاقْدِرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْعَرِبَةِ الْحَدِيثَةِ السِّنِّ الحريصة على اللهو. قالت عائشة (رضي الله عنها): قال (صلى الله عليه وسلم) يومئذ:”لتعلم يهود أن في ديننا فسحة”[رواه البخاري ومسلم].
وقد كان لعب الحبشة آنذاك نوع من المباراة أو الاستعراض الرياضي شهده رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وشهدته معه أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) داخل المسجد.
ومما يدل على جواز اللعب المباح ما جاء عن الربيع بنت معوذ ابن عفراء، قالت: أرسل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار، التي حول المدينة:”من كان أصبح صائما، فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطرا، فليتم بقية يومه” فكنا، بعد ذلك نصومه، ونصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن{الصوف}، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار. [رواه البخاري ومسلم]
قال النووي في “المجموع”(2/177):”يجوز التحدث بالحديث المباح في المسجد وبأمور الدنيا وغيرها من المباحات وإن حصل فيه ضحك ونحوه ما دام مباحا لحديث جابر بن سمرة (رضي الله عنه) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يقوم من مصلاه الذى صلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قام. قال: وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم. رواه مسلم”.
ويجب مراعاة القيود والضوابط الشرعية عند ممارسة الرياضة في المسجد أو ساحاته وهي:
1ـ ألا يكون اللعب في وقت الصلاة.
2-ـ عدم التشويش على من يقرأ القرآن أو يذكر الله (تعالى) أو يعلم ويتعلم.
3ـ ألا يخل اللعب بممتلكات المسجد.
4ـ أن يكون اللعب في ذاته مباحا، أما لو كان محرما فلا يجوز في المسجد وخارجه.
5ـ عدم رفع الأصوات أثناء اللعب ودونه؛ لأن الأصل في المساجد حضور السكينة والهدوء والوقار.
6ـ الحفاظ على نظافة المسجد.
المجلس الإسلامي للإفتاء